كشف مدير التربية بقسنطينة، أول أمس، بأن 27 طفلا مصابون بطيف التوحد تم إدماجهم بالمؤسسات التربوية العادية، وخلال أشغال منتدى المجلس الشعبي الولائي حول تعليم أطفال التوحد، دعا متدخلون إلى ضرورة الاهتمام بهذه الفئة وتوفير البيئة الدراسية المناسبة لتنمية مهاراتها.
وفي تصريح للنصر على هامش المنتدى، أكد عبد المجيد منصر، أن مديرية التربية أحصت في 2021 و2022، 27 تلميذا مصابا بالتوحد، منهم 25 أدمجوا في أقسام عادية بمرافقين واثنان دون مرافقين وهم أشخاص تعينهم مديرية النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع الأولياء، حيث يصحبون الطفل في مختلف فضاءات المدرسة.
وأكد المتحدث أن كل القطاعات مطالبة بتشخيص هذه الفئة وبذل المزيد من الجهد لتسليط الضوء عليها، مشيرا إلى وجود مصابين لم يتم التكفل بهم، كما توجد عائلات تخجل بهم وليس لها الاستعداد الحقيقي للتكفل بهم.
وأكد مدير التربية، أن دور المؤسسات التربوية هو الكشف عن قدرات هذه الفئة وفروقاتها الفردية ونقاط تميزها، ووضع التلميذ في السياق الذي يستطيع من خلاله تحقيق ذاته، لأن النجاح حق من حقوقه.
وطالب المتحدث من كل القطاعات العمل في ما بينها، لتسهل على طفل التوحد تطوير قدراته الفردية وأن يكون ناجحا داخل المنظومة الاجتماعية، مشيرا إلى أن هذه الفئة ليست عالة على المجتمع بل فاعلة فيه.
كما أكد رئيس المجلس الشعبي الولائي، عصام بحري، أن مرض التوحد له بعد وطني، واختيار موضوع «تمدرس أطفال التوحد» جاء بغية الاستجابة لمتطلبات هذه الفئة ورغبة في مسايرة الأهمية التي أقرها المشرع الجزائري في هذا الشأن من خلال قوانين ضامنة لحقوقها، خصوصا ما تعلق بتكافؤ الفرص في التعليم.
وأضاف المتحدث، أن الدولة تسهر على تمكين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة التمتع بحقوقهم، كما يعمل قطاع التربية بالتنسيق مع المؤسسات الاستشفائية وغيرها على التكفل البيداغوجي الأنسب لإدماجهم في الوسط التعليمي التربوي.
من جهتها، ذكرت رئيسة الجمعية الوطنية لاضطراب التوحد، ليلى والي، أن هيئتها تهدف إلى التكفل بالأشخاص المصابين باضطرابات طيف التوحد وحمايتهم وإدماجهم في المجتمع، منوهة بأهمية توفير التشخيص والتكفل التعليمي والتربوي المبكر والفعال، وضمان الحياة الكريمة لهم وكذلك المشاركة الاجتماعية الكاملة دون عزلة وإقصاء.
وطالبت والي، بضرورة وجود تنسيق تام بين الأطراف المعنية من أجل تجسيد جهود الدولة، لاسيما ما تعلق بالقرارات المنبثقة عن مجلس الوزراء المنعقد يوم 18 أفريل 2021 والرامية إلى التكفل بأطفال التوحد.
وأكد ممثل عن مدير النشاط الاجتماعي والتضامن، أن المديرية تشرف على التكفل بفئة الأطفال المضطربين بعد تشخيصها من طرف مصلحة الطب العقلي للأطفال، ليتم فتح فضاءات خاصة بها، موضحا أن هناك 6 مراكز عمومية مخصصة لهذا الغرض و واحد مسير من طرف جمعية، وآخر من طرف هيئة خاصة.
كما ذكر البروفيسور تيرانتي إدريس المتخصص في الطب النفسي للأطفال بقسنطينة، أن نسب الإصابات بطيف التوحد في تزايد، لذلك وجب إتاحة مدرسة شاملة لجميع الصغار من ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما أولئك الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد.
وأضاف المتحدث، أن إدماج طفل التوحد داخل المجتمع يعتبر موقفا أخلاقيا يقوم على الاعتبارات الإنسانية التي ترفض التمييز، مشيرا إلى أن بعض الدول أحرزت تقدما كبيرا في هذا الاتجاه رغم الصعوبات التي واجهتها.
لينة دلول
