دعا أمس، مختصون إلى ضرورة المرافقة والتوجيه الحسن للطلبة، بغية إيجاد أفكار مبتكرة وخلاقة تصلح كمشاريع لمؤسسات ناشئة، إضافة إلى تغيير العقلية الراسخة لدى العديد من الأسر الجزائرية، والمتمثلة في الخوف من المخاطرة، ما يعيق الدخول في رهانات إنشاء المؤسسات الناشئة، وذلك خلال أشغال ملتقى وطني احتضنته بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة.
وأشار أستاذ التعليم العالي بجامعة العربي التبسي، رضوان بلخيري، في حديث للنصر، على هامش الملتقى الموسوم بـ«تحديات تفعيل حاضنات الأعمال الرقمية كآلية لدعم المشاريع الناشئة للطلبة الجامعيين»، والمنظم بكلية علوم الإعلام والاتصال والسمعي البصري، إلا أنه بإمكان الطلبة الخروج من بوتقة عدم وجود أفكار لمؤسسات مقاولاتية، من خلال الاحتكاك بالميدان، وهو ما تطرق إليه في مداخلته التي عالجت موضوع تحديات تجسيد المقاولاتية في قطاع الإعلام نحو اقتراح مشاريع قابلة للتجسيد ضمن الشركات الناشئة.
كما أكد الأستاذ أنّ هذا المجال لا يقتصر على المؤسسات التقنية والناشطة في مجال الذكاء الاصطناعي، وإنما قطاع الإعلام كمثال أيضا يتوفر على بيئة خصبة يمكن أن تحتضن مجموعة من الشركات كجانب الإنتاج الصحفي، التصميم والإنتاج في الأفلام الوثائقية والدرامية، وكذلك قطاع الإشهار، داعيا أيضا إلى التفكير في استحداث مراكز القياس وسبر الآراء غير الموجودة في الجزائر.
وفي نفس الإطار ذكر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد خيضر ببسكرة، محمد الطيب حمدان، أنّ الخروج بأفكار إبداعية يصطدم بالتحدي المجتمعي حسب تعبيره، نظرا للتراكم الناتج عن التوجه نحو الاشتراكية، لذلك تعمل الدولة على فتح المجال للإبداع وإيجاد الفرص انطلاقا من الجامعة.
كما يرى الدكتور حمدان أن الأسرة الجزائرية متمثلة في الأولياء، تتميز بالأبوية، الحماية، والخوف، ما يعيق أصحاب المشاريع، نظرا لكون شركات المقاولاتية لها مستوى عال من المخاطرة في منافسة حرة، وبالتالي أدى ذلك إلى تقييدهم وعدم استحداث أفكار خلاقة.
كما قالت أستاذة الإعلام والاتصال، سميرة بوشعالة، إنها وقفت على وجود قاسم مشترك من خلال وجهة نظر الطلبة الذين كانت لهم تجربة في هذا الإطار، تمثلت في نجاح جامعة صالح بوبنيدر في توعية المعنيين بمعنى المؤسسة الناشئة، كيفية إنشائها، مخاطرها، وكيفية التعامل مع ذلك، وتكوين ثروة معرفية شاملة حول ما يتعلق بالشركات المقاولاتية.
وعرجت ذات المتحدثة للقول إنه من بين المخاوف التي طرحها الطلبة، هي أن تكون موجة المؤسسات الناشئة ظرفية، وبالتالي التحدي هو العمل على تكريس هذه البرامج بصفة متواصلة، وكذا عدم التركيز فقط على الجانب الإيجابي للشركة، ذلك أنّ للمؤسسات الناشئة جهة سلبية ينبغي التعرف عليها، وعلى طريقة التعامل معها.
ويأتي الملتقى الوطني، بحسب القائمين عليه، كدلالة على الفكر الذي تتبعه الدولة الجزائرية، من خلال التكامل بين الجامعة ودعم أصحاب المشاريع، فالحاضنات الموجودة على مستوى مؤسسات البحث العلمي وبمساهمة مختلف الفاعلين، تعمل على غربلة الأفكار، وجعلها مشاريع فعلية تتماشى مع سوق العمل.
وقالت رئيسة الملتقى فوزية صادقي، إن اقتراح فكرة ملتقى لحاضنات الأعمال الرقمية يأتي في إطار التطور الحاصل في العالم والذي يركز على التكنولوجيا والرقمنة، زيادة على الرغبة في استحداث مؤسسات بأفكار فريدة وغير مكررة.
إسلام قيدوم
