استأنفت أول أمس، شركة النقل بالسكك الحديدية لناحية قسنطينة نشاط قطار الضاحية نحو القرزي بعد ثمان سنوات من التوقف، حيث قررت استحداث نقطتي توقف في الدقسي بالبودروم والموزينة، فضلا عن إعادة بعث النقطة المهملة على مستوى القماص، في إطار دعم مخطط النقل الحضري.
وأفاد مصدر مطلع على مستوى الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أن قطار الضاحية كان مقتصرا على خط زيغود يوسف، بينما ظل خط القرزي متوقفا منذ شهر جويلية لسنة 2015، ليعاد افتتاحه في 5 جويلية الجاري، حيث خضع للتجريب إلى غاية يوم 12 جويلية، ليفتتح رسميا للمواطنين أول أمس الخميس، بعد أن باشر المراقبون نشاطهم. وأضاف نفس المصدر أن خط القرزي يمر عبر 5 محطات ونقاط توقف بعد انطلاقه من باب القنطرة، حيث تتمثل في الحميميم والخروب ونقطة التوقف المقابلة للديوان الوطني للحبوب بالخروب وأولاد رحمون والقرزي، إلا أن الشركة تعتزم فتح نقطتي توقف جديدتين على مستوى «البودروم» بالدقسي والموزينة في الخروب، فضلا عن إعادة تهيئة محطة القماص وبعثها لتصبح على نفس المسار.
وأكد المصدر أن إحياء الخط واستحداث نقاط التوقف يأتي بالتنسيق مع مديرية النقل، بعد تعليمات قدمها وزير النقل، يوسف شرفة، خلال زيارته لقسنطينة شهر ماي الماضي، كما أنه يأتي داعما لمخطط النقل الحضري، بينما أوضح لنا أن سعر التذكرة يتراوح ما بين 30 إلى 40 دينارا، فضلا عن أن القطار سيعمل على مدار أيام الأسبوع، دون توقف خلال عطل نهاية الأسبوع والعطل الرسمية. وأشار نفس المصدر أن الشركة سخرت قطاري ضاحية لتغطية المسارين نحو زيغود يوسف والقرزي، في وقت تواصل فيه قطارات موسم الاصطياف نشاطها.
ونشرت مديرية النقل لولاية قسنطينة على صفحتها الرسمية بمنصة «فيسبوك» إعلان شركة «أسانتياف» للمواقيت المحددة لعملية النقل بقطاري الضاحية، جاء فيه أن نقل المسافرين على خطي قسنطينة – زيغود يوسف، وقسنطينة – القرزي قد استأنف، بحيث ينطلق قطار الفترة الصباحية الأول باتجاه القرزي عند الساعة الخامسة صباحا و50 دقيقة ليصل عند الساعة السادسة صباحا و30 دقيقة، كما تنطلق رحلة العودة من القرزي عند الساعة السادسة و45 دقيقة ليكون وصولها إلى زيغود يوسف عند الساعة الثامنة و11 دقيقة صباحا. أما رحلة العودة من زيغود يوسف فتنطلق عند الساعة الثامنة والنصف صباحا.
وسخرت الشركة على نفس الخطوط قطارا ثانيا ينطلق من قسنطينة باتجاه زيغود يوسف عند الساعة الخامسة و40 دقيقة ليكون وصوله عند السادسة و11 دقيقة، في حين ينطلق من زيغود عند السادسة و45 دقيقة ليكون وصوله إلى الخروب بمحطة الديوان الوطني للحبوب عند الساعة السابعة و24 دقيقة، بينما تكون عودته من الخروب باتجاه قسنطينة عند الساعة الثامنة تماما لتصل في حدود الثامنة و23 دقيقة.
أما في الفترة المسائية، فقد برمجت المديرية رحلات ينطلق قطارها الأول من قسنطينة عند الرابعة مساء و15 دقيقة ليصل إلى القرزي في حدود الرابعة و55 دقيقة، بينما ينطلق من القرزي عند الخامسة و4 دقائق، ليصل إلى قسنطينة عند الخامسة و46 دقيقة، كما ينطلق القطار الثاني من قسنطينة إلى زيغود يوسف عند الثانية والنصف بعد الزوال ليصل في حدود الثالثة مساء، كما يعود من زيغود إلى قسنطينة عند الثالثة و20 دقيقة، ليصل في حدود الثالثة و51 دقيقة. من جهة أخرى، ينطلق قطار آخر من قسنطينة إلى زيغود يوسف عند الرابعة و20 دقيقة ليصل عند الخامسة ودقيقة، ثم يعود إلى قسنطينة انطلاقا من الساعة الخامسة مساء و30 دقيقة ليصل إلى محطة باب القنطرة عند السادسة مساء ودقيقة.
وسجلت شركة النقل بالسكك الحديدية لناحية قسنطينة أكثر من 42 ألف مسافر على خطوط الضواحي خلال السنة الماضية، مثلما أعلنت عنه في وقت سابق، حيث تجاوز الرقم المحقق سقف التوقعات بنسبة 142 بالمئة، بعدما لم تترقب نقل أكثر من ثلاثين ألف مسافر فقط، في حين تترقب الشركة نقل ما يقارب 47 ألف خلال العام الجاري، بعدما سجلت نقل حوالي 10 آلاف مسافر على نفس خطوط الضواحي خلال الثلاثي الأول من 2023، محققة نسبة 21 بالمئة من الهدف المسطر.
وقد تمكنت الشركة خلال العام الماضي من نقل أكثر من نصف مليون مسافر عبر جميع الخطوط الخاصة بالمسافرين، حيث حققت بذلك ما يقارب ضعف التوقعات التي لم تترقب أكثر من 311 ألف مسافر، بعد التراجع الكبير لحركة نقل الأشخاص خلال السنوات السابقة بسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا، في وقت تمثل فيه قطارات نقل البضائع والمحروقات والحبوب المورد الحيوي الأساسي للشركة.
وتعتبر قطارات الضواحي خطوطا أساسية في خريطة النقل لولاية قسنطينة بالنسبة لفئة كبيرة من المواطنين، رغم المنافسة التي تواجهها من وسائل النقل الأخرى، على غرار الحافلات وسيارات الأجرة، حيث يستعمل سكان عدة بلديات القطار من أجل الوصول إلى مركز الولاية، فضلا عن أن مرورها عبر عدة محطات على مسارها جعلها تستقطب سكان العديد من سكان التجمعات العمرانية، على غرار محطة بكيرة الواقعة على خط زيغود يوسف، فيما تجدر الإشارة إلى أن الشركة تكون قد استجابت لمطلب متكرر من قاطني حي القماص بإعادة فتح محطة القطار التي أنجزت ثم ظلت مهملة لسنوات طويلة، مثلما اطلعنا عليه في وقت سابق.
سامي .ح