تعرف حديقة «باردو» بوسط مدينة قسنطينة، إقبالا للزوار مع بداية فصل الصيف، خاصة خلال الفترة المسائية، بالرغم من وجود بعض النقائص التي يطالب المواطنون بتداركها، على غرار ضعف الإنارة وأماكن الإطعام السريع.
وتتربّع حديقة «باردو» على مساحة كبيرة، يتوسطها الوادي الذي يفصلها إلى جزئين، ويصنع موقعها المميز الواقع أسفل جسر سيدي راشد، بينما تشكل الصخور التي تغطي جانبا من المنطقة مكانا مثاليا للاسترخاء، خاصة مع المساحات الخضراء والأشجار الكثيرة، ما يوفر خلفية مناسبة لالتقاط الصور، بالإضافة إلى وجود عدد من الألعاب المتنوعة المخصصة للأطفال.
ولاحظنا خلال زيارتنا للمكان، وجود عدد لا بأس به من العائلات التي اصطحبت أطفالها، موزعين في شكل مجموعات على الطاولات الموجودة بالمكان، فيما فضّل البعض الجلوس على الأرضية الخضراء تحت ظلال الأشجار، كما يوجد بالمكان ثلاثة أكشاك، وشاحنة متنقلة لبيع الحلويات.
وتُرك الأطفال للاستمتاع باللعب في الأرجوحات والقفز في لعبة «الترومبولين»، وهي اللعبة الوحيدة التي كانت تشتغل عندما زرنا المكان، قبل أن يقوم مسؤولو الألعاب بتشغيل ثلاث أخرى، بعد أن بدأت أشعة الشمس في التلاشي، بينما ارتأى زوار آخرون الجلوس في الطاولات الموجودة بجانب المطعم، وانتشر جمع كبير من الشباب من الجنسين ومن مختلف الأعمار على بقية المساحات الخضراء تحت الأشجار، على الرغم من وجود الطاولات والكراسي، وذلك هروبا من أشعة الشمس، فيما تجرى بعض الأشغال بالحديقة لتوسيع مجال الأنشطة.
ويزيد النشاط في الحديقة مع حلول فصل الصيف، حيث واكب القائمون عليها فترة العطلة بوضع برنامج للترفيه والتسلية، لفائدة الزوار، إذ ستكون العائلات اليوم، على موعد مع برنامج يتضمن عروضا ترفيهية وأنشطة، بالإضافة إلى مشاركة فرقة للعيساوة، تزامنا مع عطلة نهاية الأسبوع، أين تم توجيه الدعوة للعائلات عبر منشور في صفحة الفيسبوك من أجل الحضور، خاصة أن الدخول سيكون مجانيا.
وقال بعض التجار النشطين بالمكان، إن الحديقة تفتح أبوابها إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، مشيدين بنظافة المكان، فيما ذكروا أن أكثر ما يؤثر عليها سلبا هو غياب الإنارة، حيث أشاروا إلى أنه من خلال تعليمة الوالي القاضية بتغيير المصابيح إلى تقنية «لاد»، تم تركيب نوعية جديدة لكن نورها ضعيف جدا، وهي الآن لا تشتغل.
وتحدثنا إلى بعض الفتيات اللواتي قدمن إلى المكان من سيدي مبروك والمدينة الجديدة علي منجلي، حيث ذكرن أنهن زرن المكان عدّة مرّات، وأكثر ما يعجبهن بالحديقة هو احتواؤها على الكثير من المساحات الخضراء، فضلا عن نظافة المكان، بينما عبّرن عن امتعاضهن من وجود بعض النقائص، المتمثلة حسبهن في غياب الشمسيات على معظم الطاولات الموجودة رغم الحرارة، وهو ما جعل غالبية الزوار تفضل افتراش الأرضية تحت الأشجار عوض استغلال الطاولات للجلوس، كما تطرق الزوار إلى نقص كبير في نقاط بيع المأكولات، واقترح البعض تخصيص العطل الأسبوعية للعائلات.
من جهته ذكر رب عائلة صادفناه بالمكان، أنه يأتي من حين لآخر للحديقة رفقة أسرته بل ويقوم أحيانا بالاحتفال بأعياد الميلاد بالمكان، غير أنه لم يجد في هذه المرة الألعاب التي يحبها أطفاله، مشيرا إلى أن الحديقة تعد مكسبا للسكان والولاية، خاصة أن قسنطينة تشهد نقصا في فضاءات الترفيه.
إسلام. ق
