كشف المدير العام لشركة المياه والتطهير «سياكو» عن ارتفاع قياسي لمستوى الاستهلاك اليومي للمياه لم تشهده قسنطينة من قبل، إذ تجاوز 300 ألف متر مكعب يوميا، وهو ما تسبب في تقليص حصص التزويد للعديد من الأحياء، كما تحدث عن تسجيل و إصلاح 40 تسربا يوميا ، فيما أكد مصدر مسؤول من مديرية الموارد المائية، أن مشروع ربط بلديتي ابن زياد ومسعود بوجريو بالمياه من نقب عين التين بولاية ميلة، سيكون في غضون 10 أيام كأقصى تقدير.
وسجلت العديد من الأحياء بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، التي تعد ثاني أكبر تجمع عمراني بالولاية بعد بلدية قسنطينة، تراجعا في عدد ساعات التزود بالمياه، فعلى سبيل المثال فإن التجمعات السكنية بالوحدات الجوارية 18 و 20 قد انخفضت ساعات تزويدها من معدل 24 ساعة في يومين، إلى حدود 16 ساعة ، إذ يتم قطع الماء عن الحنفيات ما بين الساعتين الثامنة والتاسعة صباحا، بدل الرابعة مساء.
وبالنسبة للوحدات الجوارية، التي كانت تزود بنظام 24 ساعة يوميا، فيتم من حين لآخر وعلى فترات متقطعة قطع المياه عنها، وهو ما أحدث تخوفات لدى المواطنين الذي لجأ الكثير منهم إلى شراء خزانات المياه، التي ازدهرت تجارتها في هذه الأيام، فيما يطالب سكان الوحدات الجوارية الأخرى بضرورة إعادة البرنامج إلى وضعه الطبيعي كون الحالي قد أحدث اختلالات كبيرة، ما اضطرهم إلى اللجوء إلى الخزانات أو ملء أكبر عدد من الدلاء.
وأوضح المدير العام لشركة المياه والتطهير، « سياكو» بوعلام محمد ، للنصر، أنه لم يسجل تذبذب في التوزيع وإنما تقليص لساعات التزود، حيث أن المياه بالخزانات المزودة للوحدات الجوارية 20 و 18 ، سرعان ما تنفد ولا تصل خاصة إلى الطوابق العليا، في حين توجد بعض العمارات على نفس العلو مع الخزانات ،مثلما هو الحال مع 4 منها بحي كناب إيمو بالوحدة 18، مضيفا أنه قد تم إضافة حصة مياه لتزويد هذه النقاط بساعات إضافية مع العمل على مضاعفة الجهد أكبر.ولفت المتحدث، إلى وجود ارتفاع قياسي في استهلاك المياه منذ بداية موجة الحر، وهو ما دفع بالمؤسسة إلى قطع المياه لفترات قصيرة عن الأحياء التي تزود بنظام 24/24 ساعة على مستوى علي منجلي وذلك حتى يتم مثلما أكد ملء الخزانات لتزويد الأحياء الأخرى، مشيرا إلى أن المدينة استفادت من حصة إضافية قبل أشهر تقدر بـ 12500 متر مكعب من المياه لكن الضغط كبير جدا في الفترة الأخيرة ، حيث أن مستوى الاستهلاك اليومي بالولاية قد بلغ 300 ألف متر مكعب يوميا وهو رقم قياسي جدا لم يسجل من قبل، في حين تم استهلاك يوم العيد الأضحى أزيد من 200 ألف متر مكعب. وبخصوص الانقطاعات المتكررة للمياه بالقطب العمراني الرتبة بديدوش مراد، أوضح المدير العام لسياكو، أن شبكة المياه أنجزت بطريقة غير مطابقة للمعايير المعمول بها، في حين أنه تم تقديم اقتراحات تقنية لصاحب المشروع من أجل إنجازها غير أنه لم يتم التكفل بها، والنتيجة ،كما قال، تسربات مائية كبيرة تضطر من خلالها سياكو إلى قطع المياه لتفريع الأنابيب ذات قطر 800 إذ يتطلب الأمر يومين على الأقل قبل إصلاحها.
وأشار، مدير مؤسسة سياكو، إلى تسجيل 40 تسربا مائيا فيما يخص المياه الصالحة للشرب يوميا على المستوى الولائي لكنها أقل حدة على مستوى قنوات الصرف الصحي، مؤكدا أن عدد الاعتداء على الشبكات وسرقة المياه ، سواء من الفلاحين أو المقاولات وحتى المواطنين، بقسنطينة، يعد من بين المعدلات الأعلى على المستوى الوطني.وتابع ، أن مشكلة التسربات المائية، سببها قدم الشبكات واهترائها لاسيما على مستوى مدينة قسنطينة، علما أن كل الولاة السابقين قد رفعوا طلبات إلى وزراء الموارد المائية في زيارتهم للولاية، من أجل تسجيل عمليات لإعادة الاعتبار لشبكات توزيع المياه والتطهير المهترئة، كما تحدث مدير سياكو، عن مشكلة عدم إنجاز خزانات مياه أرضية بالأحياء ، إذ يتسبب الأمر في مضاعفة قوة الضغط، حتى تصل المياه إلى الطوابق العليا، لتكون النتيجة تسربات مائية من القنوات.وعلمنا من مصدر مسوؤل بمديرية الموارد المائية، أن أشغال ربط بلديتي مسعود بوجريو وابن زياد من نقب عين التين بولاية ميلة جارية، وهي في رتوشاتها الأخيرة إذ يتم العمل مع مؤسسة سونلغاز على إتمام ما تبقى من العملية، التي تكتسي طابعا استعجاليا إذ يعاني سكانها من أزمة مياه خانقة، في حين يتم العمل أيضا خلال هذه الفترة، على إجراء التجارب التقنية، مؤكدا أن دخول المشروع حيز الخدمة سيكون في 10 أيام كأقصى تقدير، فيما أكد الوالي في ندوته الصحفية الأخيرة، أنه يتابع يوميا سير العملية التي انتهت كوسيدار منها، مؤكدا أن إنهاء معاناة البلديتين والمناطق التابعة لها، مسألة أيام فقط.
لقمان/ق