سجلت المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة، إقبالا كبيرا من الناجحين الجدد في شهادة البكالوريا، فضلا عن ارتفاع معدلات القبول، حيث من المنتظر أن تستقبل 926 طالبا جديدا من المتفوقين، إذ إن كل الموجهين إليها تحصلوا على تقدير جيد فما فوق كما فضل أيضا متحصلون على درجة امتياز الالتحاق بالمدرسة، التي تضمن تكوينا كميا ونوعيا، فضلا عن التوظيف المباشر بعد التخرج.
وشرعت أمس، المدرسة العليا للأساتذة الكائنة بالمدينة الجامعية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، في اختبارات الانتقاء الخاصة بالطلبة الموجهين إليها، حيث ستستمر على مدار 4 أيام، فيما صرح مدير المدرسة البروفيسور طبجون رابح، أنه قد تم توجيه 926 طالبا جديدا إلى مختلف التخصصات العلمية والأدبية، ويتعلق الأمر بالفيزياء والرياضيات، العلوم الطبيعية والإعلام الآلي، أما الأدبية فهي اللغة العربية، الإنجليزية، الفرنسية، التاريخ والجغرافيا والفلسفة، بالإضافة إلى فتح تخصصين جديدين وهما أستاذ التعليم الابتدائي في مادتي الإنجليزية والتربية البدنية.
وسيتم من خلال المقابلات الشفهية، مثلما أوضح المسؤول للنصر، اختبار وتقييم الطالب الجديد من الناحية البسيكوبيداغوجية وليس من الناحية العلمية، إذ يتم من خلال العملية، الوقوف على مدى تفاعل الطالب مع الوظيفة وقدرته واستعداده وقابليته لممارسة مهنة التعليم، كما أكد أن غالبية الطلبة يتم قبولهم إلا في حالات نادرة جدا، وأشار المتحدث أيضا إلى أن المدرسة تسجل ضغطا كبيرا حيث أنها تستغل كل طاقتها البشرية والمادية، فكل المقاعد البيداغوجية، كما أبرز، محجوزة والمدرسة ليست لها أي قدرة على استقبال عدد أكبر في الوضع الحالي.
وفي السنوات الماضية، مثلما أبرز مدير المدرسة، خصص رئيس جامعة قسنطينة 3 جناحا بيداغوجيا من كلية الفنون لاستغلاله على غرار قسم الرياضيات، إذ تم حاليا، تجاوز قدرة الاستيعاب المقدرة بـ 4 آلاف مقعد بيداغوجي، في حين أن عدد الطلبة وصل إلى حدود 4400، إضافة إلى ذلك، تم فتح تخصص التربية البدنية بـ 25 منصبا والإنجليزية بفوجين، في حين لم يُبت بعد في التوجيهات الخاصة بالتربية البدنية.
ولفت البروفيسور طبجون، إلى تسجيل ارتفاع في معدلات القبول مقارنة بالعام الماضي، وذلك نظرا مثلما أكد، للإقبال الكثيف على المدرسة باعتبار أنها تضمن التوظيف المباشر للطلبة بعد التخرج، فالطلبة حينما يقومون بالاختيار يرتبون حسب المعدلات، حيث أن ولايات تسجل ارتفاعا في الطلب على الأساتذة وهناك أخرى تعرف تشبعا، ولهذا فإن نسبة الاحتياجات تختلف من ولاية لأخرى، وهو نفس الشأن أيضا بمعدل الترتيب، فهناك ولايات معدلات ناجحيها مرتفعة وأخرى منخفضة.
وأكد مدير المدرسة العليا للأساتذة، وجود مخطط من طرف وزارة التربية الوطنية، انطلق في السنة الماضية 2022 إلى سنة 2026، حددت فيه الوزارة احتياجاتها في الولايات التي تشرف المدرسة على تكوين طلبتها، وعددها 24 ولاية شرقية وجنوب شرقية، علما أنها الوحيدة في الشرق الجزائري التي تتوفر على مختلف التخصصات.
