أطلقت، أمس الأربعاء، مديرية الإدارة المحلية بقسنطينة مزايدة لإيجار أجزاء من حظيرة التسلية بجبل الوحش وذلك بعد سنوات من الإهمال، حيث تسعى السلطات الولائية إلى بعث الحياة في رئة قسنطينة من خلال إعادة تهيئة المكان وإنجاز مرافق للراحة والتسلية وكذا ألعاب عصرية فضلا عن حديقة للحيوانات، فيما تعكف اللجنة الولائية على دراسة عروض إيجار حظيرة باردو بعد أن تقدم 14 متعاملا اقتصاديا للمزايدة بداية الأسبوع الجاري.
وأفاد مدير الإدارة المحلية ناصر زوقاري، في اتصال بالنصر، أن إطلاق المزايدة الخاصة بحظيرة جبل الوحش المهملة منذ سنوات، يأتي في إطار رؤية تنموية للسلطات الولائية لإعادة بعث الروح في عاصمة الشرق الجزائري، حيث من شأن هذا المشروع أن يعيد لقسنطينة حركيتها وزوارها من كل ولايات الوطن، كما سيساهم في خلق مناصب شغل وكذا مكان راحة وتنفس للعائلات.
وتابع المتحدث، أن إطلاق هذه المزايدة يأتي بعد عملية مماثلة لحظيرة باردو، حيث قال إنه تم فتح الأظرفة بداية الأسبوع الجاري واللجنة الولائية تعكف على دارسة وتقييم العروض التي تقدم بها المتعاملون، حيث سيتم الإعلان عن النتائج في الآجال المنصوص عليها قانونيا عبر وسائل الإعلام الوطنية، كما ذكر زوقاري، أن الوالي عاين الحظيرة مساء أمس الأول واطلع على وضعيتها بشكل عام، فضلا عن المرافق غير المطروحة للإيجار على غرار المسبح البلدي الجاري إنجازه حاليا.
وبالنسبة لمزايدة تأجير أجزاء من حظيرة جبل الوحش، فقد تم تقسيمها إلى شطرين، الأول يتعلق باستغلال حصص متفرقة متمثلة في قطع أرضية موجهة لتركيب واقتناء هياكل وتجهيزات التسلية والإطعام السريع والأكشاك ودورات المياه ووسائل النقل الترفيهي، في شكل شغل مؤقت للأملاك العمومية بالحظيرة، وذلك لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد مرتين.
وتم تخصيص مساحة 1500 متر مربع وهي قطعة أرضية غير مهيأة، لتركيب لعبة العجلة الكبيرة مع إنجاز كشكين بمساحة 12 مترا مربعا لكل منهما، كما أعلن عن إيجار قطعة تتربع على مساحة 1300 متر مربع لاقتناء وتركيب خيمة كبرى لتحضير المأكولات التقليدية وركوب الجمال، مع بيع المنتجات الحرفية والتقليدية، وسيتم أيضا إنجاز لعبة الباخرة على مساحة تقدر بـ 900 متر مربع.
مسار سياحي للتنقل عبر العربات
وسيتم إنجاز ألعاب مائية للأطفال والكبار على مساحة تتربع على 700 متر مربع، كما تم تخصيص 5 آلاف متر مربع لإنجاز واستغلال حديقة للحيوانات، ومساحات ألعاب للكبار والأطفال على مساحة ألف متر مربع وهو نفس الإجراء المسجل على 10 مساحات أخرى، تتراوح ما بين 250 و 700 متر مربع.
وتتمثل التجهيزات التي فرضتها مديرية الإدارة المحلية في دفتر الشروط، في اقتناء ألعاب عصرية كجدار التسلق ولعبة القفز والطائرة والعديد من الأنواع الأخرى، كما سيتم خلق مسار سياحي للتنقل عبر العربات سيتم تحديده من طرف المديرية في فترة لاحقة، في حين سيتم إنجاز أكشاك بكل قطعة أرضية، مع تحديد المساحة المستغلة لوضع الطاولات والكراسي من طرف المستأجر.
