يعاني سكان القطب العمراني الرتبة، ببلدية ديدوش مراد بقسنطينة، من أزمة تزود خانقة بالمياه طيلة الشهر الجاري، إذ لم تجر حنفيات العديد من التجمعات السكنية منذ أزيد من 15 يوما كما تحولت فراغات العمارات إلى بؤر مرضية جراء انكسار قنوات الصرف الصحي، فيما تسجل أحياء بعلي منجلي تقليصا في حصصها من المياه.
وذكر سكان من القطب العمراني 6 آلاف سكن من برنامج عدل بالرتبة، أن مشكلة التسربات المائية في تزايد مستمر، وهو ما يتسبب في كل مرة في أشغال وقطع المياه عن قاطني الحي، الذين يعانون الأمرين منذ حلول فصل الصيف.
وأكد محدثونا، أن برنامج التوزيع وفي ظل الانقطاعات المتكررة أضحى غير واضح، وأحيانا تنقطع المياه لفترة تزيد عن أسبوع، في حين أن سكان العديد من التجمعات على غرار ما هو مسجل بالتجمع 19 لم تصل المياه إلى حنفياتهم منذ أزيد من 15 يوما.
وأمام هذا الوضع، يلجأ المواطنون إلى اقتناء مياه الصهاريج بأثمان تتراوح بين 1000 و1200 دينار، لكنها وحتى وإن توفرت فإن سكان الطوابق العليا لا يستطيعون إيصالها إلى صهاريجهم، ليكون حمل الدلاء هو الحل الوحيد.
ويقول سكان بأنهم ضاقوا ذرعا بهذه المشكلة التي لم تجد طريقها إلى الحل منذ ترحيلهم إلى الحي قبل أزيد من 3 سنوات، حيث أن شبكة المياه أنجزت حسبهم بطريقة غير مطابقة ما تسبب في ضياع كميات كبيرة جدا من المياه بشكل يومي.
وتحدث السكان عن وضع بيئي متدهور، بسبب الفراغات الصحية أسفل العمارات، إذ تسجل تسربات مائية بشكل يومي سواء من شبكة المياه أو الصرف الصحي، ما حولها إلى بؤر مرضية جراء انبعاث الروائح الكريهة وتحولها إلى حاضنة لمختلف أنواع الحشرات والقوارض، مطالبين الجهة المنجزة للمشروع بتحمل مسؤولياتها تجاه الوضع المسجل.
وما زالت العديد من الأحياء بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، تسجل تقليصا في حصصها من المياه، بتراجع ساعات التزود، حيث أن العديد من التجمعات السكنية بالوحدات الجوارية 18 و 19 و 20 فضلا عن مختلف أحياء التوسعة الغربية، قد انخفضت ساعات تزويدها، إذ يتم قطع الماء عن الحنفيات قبل موعدها المحدد، علما أنها كانت تزود بنظام 24 ساعة في يومين.
أما بالنسبة للوحدات الجوارية التي كانت تزود بنظام 24 ساعة يوميا، فيتم من حين لآخر وعلى فترات متقطعة قطع المياه عنها، وهو ما أحدث تخوفات لدى المواطنين الذين لجأ الكثير منهم إلى شراء صهاريج المياه، فيما يطالب سكان الوحدات الجوارية الأخرى بضرورة إعادة البرنامج إلى وضعه الطبيعي كون الحالي قد أحدث اختلالات كبيرة، ما اضطرهم إلى اللجوء إلى الخزانات أو ملء أكبر عدد من الدلاء.
وقد صرح المدير العام لشركة المياه والتطهير «سياكو»، بوعلام محمد، أنه قد سجل ارتفاع قياسي لمستوى الاستهلاك اليومي للمياه لم تشهده قسنطينة من قبل، إذ تجاوز 300 ألف متر مكعب يوميا، وهو ما تسبب في تقليص حصص التزويد للعديد من الأحياء، منذ بداية موجة الحر، ودفع بالمؤسسة إلى قطع المياه لفترات قصيرة عن الأحياء التي تزود بنظام 24/24 ساعة على مستوى علي منجلي وذلك حتى يتم مثلما أكد ملء الخزانات لتزويد الأحياء الأخرى.
وأوضح المتحدث، أنه لم يسجل تذبذب في التوزيع وإنما تقليص لساعات التزود، حيث أن المياه بالخزانات الممونة للعديد من الخزانات، سرعان ما تنفد ولا تصل خاصة إلى الطوابق العليا، في حين توجد بعض العمارات على نفس العلو مع الخزانات، مثلما هو الحال مع 4 منها بحي كناب إيمو بالوحدة 18، مشيرا إلى أن المدينة استفادت من حصة إضافية قبل أشهر تقدر بـ 12500 متر مكعب من المياه لكن الضغط كبير جدا في الفترة الأخيرة.
وبخصوص الانقطاعات المتكررة للمياه بالقطب العمراني الرتبة بديدوش مراد، أوضح المدير العام لسياكو، أن شبكة المياه أنجزت بطريقة غير مطابقة للمعايير المعمول بها، في حين أنه تم تقديم اقتراحات تقنية لصاحب المشروع من أجل إنجازها غير أنه لم يتم التكفل بها، والنتيجة، كما قال، تسربات مائية كبيرة تضطر من خلالها سياكو إلى قطع المياه لتفريغ الأنابيب ذات قطر 800 ملم إذ يتطلب الأمر يومين على الأقل قبل إصلاحها.
وقد صرح والي قسنطينة، في آخر ندوة صحفية، أن شركة المياه والتطهير سياكو، ملزمة بالتكفل بمشكلة التسربات المائية وتزويد السكان بالمياه، رغم عدم استلامها للمشروع، إذ أن المؤسسة تقدم خدمة عمومية تتلقى من خلالها مقابلا ماديا، مؤكدا العمل على إنهاء المشكلة المسجلة بالحي.
لقمان/ق