تسبب أمس، توقف خط الترامواي بالمقاطعة الإدارية علي منجلي في أزمة نقل حادة، ما تسبب في تشكل طوابير في محطات التوقف نحو وسط مدينة قسنطينة، في حين ما يزال المواطنون بوسط المدينة الجديدة يعانون من قلة ومحدودية وسائل النقل سواء سيارات الأجرة أو الحافلات، ما جعل من الفرود أمرا واقعا يقدم خدمات في كل الأوقات.
واكتظت، صباح أمس، محطات توقف سيارات الأجرة وكذا الحافلات العاملة على خط مدينة قسنطينة، إثر توقف خط الترامواي الناقل من علي منجلي إلى زواغي، إذ أربك هذا التوقف المفاجئ المسافرين، وأخرهم عن مواعيد التحاقهم بأماكن عملهم.
وأمام هذا الوضع ظهرت جليا أهمية الترامواي كوسيلة نقل أساسية في نقل المسافرين واستيعاب عددهم الكبير، إذ اضطر المواطنون إلى الانتظار فترة طويلة في المحطات فيما لم يستوعب عدد سيارات الأجرة الأعداد الكبيرة للراغبين، في التنقل إلى وسط مدينة قسنطينة.
وأوضح مصدر مسؤول بمؤسسة سيترام، قسنطينة، أن توقف الترامواي على مستوى هذا الخط، يعود إلى عطب تقني سجل على مستوى أحد المحولات الكهربائية، حيث تم إصلاحه ثم عادت الخدمة تدريجيا، كما أشار إلى أن المؤسسة قد قضت على مشكلة سرقة الكوابل الكهربائية بعد أن غطت كل النقاط بالخرسانة المسلحة وذلك تفاديا لتكرار سيناريو توقف خط علي منجلي لأزيد من 3 أشهر، وما كلف ذلك من خسائر مادية، فضلا عن عرقلة مصالح المواطنين.
ويعد مشكل النقل بداخل علي منجلي مشكلة عويصة، لم تتمكن السلطات المحلية من إيجاد حلول لها، في ظل توسع عمراني كبير وتعمير أقطاب عمرانية جديدة على غرار التوسعة الغربية التي أصبحت مدينة قائمة بذاتها دون أن يتم توفير خطوط نقل دائمة بها.
وتتمثل خدمة النقل في التوسعة الجديدة، في حافلتين فقط، حيث أن مدة الانتظار تزيد عن الساعتين لتكون سيارات الفرود البديل بالنسبة للسكان، إذ سرعان ما ظهرت محطات بالتجمعات السكنية الجديدة على غرار 2150 مسكن و ألف مسكن وكذا ألف سكن بصيغة عدل وهو ما سجل أيضا بأحياء السكن الاجتماعي على غرار ألفي سكن المنجزة من طرف مؤسسة كوسيدار، والتي رحل إليها سكان من وسط مدينة قسنطينة مؤخرا. وبالوحدة الجوارية 20 وتوسعتها، ورغم خلق قطب عمراني وتجاري جديد يستقطب المئات من المواطنين وحتى الزوار من خارج الولاية، إلا أن النقل يكاد يكون منعدما وذلك لقلة عدد الحافلات سواء التابعة للخواص أو القطاع العمومي، لتسد العشرات من سيارات الفرود هذا الفراغ على مدار اليوم. ومازالت كل الوحدات الجوارية البعيدة، عن وسط علي منجلي على غرار، 04، 13 و 14 17، 18، 19، تسجل انعداما تاما لسيارات الأجرة النظامية، التي حلت محلها سيارات الفرود، حيث ذكر أحد المواطنين الذي يقطن بالشطر الثالث للوحدة الجوارية 19 بأنه ومنذ أن انتقل إلى علي منجلي في سنة 2011 لم يمتط سيارة أجرة واحدة نحو مقر سكناه، وهو حال جل المواطنين الذين يفضلون التنقل مع الفرود، الذي يعتمد على نظام المكان الواحد بدل التنقل “ بالكورسة” التي تكلف على الأقل مبلغ 200 دينار.
وذكر مصدر مسؤول من مؤسسة النقل الحضري بقسنطينة، بأن 5 حافلات فقط تابعة للمؤسسة العمومية تعمل بعلي منجلي ، وذلك يعود إلى تعرض عدد منها إلى العطب نتيجة قدمها، في المقابل يشتكي العاملون، على حافلات الخواص من سوء المعاملة والخدمات. وتنشط بعلي منجلي، أكثر من 300 سيارة تعمل بين خط المدينة الجديدة و وسط مدينة قسنطينة، في حين أصبح الترامواي وسيلة أساسية داخل المدينة، نظرا لتوقفه بثمان نقاط حيوية. لقمان/ق