شرع التجار في ولاية قسنطينة، في تطبيق تعليمة مديرية التجارة التي تنص على خفض الأسعار والبيع الترويجي خلال شهر رمضان وتحسبا لعيد الفطر، إلا أن العديد منهم يقومون بحيل تساعدهم على ترويج سلعهم مستعملين «صولد» المناسبات الوهمي.
ونشرت قبل يومين، مديرية التجارة بقسنطينة، بلاغا للأعوان الاقتصاديين والمستهلكين يخص الترخيص بالبيع بالتخفيض والبيع الترويجي خلال شهر رمضان وعيد الفطر، ودعت إلى تكثيف هذا النشاط، واعتبرت أن هذا النوع من أساليب البيع، فرصة لتنشيط وترقية نشاطاتهم ودعتهم لتفعيله والمساهمة في اعتماد أسعار منخفضة وتنافسية.
وجابت أمس، النصر محلات تجارية واقعة في وسط مدينة قسنطينة، من أجل الوقوف على مدى طرح التجار لتخفيضات بمناسبة عيد الفطر خلال الشهر الجاري، لكن وعلى عكس العادة عزف العشرات من التجار عن وضع ملصقات بواجهات محلاتهم التجارية تشير إلى طرح تخفيضات، وخاصة بمحلات الألبسة الرجالية والنسائية والأطفال. ولجأ العشرات من التجار العاملين على مستوى أحياء النجمة و شارع بلوزداد و في رحبة الجمال، إلى وضع ملصقات كثيرة على الواجهات الزجاجية تشير إلى وجود «صولد» حتى أنها غطت السلع المعروضة، لإغراء الزبائن.
وتواجدنا في المحلات المعنية والبداية كانت من حي النجمة، أين وقفنا على تنافس شديد بين التجار في هذا الحي المشهور ببيع الألبسة الرجالية، أين كانت جل المتاجر تضع لافتات تشير إلى تخفيض الأسعار، ومنهم من قام فعلا بهذا الإجراء غير أنه هناك من استعمل فقط تلك الملصقات لجلب الزبائن.
ويقوم بعض التجار ببيع الألبسة بأسعار هي نفسها التي اعتمدوها قبل أسابيع، ولكنهم يدعون أن سعرها كان أعلى بكثير وبأنهم قاموا بطرح «التخفيضات» خلال شهر رمضان، أو من أجل مساعدة العائلات على اقتناء ألبسة لأبنائهم بمناسبة عيد الفطر. وتكرر نفس الأمر بالمحلات الواقعة في شارع بلوزداد والمتخصصة في بيع المواد الغذائية أو الألبسة أو حتى بالنسبة لبائعي اللحوم والأسماك، حيث أصبح الجميع يعتمد على وضع لافتات لإغراء الزبائن بتخفيضات وهمية. واستعان بعض التجار في رحبة الجمال بـ «صولد» المناسبات من أجل الترويج لسلعهم وإضفاء حركية ونشاط لهذه المنطقة التي أصبحت تعرف ركودا تجاريا منذ سنوات، رغم أنها كانت المقصد الأول لعشاق الموضة والألبسة العصرية في قسنطينة، ورغم أن أصحاب المحلات الواقعة في هذا المكان لم يبالغوا في وضع الملصقات على غرار نظرائهم في علي منجلي وشارع بلوزداد، إلا أنهم يؤكدون للزبون أنهم اعتمدوا تخفيضا على سلعة معينة.
ولاحظنا خلال تواجدنا في عدة محلات بوسط المدينة، أن الزبون ينجذب آليا نحو المحلات التجارية التي تعلق ملصقات على غرار الواقعة في شارعي عبّان رمضان أو بلوزداد، وحتى بحي كوسيدار في علي منجلي، أين يكون الإقبال كبيرا وخاصة من طرف الشباب.
وقال لنا بعض الشباب إنهم يفضلون استغلال فترات إطلاق التخفيضات من أجل اقتناء ما يرغبون فيه من ألسبة وأحذية، خاصة وأن هذه الفترة مناسبة جدا بالنسبة لهم لأنها تتزامن مع اقتراب عيد الفطر، مؤكدين أن «الصولد» حقيقي في بعض المحلات لأنهم يعلمون السعر الفعلي لبعض السلع وحتى القيمة المالية للتخفيضات.
ولم يشمل «الصولد» بائعي الألبسة والأحذية فقط، بل امتد إلى تجار المكسرات والحلويات ومواد التغليف وبائعي اللحوم الحمراء والبيضاء وحتى البيض، وهو ما وقفنا عليه في الحي الشعبي «السويقة»، ما ساعد على تسجيل إقبال معتبر من طرف النساء على مواد صنع الحلويات تحضيرا لعيد الفطر.
حاتم/ ب