سلم أمس، المعهد الوطني للملكية الصناعية 5 براءات اختراع لطلبة وباحثين من كلية هندسة الطرائق بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، حيث تعتبر الأولى من نوعها في الجامعة، كما تسلم طالبان تسجيل الملكية الفكرية لفكرتيهما المبتكرتين من الديوان الوطني لحقوق المؤلف، في وقت تنتظر فيه ثلاثة مشاريع أخرى الحصول على البراءات في الوقت الحالي.
وأفادت الأستاذة نوال أوتيلي، مسؤولة مركز دعم الابتكار بجامعة صالح بوبنيدر، على هامش الأبواب المفتوحة على مركز دعم الابتكار المنظمة بكلية الفنون، أن أكبر فئة من الطلبة حاملي المشاريع خلال العام الجاري مسجلون في إطار القرار الوزاري 1275، مضيفة أن الجامعة تحصي مئة مشروع مبتكر واثنين؛ مُسجّلةً على مستوى الجامعة في الإطار المذكور، في حين أشارت إلى وجود حاملي مشاريع مبتكرة من الأساتذة والباحثين الذين قدموا أفكارا قابلة للتسجيل والتثمين في إطار حماية الملكية الفكرية.
ونبهت مُحدّثتنا أن حماية الملكية الفكرية تمر عبر الديوان الوطني لحماية حقوق المؤلف فيما يتعلق بالإبداعات الفنية والأدبية والتطبيقات والبرامج الإلكترونية وتطبيقات الكمبيوتر، في حين يتم حماية الاختراعات وكل ما يحمل علامة تجارية وتصاميم ونماذج صناعية على مستوى المعهد الوطني للملكية الصناعية «إينابي». وأكدت المسؤولة أن المرافقة التي توفرها الجامعة لحاملي الأفكار المُبتكرة تشمل جميع المراحل، بينما أوضحت أن طلبة وباحثين قد قدموا 8 طلبات للحصول على براءة اختراع للمعهد الوطني للملكية الصناعية، من بينها 5 مشاريع بحثية تحصلت على البراءات وسلمت لأصحابها يوم أمس من طرف المدير العام للمعهد، عبد الحفيظ بلمهدي، رفقة مدير جامعة قسنطينة 3 خلال الأيام المفتوحة بعد أن كانوا قد أودعوها منذ حوالي سنة، بينما حصل طالبان من الجامعة في نفس اليوم أيضا على الحماية الفكرية من الديوان الوطني لحقوق المؤلف، وسلمها لهما المدير الجهوي للديوان، عبد المطلب مسقالجي، حيث أوضحت لنا الأستاذة أوتيلي أن الأمر يتعلق بطالبة من كلية الطب أنجزت دليلا للأطباء، وآخر من معهد تسيير التقنيات الحضرية أنجز تطبيقا خاصا بالجامعة. أما بخصوص الحاصلين على براءة الاختراع، فأوضحت محدثتنا أنهم جميعا منتمون لكلية هندسة الطرائق، حيث تتعلق أفكارهم بمنتجات جديدة ومستخلصات نباتية، فضلا عن مشاريع في مجالي الهندسة البيئية والهندسة الكيميائية، مؤكدةً أنّها ستثمّن على مستوى وحدة التثمين بالجامعة، منبهة بأن العمل عليها قد جرى في إطار فرقٍ تضم طلبة من الماستر والدكتوراه وأساتذة باحثين. وأبرزت الأستاذة أوتيلي في كلمة قدمتها خلال استلام شهادة براءات الاختراع أن مكتب الملكية الفكرية يتلقى طلبات من أجل التقدم للحصول على براءات، مشيرة إلى أن الأمر لا ينبغي أن يقتصر على المجالات التقنية، بل ينبغي البحث عن حلول للمشاكل الاجتماعية أيضا.
من جهته، أوضح البروفيسور أحمد بوراس، مدير جامعة صالح بوبنيدر، للنصر، أنّ الأبواب المفتوحة تستهدف التعريف بطريقة الحصول على براءة الاختراع وشرح آليات الحماية الفكرية، مشيرا إلى أن الأمر يصب في إطار المدينة التكنولوجية المستحدثة بالجامعة «هضبة قسنطينة»، حيث ستُحمى أفكار الطلبة وترافق المؤسسات الناشئة التي يؤسسها طلبة الجامعة على مستواها. ونبه نفس المصدر أن قسنطينة 3 انطلقت في إنشاء المؤسسات الناشئة منذ سنة 2017، حيث ظهرت في 2019 أولى المؤسسات الناشئة التي أسّست في الجامعة من خلال التخصص الدولي المُسمّى «تسيير النفايات»، أين أنجز عددٌ من الطّلبة مشاريع اقتصادية يعملون بها حاليا.
وصرّح لنا المدير الجهوي للدّيوان الوطني لحقوق المؤلف، عبد المطّلب مسقالجي، أن الطلبة قدموا عددا من الأعمال من أجل الحصول على الحماية، من بينها كتب وروايات وقصص وبرامج حاسوب، لكنه نبه أن الديوان يقوم بحماية الهيكل فقط فيما يخص برامج الحاسوب، أي منظومة البرنامج الحاسوبي، في حين يعمل معهد «إينابي» على حماية الفكرة.
واشتملت الأبواب المفتوحة على تنظيم معرض للأعمال الفنية لطلبة الكلية في البهو الرئيسي، حيث التقى المدير الجهوي بطالبة السنة الثالثة ليسانس ياسمين لينة قاوس، في تخصص الفنون التشكيلية، وطلب منها التقرب من الديوان من أجل حماية أعمالها، فيما أكدت لنا الفنانة أن أعمالها تعبيرية وتستلهم من الأشكال التقليدية للعمران واللّباس والدّيكور الجزائري.
وتحصي جامعة صالح بوبنيدر ستة مشاريع طلبة مسجلة في إطار القرار الوزاري 1275 على مستوى كلية الفنون والثقافة، حيث قال الدكتور خالد سعسع، نائب عميد الكلية المكلف بالدراسات والمسائل المرتبطة بالطلبة، إنها تندرج ضمن تخصص الفنون البصرية، الذي يضم عدة مشاريع متعلقة بفن الإشهار، وتسويق الأعمال الفنية من خلال إنشاء متجر إلكتروني يضم اللوحات والأعمال الفنية المتعلقة بالفنون البصرية، بالإضافة إلى مشاريع في تخصص فنون العرض، على غرار موقع إلكتروني للتعريف بفناني السينما وفنون المسرح ومشروع آخر لكراء وبيع الديكور السينوغرافي المسرحي والسينمائي.
سامي.ح