وتراوح السعر الافتتاحي للمزايدة في الشطر الأول من المشروع، بين 30 و 200 مليون سنتيم للقطعة، حيث أن السعر الخاص باستغلال قطعة أرضية بمساحة 5 كيلومتر مربع خاصة بإنجاز حديقة حيوانات يقدر بـ 200 مليون سنتيم، كما حدد سعر استغلال مساحة إنجاز العجلة الكبيرة على 1.5 كيلومتر مربع بـ 180 مليون سنتيم ليكون السعر الافتتاحي الخاص باستغلال 250 مترا مربعا، هو الأقل وحدد بـ 30 مليون سنتيم.
ويتعلق الشطر الثاني من المزايدة، بتأجير حصص متفرقة تتمثل في تجهيزات وهياكل موجهة للإطعام المصنف والسريع، فضلا عن بيع المنتجات الحرفية والتقليدية وكذا الأكشاك، حيث ستؤجر هي الأخرى لثلاث سنوات قابلة للتجديد لمرتين وذلك على مساحات تتراوح بين 10 إلى 260 مترا مربعا، إذ سيتم إنشاء بناية تخصص للألعاب الإلكترونية والسينما، كما حددت الإدارة المحلية في هذه الحصة طبيعة نشاط كل محل أو كشك.
ومراعاة لمبدأ الشفافية، ذكر مدير الإدارة المحلية أنه تم تحديد مدة تحضير العروض بـ 21 يوما تبدأ من تاريخ نشر الإعلان، حيث أن العروض الإدارية و المالية والتقنية تودع لدى المديرية ولا ترسل، وذلك بعد استيفاء الآجال المحددة إذ سيتم في نفس اليوم وفي جلسة علنية فتح الأظرفة في منتصف نهار ذلك اليوم.
و قد نوه رئيس المجلس الشعبي الولائي فضلا عن المنتخبين، في آخر دورة للمجلس، بإعادة بعث مشروع حظيرة التسلية بجبل الوحش وكذا باردو، حيث اعتبر المنتخبون أن هذين المشروعين سيساهمان بشكل كبير في تطوير النشاط الاقتصادي والسياحي وحتى الثقافي لمدينة قسنطينة.
وقبل أشهر تم إيفاد لجنتين بإشراف من مديرية الإدارة المحلية، لتحديد النقاط التي ستشيد فيها الفضاءات الترفيهية بحظيرة جبل الوحش، حيث صرح المدير في وقت سابق، أن التحضير لإنجاح المشروع سيبقى على أكبر قدر من الجدية إلى غاية تجسيده، كما أكد أن دفتر الشروط الحالي صارم جدا من حيث الناحية القانونية والتقنية، إذ تم إدراج بنود تلزم المتقدمين إلى المزايدة بتقديم ضمانات إدارية ومالية تراعي هذا النوع من الاستثمارات تفاديا للاختلالات المسجلة، كما ساهمت جامعة صالح بوبنيدر «قسنطينة 3» من خلال باحثيها وأساتذتها في إثراء هذا المشروع إذ قدموا تصورات عصرية عنه.
وقبل سنوات أجرت حظيرة جبل الوحش لأحد المستثمرين الخواص إلى غاية سنة 2017، حيث استغلها لسنة ونصف فقط قبل أن تتحرك الولاية لإلغاء العقد المبرم معه، وتم إعداد دفتر شروط صارم ومنحت الحظيرة وفق عقد امتياز لمدة 33 سنة قابلة للتجديد، لمستثمر خاص في ذات العام.
وكان من المفترض أن ينجز مشروع حظيرة عصرية في إطار شراكة ثلاثية صينية روسية إيطالية، مع إنجاز مطاعم وفقا لهندسة معمارية مستوحاة من فن العمارة الروسية، فضلا عن 30 كشكا متعدد الخدمات وكذا 22 لعبة عصرية إذ خصص للمشروع 5 ملايير دينار، لكنه ذهب أدرج الرياح وظلت الحظيرة في وضعية بائسة إلى اليوم.
لقمان/ق