يشهد ترامواي قسنطينة حالة كبرى من الضغط والاكتظاظ، وصل حد عدم قدرة المواطنين على ركوبه بمختلف المحطات، لاسيما بأوقات الذروة، فيما أكد مصدر مسؤول من مؤسسة «سيترام»، أنه ورغم تقليص مدة الانتظار بالمحطات، إلا أن مستوى الإقبال على هذه الوسيلة تجاوز الطاقة الاستيعابية للعربات، إذ تخطى عدد المسافرين يوميا 50 ألفا وهو رقم كبير جدا فاق التوقعات.
وأصبح الظفر بمكان عبر ترامواي قسنطينة، في الفترة الصباحية والمسائية من وإلى المقاطعة الإدارية علي منجلي باتجاه مدينة قسنطينة، أمرا صعبا، إذ تكتظ كل العربات في المحطات الأولى بشكل كبير لاسيما من محطة «علي منجلي»، بحي كوسيدار مع تسجيل تدافع كبير قبل الدخول.
ومنذ تدشين الشطر الثالث الرابط بين محطة قادري إبراهيم، بمفترق الطرق الأربعة وجامعة عبد الحميد مهري بالوحدة الجوارية 2، قبل أزيد من عام، تتنقل العربات ممتلئة عن آخرها، إذ أنه ورغم الإجراءات المتخذة من طرف المؤسسة المسيرة لهذه الوسيلة والتي تتعلق بتقليل مدة الانتظار أو زيادة عدد العربات، إلا أن الوضع يزداد سوءا.
وأصبح الكثير من المواطنين، لا يستطعيون ركوب الترامواي بسبب الاكتظاظ، إذ يتجمع العشرات في محطة زواغي وحين تصل العربة يضطرون إلى انتظار التي تليها، حيث أكد أحد المواطنين للنصر، أنه انتظر لأكثر من 20 دقيقة، و وجد نفسه مضطرا إلى التدافع حتى يتمكن من الركوب، وهي حالة وقفنا عليه في الكثير من المرات، فيما أكد سكان زواغي على ضرورة توفير عربات خاصة تنطلق من زواغي إلى غاية وسط المدينة وهو من شأنه أن يخفف من الضغط.
وسجلنا نفس الوضع لدى سكان مختلف أحياء قسنطينة على غرار، الديانسي، وفضيلة سعدان والمنظر الجميل والسيلوك، إذ لا يستطيع المواطنون الصعود، في حين أدى العدد الكبير لطلبة 4 جامعات الذين يتنقلون بكثرة عبر هذه الوسيلة الحضرية بدلا من حافلات النقل الجامعي التي تسير في أوقات ووفقا لخطوط محددة، إلى تأزم للوضع، كما لاحظنا أن أعوان الرقابة أصبحوا لا يستطيعون حتى السير بشكل جيد داخل العربات ومراقبة تذاكر المسافرين.
ومما يلاحظ، فإن الكثير من السائقين وأصحاب السيارات أصبحوا يركنون سيارتهم، ويتوجهون إلى العمل بمدينة قسنطينة عبر الترامواي، وذلك تفاديا للوقوع في مشكلتي الركن والازدحام المروري، التي تعرف تزايدا كبيرا خلال الأشهر الأخيرة، في حين يتفادى المواطنون التنقل عبر سيارات الأجرة لارتفاع تسعيراتها بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بتذكرة الترامواي، المحددة بـ 40 دينارا.
وأكد لنا سائقو أجرة، أن الحركية عادت أيضا إلى محطات النقل، بعد ركود حاد استمر لفترة طويلة، حيث ذكروا أن الاكتظاظ المسجل في الترمواي وطول فترة الوصول أعاد الكثير من الزبائن، كما ذكروا أنهم ينتظرون رفع إجراءات التباعد التي فرضت عليهم نقل 3 مسافرين فقط بدل 4، إذ أكدوا أن التسعيرة ستنخفض إلى 100 دينار، في حال العودة إلى العمل بالنظام العادي.
وذكر مصدر مسؤول بمؤسسة سيترام قسنطينة، للنصر، أن عدد المسافرين بهذه الوسيلة يتزايد يوميا منذ تدشين خط علي منجلي منذ أكثر من عام، حيث أكد أنه لم يكن متوقعا، إذ يقدر بأزيد من 50 ألف يوميا، وهو رقم كبير جدا تسبب في هذا الضغط الكبير.
وقد تم وفق المتحدث، زيادة عدد العربات المستغلة على طول الخط، في حين أن مدة الانتظار المحددة حاليا هي 5 دقائق، لكن العربات تمتلئ عن آخرها في وقت قصير جدا، كما أكد أن المؤسسة تعمل على إيجاد حلول لتحسين الخدمات والتقليل من الاكتظاظ المسجل، داعيا المسافرين غير المستعجلين إلى تفادي التنقل في أوقات الذروة، وذلك من أجل التقليل من المشكلة.
وفي سياق آخر، نظمت سيترام قسنطينة أمس الجمعة في الساعة العاشرة صباحا، تمرينا تطبيقيا لحادث افتراضي ما بين عربة ترامواي وحافلة، وذلك على مستوى التقاطع الموجود قبل محطة النصر، بعلي منجلي، حيث ذكرت المؤسسة في بيان أن الغرض من هذه المناورة التطبيقية هو رفع جاهزية كل المتدخلين وتقييم استجابتهم في حسن تسيير مثل هذه الحوادث، كما ذكرت أن التمرين تم بالتعاون مع مختلف الشركاء الفاعلين من وحدات الحماية المدنية والأمن الوطني.
لقمان/ق