أصدر والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، خلال الأسبوع الجاري قرارا بمنع رمي النفايات الهامدة خارج الأماكن المخصصة لها، حيث شرعت مصالح البلدية في معاينة نقاط انتشارها ورصد المخالفين، في حين تسجل العديد من أحياء المدينة مشكلة التخلص العشوائي من مخلفات البناء داخل المناطق العمرانية.
ونشرت مديرية البيئة عبر صفحتها الرسمية على منصة «فيسبوك» قرار والي قسنطينة المؤرخ في 9 أفريل الجاري والمتضمن «منع رمي النفايات بمختلف أنواعها في الأماكن غير المخصصة لها»، حيث تتضمن المادة الأولى منه منع رمي النفايات بمختلف أنواعها بصفة عشوائية «لاسيما النفايات الهامدة الناتجة عن أشغال الهدم والبناء أو الترميم والنفايات الناتجة عن النشاطات الصناعية والفلاحية والعلاجية في المناطق العمرانية وداخل التجمعات السكنية والساحات العمومية والغابات وحواف الطرقات والوديان» أو غيرها من الأماكن غير المخصصة للتخلص من النفايات الهامدة، وتنص المادة الثانية على وضع المركبات المستعملة في رمي النفايات بصفة عشوائية في المحشر البلدي لمدة 30 يوما.
ويلزم هذا القرار جميع المصالح المتدخلة بإلزام أصحاب مشاريع الإنتاج أو التحويل أو الاستعمال بالاحترام الصارم للتنظيم المعمول به للتخلص من النفايات، بينما ورد في مضمون القرار أنه يأتي «نظرا لانتشار ظاهرة رمي النفايات بمختلف أنواعها بصفة عشوائية، لاسيما بقايا مواد البناء».
وتسجل العديد من النقاط بمدينة قسنطينة مشكلة التخلص العشوائي من مخلفات البناء، حيث لاحظنا وجود كميات من الردوم على حاشية المنفذ الرابط بين حي ابن تليس وطريق الصنوبر، وبدت ردوما جديدة، كما تتكدس كومة أخرى منها في مستوى أعلى من نفس الموقع، بينما بدت على الأرضية آثار عمليات تنظيف نفذتها من قبلُ مصالح البلدية.
ويلاحظ عند مواصلة الطريق عبر المحور الواقع أسفل جسر سيدي راشد باتجاه مدخل جسر ملاح سليمان وجود أكوام أخرى من مخلفات البناء على ضفته، إلا أنها ليست كبيرة، في حين يقوم أشخاص برمي النفايات على قارعة شارع جيش التحرير الوطني باتجاه الأمير عبد القادر، خصوصا في الجهة السفلى منه بالقرب من مجموعة بنايات قديمة.
واتجهنا صوب حي ساقية سيدي يوسف عبر طريق سركينة، حيث مررنا بكميات من الردوم المكدسة خلف مجموعة من البنايات، أين أوضح لنا شخص تحدثنا إليه، أن مصدر كثير منها يعود للسكان أنفسهم، إذ يقومون بالتخلص منها بشكل عشوائي بعد إنجاز أشغال أو عمليات إعادة اعتبار داخل مساكنهم.
أما في حي ساقية سيدي يوسف المجاور لسركينة، فتعرف الردوم انتشارا في العديد من النقاط، حيث لاحظنا وجودها بالقرب من مجموعة عمارات تنتهي إلى مسار وادي الحد، وأوضح لنا ساكن بالعمارة المقابلة أن أصحاب مركبات يقومون بالتخلص منها في الموقع رغم أنهم لا يقطنون في الحي، بينما لاحظنا أن المكان عبارة عن منحدر من الأتربة المكدسة، وتوجد بينها أكوام من الردوم. ونبه محدثنا أن مصالح البلدية قد أجرت عملية تنظيف في الموقع، إلا أن مخلفات عمليات البناء تعود إلى الانتشار.
وقد وجدنا في إحدى عمارات الحي العشرات من أكياس الردوم مكدسة أسفلها، في حين لاحظنا انتشارا لمخلفات البناء على امتداد الطريق السفلي من الحي المؤدي إلى الملعب الجواري، خصوصا في الجهة الممتدة نحو الأراضي الفلاحية، بينما يستغل أشخاص البقايا الناجمة عن عملية هدم الأكواخ القصديرية بتجمع حي مسكين في وادي الحد من أجل التخلص من مخلفات البناء الجديدة التي يقومون بها.
أما في حي المنى فقد لاحظنا وجود عدة نقاط عشوائية للتخلص من الردوم، خصوصا في الجهة السفلى، كما يسجل حي وادي الحد نفس المشكلة في الجهة المقابلة، في حين أكد لنا سكان من القماص أن الحي يعرف مشكلة انتشار للردوم المترتبة عن عمليات إزالة الأميونت التي يقوم بها سكان الشاليهات، حيث يتم التخلص من المخلفات بشكل عشوائي.
من جهة أخرى، أوضح لنا رئيس لجنة الصحة والنظافة ببلدية قسنطينة، عادل غرزولي، أن مصالح البلدية قد تلقت القرار الولائي الخاص بالنفايات الهامدة، حيث أكد ضبط حالتين لمواطنين بسبب التخلص العشوائي من الردوم على مستوى حي الزيادية أول أمس، مؤكدا أن أحد المعنيين قد قام بإزالتها، في حين شدد على أن المركبات التي تستعمل في عملية التخلص من النفايات الهامدة ستوضع في المحشر البلدي، كما نبه أن الأشخاص الذين يتخلصون من الردوم بالقرب من سكناتهم سيبلغون لإزالتها في غضون 24 ساعة قبل توجيه إعذار لهم. وأضاف نفس المصدر أن مصالح البلدية تقوم بجولات من أجل تحديد النقاط التي يتم فيها التخلص من النفايات الهامدة، في حين أكد أن عملية النظافة بحي الزيادية ما تزال متواصلة، كما مست يوم أمس حي المنشار.
سامي.ح