سكــان يتكفلــون بـ “التحسيــن الحضري” للحـي الفوضـوي كاف شـداد
تحول كاف شداد من حي فوضوي تشكل فوق هضبة على حافة وادي الرمال بمدينة قسنطينة، إلى تحصيص عملاق أخذ سكانه على عاتقهم مهمة التكفل بالتهيئة والنظافة والصيانة ليكتسب بريقا زادته عمليات طلاء بلون موحد رونقا، لكن يظل الحي يفتقر للكثير من المرافق والخدمات بفعل ما يسميه سكانه بتجاهل السلطات.
كاف شداد يقع بمحاذاة حي جنان الزيتون الشعبي وواجهات بنايته المتلاصقة المطلة على واد الرمال تقابل فندق ماريوت ذو الخمس نجوم ومحطة المسافرين الشرقية، كما يعتبر أول ما تقع أعين الزائرين على وسط المدينة.مشهد الحي من الخارج يبدو فوضويا وعشوائيا وبائسا كون العديد من البنايات لاسيما الجهة السفلية منه بنيت على شفا منحدر يطل على واد الرمال وتحيط به المزابل والنفايات من كل جانب.
لكن الزائر لوسط الحي يقف على صورة أخرى وواقع آخر، حيث أن معظم أزقته نظيفة وأغلبية طرقاته معبدة، كما أن معظم بنايته تتميز بطلاء أبيض ناصع ومنافذه وبعض أزقته تشبه أحياء المدينة القديمة، في الوقت الذي يؤكد فيه السكان بأنه لا بد لسلطات البلدية في الحالة التي يعرفها الحي، باعتبار أن جميع أشغال التهيئة ورفع القمامة وتنظيف المحيط تعود إلى مجهودات لجنة الحي وتكافل السكان الذين يقومون ببرمجة عمليات تنظيف وصيانة دورية للمكان، علما بأن عمليات الطلاء تمت في إطار عاصمة الثقافة العربية.ويؤكد ممثلون عن لجنة الحي والسكان انعدام أي شاحنات أو حاويات للنظافة بداخل الحي وهو وضع وقفنا عليه، باستثناء وجود عامل نظافة وحيد يقوم بتنظيف مداخل المكان طيلة يوم كامل بمفرده، ما دفع بالسكان إلى تكريمه في العديد من المرات اعترافا بالمجهودات التي يقدمها، مضيفين بأن حتى مكان الرمي الوحيد قاموا ببنائه بإمكانياتهم الخاصة بعد يأسهم من التفاتة مصالح البلدية تجاه مطالب وانشغالات السكان، على الرغم من توجيه العشرات من المراسلات والشكاوى، لكن لا حياة لمن تنادي على حد تعبيرهم، ما أدى بالعديد من المواطنين إلى رمي الفضلات بمحيط الحي وهو الأمر الذي أدى إلى تشويه منظر كاف شداد والمدينة بشكل عام.
ويشتكي السكان من انعدام الإنارة العمومية والإنتشار الكبير للكلاب الضالة لاسيما في الفترة الليلة، بالإضافة إلى انعدام المرافق الترفيهية على الرغم من وجود مساحات و فضاءات شاغرة، حيث أن لجنة الحي قامت بمبادرة ووضعت مخططات لإنجاز ملعب ومساحة لعب للأطفال بإمكانياتها الخاصة وقدمتها إلى مصالح البلدية، لكنها لم تتلق أي ردود إلى حد الساعة، مضيفين بأن أول ما يلفت انتباه الزائر هو تواجد العشرات من الأطفال والشباب جالسين على حواف الطرقات أو في المقاهي، كما شددوا على ضرورة إنجاز وحدة للعلاج، للتخفيف من معاناة السكان، الذين يضطرون إلى التوجه إلى أحياء بعيدة للعلاج على حد قولهم. مشكل الإنزلاق مطروح بحدة على مستوى بنايات الجهة السفلية المطلة على وادي بومرزق، حيث أكد السكان وجود عدة أخطار محدقة بهم بفعل الإنزلاقات التي تحدث في كل مرة، كما أن تلك الاماكن أضحت ملجأ للعائلات الفقيرة التي تبحث عن كراء لمنازل بأسعار منخفضة، حيث وقفنا على وجود عدد منها يقطن بالمكان أين ذكروا لنا بأنهم ينتظرون التفاتة السلطات إلى حالتهم الإجتماعية وتعجيل استفادتهم من السكن بعد تحصلهم على وصولات استفادة. ويعد مشكل السكن هو الآخر من مطالب السكان الرئيسية،حيث أن عدد قاطني الحي تضاعف بشكل كبير في السنوات الأخيرة خاصة وأن العديد من الملاك قاموا ببناء طوابق شاهقة للقضاء على المشكلة، لكن يبدو أن الحل الذي قاموا به لم يعد كافيا مقارنة بالنمو الديمغرافي الكبير وحاجة العديد من الفئات إلى السكن، ناهيك عن عدم تحمل البنايات لعمليات توسعة أخرى بعد أن تم استغلال جميع المساحات و أصبحت جميع البنايات متلاصقة مع بعضها البعض كما أن الواحدة منها تحتوي على العديد من المنازل.
ودقت جمعية الحي ناقوس الخطر، جراء تعرض التلاميذ بالمدرسة الوحيدة إلى خطر الإصابة بأمراض خطيرة بفعل مادة الأميونت بالجانب القديم للمدرسة، كما أضافوا بأن خطر انهيار البناية القديمة للمدرسة بفعل وجود تسربات مائية من السقف، أضحى هو الآخر يهدد صحة التلاميذ ،حيث أكدوا بأن مصالح الحماية المدنية دونت تقريرا مفصلا بجميع الأخطار التي من الممكن أن تحدث لكن نداء الأولياء والتلاميذ لم يلق أذانا صاغية إلى يومنا هذا.
لقمان ق