يشتكي سكان بلدية مسعود بوجريو بقسنطينة، من نقص فادح في المرافق الرياضية و الترفيهية، ما جعل شباب المنطقة يدخلون دوامة من الملل وخاصة في فصل الصيف، فيما أرجعت البلدية سبب النقص إلى ضعف الميزانية ما يتعذر عليها إنجاز هذه المرافق حاليا.
و أكد سكان يقطنون في مسعود بوجريو مركز، و هي المنطقة التي تعتبر أفضل حالا مقارنة ببقية المناطق المتمثلة في مشاتي و قرى منعزلة، من حيث الخدمات والمرافق، معاناتهم من نقص كبير في توفر الفضاءات الرياضية والترفيهية ما يجعل شباب المنطقة يعيشون في ملل بعيدا عن ممارسة هواياتهم المفضلة.
و الملاحظ عند التواجد في مركز بوجريو مركز، هو عدم إنجاز ملاعب جوارية التي تتوفر بالعشرات في مناطق أخرى على غرار بلديات عين اسمارة والخروب وقسنطينة، كما تسجل هذه البلدية نقصا فادحا في عدد القاعات متعددة الرياضات و المرافق الرياضية التي تمكن الشباب من قضاء أوقاتهم في ممارسة الرياضة.
كما تنعدم تماما المرافق الترفيهية، رغم توفر البلدية على مساحات شاغرة غير مستغلة، متمثلة في أراض جرداء تشوه من المنظر العام للمنطقة، و هو ما يحول دون تمكن الأطفال من الترفيه خاصة و أن مثل هذه الفضاءات توجد بكثرة في بلديات أخرى، لتكون مسعود بوجريو الاستثناء دائما حسب السكان، والذين أوضحوا أنه إضافة إلى انعدام مثل هذه المرافق فإن شباب المنطقة يعيشون البطالة بسبب نقص الشركات والمؤسسات العمومية و الخاصة بالمنطقة.
نقص في المرافق الرياضية و الترفيهية و الشركات التجارية و المؤسسات العمومية، جعل جل شباب المنطقة يتجهون إلى العمل في مجال الفلاحة، إلا أنهم وجدوا باب منفذهم الوحيد مغلقا أيضا، بسبب الجفاف الذي مس المنطقة على غرار بقية مناطق الولاية، ما أثر كثيرا على سير النشاط الزراعي وبالتالي تكبد الفلاحين لخسائر مادية جعلتهم يعزفون عن توفير مناصب شغل بالنسبة لشباب بلدية مسعود بوجريو.
و يطالب سكان بالمنطقة من المسؤولين بالبلدية و الولاية، لاستحداث مشاريع من شأنها خلق حركية و حيوية بالبلدية، و تخفيف البطالة خاصة و أن جل الشباب يقضون يومياتهم في الجلوس بمختلف المقاهي التي يزيد عددها بأضعاف عن عدد المرافق الترفيهية أو الرياضية أو حتى الشركات.
و رد رئيس بلدية مسعود بوجريو، عيسى لبيوض، بأن البلدية تعرف نقصا في توفر المرافق الرياضية و الترفيهية، موضحا بخصوص عدم استغلال الملعب البلدي الوحيد الواقع في البلدية، إلى إنزلاق أرضيته، موضحا أنه لا يعتبره ملعبا بسبب حالته الكارثية، مضيفا أن مجرد إعداد البطاقة التقنية بغية إعادة تهيئته مكلف جدا و تصل القيمة حسبه إلى مليارين و 800 مليون سنتيم دون احتساب تكلفة بقية الأشغال.
و أضاف المسؤول عن البلدية، أنه لا يمكن إعادة تهيئة الملعب، أو إنجاز مرافق رياضية في الفترة الراهنة، لأن ذلك يكون على حساب مشاريع تنموية تقدم خدمة عمومية للمواطن، ويعتبرها أكثر أهمية، ممثلا بتعبيد الطرق وقال إنه يستحيل أن يسير المواطنون وسط الأوحال فيما يتم استغلال الغلاف المالي في مشاريع رياضية.
و أكد عيسى لبيوض، أن مصالحه استفادت من 6 ملايير سنتيم كميزانية لإنجاز مشاريع تنموية، ولا يمكن استغلال نصف المبلغ في إنجاز مرافق رياضية، موضحا أنه يمنح الأولوية للمجمعات السكنية، مضيفا أن المبلغ يبقى قليلا جدا من أجل تغطية بعض احتياجات البلدية.
أما بخصوص معاناة شباب المنطقة من البطالة، فقد أكد أنه استقبل مستثمرين يرغبون في الاستثمار بمنطقة النشاطات الواقعة في بلدية مسعود بوجريو، و تم وضع 10 طلبات على طاولته، موضحا أنه منح الموافقة المبدئية لهم، كما قام بمراسلة الوالي من أجل تسهيل الإجراءات مع مديرية الصناعة.
و أضاف المتحدث، أن المشاريع المقترحة للتجسيد في منطقة النشاطات، تتمثل أساسا في تغذية الحيوانات، الأثاث المنزلي، اللوازم الطبية و الأفرشة والتغذية و الألبسة، متمنيا فتح مصانع من شأنها التخفيف من حدة البطالة في البلدية، موضحا أنه حتى الحرف التقليدية أصبح الطلب عليها قليلا مقارنة بما كانت عليه في السابق.
و قال المسؤول عن البلدية، إن منطقة النشاطات بالبلدية، تقترب من دخول حيز الخدمة، بعد وصول نسبة الأشغال إلى 80 بالمئة، موضحا أن الأشغال الجارية حاليا تخص الربط بمادتي الغاز و الكهرباء ثم تعبيد الطرق، فيما تزودت سابقا بالإنارة العمومية و المياه و شبكة الصرف الصحي، وأضاف المتحدث أن المبلغ المخصص لإعادة التهيئة بلغ 20 مليار سنتيم، مذكرا أن المنطقة تتوفر على 75 حصة.
حاتم / ب