وبالنسبة لعدد المتخرجين في السنة الماضية، فقد وصل إلى 905 وكلهم وظفوا في حدود الولاية، ولا يوجد، مثلما أكد المسؤول، أي طالب لم يلتحق بمنصبه، كما ذكر أن المدرسة تتوفر على كل الإمكانيات البيداغوجية، إذ يشرف 275 أستاذا على تأطير الطلبة في مختلف التخصصات، كما سيشرع في التكوين باللغة الإنجليزية للمواد العلمية في السنة الأولى تطبيقا للبرنامج الوزاري، إذ تم شمل الأساتذة وتم الشروع أيضا في تكوين الطلبة خلال فترة الصيف عن بعد، مؤكدا العمل على تحقيق الأهداف التي سطرتها الوزارة الوصية.
واستفادت المدرسة العليا، من مناصب جديدة خاصة بالأساتذة، حيث تم توجيه 15 أستاذا 6 منهم في تخصص الفيزياء، والذي، كان وفق تأكيد، البروفيسور طبجون توجيها موفقا، إذ أن هذا التخصص يعد من صميم احتياجات المدرسة، حيث من المنتظر أن يُختبروا أمام لجنة الانتقاء يوم 8 من الشهر الجاري، كما أشار إلى إمكانية فتح مناصب أخرى للأساتذة الموظفين مع الدخول المقبل، مضيفا بأنهم سيخضعون إلى تكوين بيداغوجي.
ناجحون بتقدير امتياز فضلوا المدرسة
وفيما يخص تفاصيل معدلات القبول، قدم نائب رئيس المدرسة المكلف بالبيداغوجيا، الدكتور مراد مزعاش، أمثلة حول هذا الشأن، حيث تم فتح 51 منصبا في اللغة العربية في طور التعليم ابتدائي، في حين أن المعدلات تتراوح لدى طلبة ولاية أم البواقي بحسب تخصص البكالوريا ما بين 15.33 و 16.95، أما في عنابة فالمعدل الأدنى حدد بـ 14.63، وفي الولايات الأخرى لا يقل الأدنى عن معدل 15، مشيرا إلى أن عدد المناصب يختلف من ولاية لأخرى بحسب الاحتياجات الخاصة بقطاع التربية ضمن تلك المنطقة.
وفيما يتعلق بمعدلات القبول في تخصص الإنجليزية في الطور المتوسط، فقد حدد بولاية قالمة بـ 16.39 وقسنطينة 15.61 وسوق أهراس 16.02، أما في ميلة فحدد بـ 16، حيث أكد المتحدث، أن المعدلات مرتفعة مقارنة بالسنوات الفارطة، وفي الثانوي في تخصص التاريخ الجغرافيا، فقد تم توفير 47 منصبا في حين أن معدل القبول الأدنى بعنابة قد حدد بـ 14.34 وقالمة 16.17 والطارف 14.73 وسوق أهراس بـ 16.
ورغم أن نسبة النجاح ضعيفة لدى شعبة الأدبيين، إلا أن معدلات القبول الخاصة بـ 28 منصبا في تخصص الفلسفة، تتراوح ما بين 14 و 16، أما فيما يخص أستاذ التعليم الابتدائي للغة الإنجليزية المستحدث مؤخرا، فقد حدد المعدل في أم البواقي بـ 15.14، سكيكدة بـ 15، تبسة 14.43، قالمة 15، قسنطينة 14.92 وسوق أهراس بـ 15.24 رغم أن معدل الترتيب هو 13. ولفت المتحدث، إلى التحاق ناجحين بتقدير امتياز بالتكوين في المدرسة، حيث أن الطالبة الأولى ولائيا في سوق أهراس والمتحصلة على معدل يقدر بـ 18.18 في شعبة أدبية التحقت بالمدرسة العليا في تخصص الإنجليزية وأجرت اختبار الانتقاء، في حين أن طالبة من ولاية جيجل في تخصص علوم تجريبية تحصلت على معدل 18.85 قد اختارت التكوين في أستاذ الإعلام الآلي.
لقمان/ق