سجلت المدرسة العليا للمحاسبة والمالية بقسنطينة، إقبالا كبيرا من طرف الناجحين الجدد في شهادة البكالوريا، إذ من المنتظر أن يلتحق بها 397 طالبا جديدا تحصلوا على معدلات تقدر بـ 14.82 فما فوق، كما أكد مدير المدرسة، أن العديد من الخريجين وظفوا مباشرة في مؤسسات اقتصادية نتيجة التكوين النوعي الذي يتلقونه في مسارهم الدارسي، الذي لا مجال فيه للامتحانات الاستدراكية وعدم المواظبة على الحضور في كل المقاييس.
وأفاد مدير المدرسة العليا للمحاسبة والمالية بقسنطينة، الدكتور بن نعمون حمادو، في تصريح للنصر، أن المدرسة أنشئت سنة 2010 كمؤسسة تحضيرية في ميدان العلوم الاقتصادية والتجارية، ثم تحولت إلى مدرسة عليا للمحاسبة والمالية في سنة 2017، حيث تضم قسمين الأول تحضيري لمدة سنتين، فضلا عن الطور الثاني للتكوين لمدة ثلاث سنوات، إذ تتوفر على أربع تخصصات وهي مالية المؤسسة، مالية الأسواق والهندسة المالية، بنوك وتأمينات ومحاسبة وتدقيق محاسبي، وكلها، مثلما أكد، تخصصات دقيقة وذات صلة مباشرة بالمحيط الاقتصادي ومتطلبات سوق الشغل.
وتابع المتحدث، أنه وخلال العام الماضي تم إحصاء 965 طالبا يتلقون تكوينا مناصفة بين التحضيري والطور الثاني، فيما تخرج 69 بشهادة ماستر في مالية المؤسسة، أما فيما يخص السنة الجامعية الجديدة، فقد وجه إليها 397 طالبا جديدا، رغم أن الإدارة قد طلبت 250 فقط، لكن الوزارة الوصية استجابت للطلبات أمام الضغط الكبير المسجل على الالتحاق بها، مضيفا أنه يتوقع التحاق جزء معتبر من الطلبة المستفيدين من عطلة أكاديمية وعددهم 100، وهو ما يرشح ارتفاعهم في السنة الأولى إلى أزيد من 400.
وذكر مدير المدرسة العليا، أنها تتوفر على مختلف المرافق والهياكل البيداغوجية بعد تحويلها من الشالي إلى مقرها الجديد بمحاذاة جامعة قسنطينة 3، في حين سيتم نقل بعض التجهيزات خلال هذه العطلة، كما أفاد أن معدل القبول قد حدد العام الماضي بـ 15.00 فما فوق، لكن في هذه السنة تم تخفيضه إلى 14.82، كما أشار إلى الشروع في تدريس جزء كبير من المقاييس باللغة الإنجليزية وتم تكوين الأساتذة في هذا السياق والجميع، مثلما أكد، على أتم الاستعداد لتطبيق البرنامج الوزاري.
ولفت الدكتور بن نعمون، أن المدرسة خصصت لتكوين الطلبة المتفوقين في البكالوريا ممن يملكون استعدادات قبلية، في حين أن شروط التكوين صارمة جدا، حيث لا توجد امتحانات استدراكية في الأقسام التحضيرية خاصة، كما أن إعادة السنة مشروطة بحالات معينة وأي إخفاق يؤدي إلى تحويل الطالب إلى تخصص آخر، فعملية التكوين بحسب المتحدث، تخضع لشروط جدية إذ يسجل في كل سنة تحويل ما يقارب 60 طالبا إلى تخصصات أخرى لعدم قدرتهم على مجاراة ظروف التكوين.
وحتى برنامج التكوين، وفق المتحدث، مختلف فهو برنامج وطني بالنسبة لكل المدارس العليا في المجال، في حين أن التكوين في العديد من المقاييس باللغة الفرنسية وسيكون بالإنجليزية في بعض المواد الأخرى ابتداء من هذا الموسم، مشيرا إلى أن فلسفة وجود المدرسة هو التوجه إلى المتفوقين وتكوينهم كنخبة متخصصة في مجال العلوم المالية والمحاسبة، كما أشار إلى إدراج تخصص خامس وهو المالية العمومية.
وأكد السيد بن نعمون، إبرام 22 اتفاقية مع مؤسسات من القطاع الاقتصادي من أجل التكوين الميداني للطلبة، كما ذكر أن الكثير منها لاسيما الخاصة، قد وظفت الطلبة مباشرة فور تخرجهم، والتي كانت آخرها مؤسسة كبرى لصناعة الأدوية بالولاية، طلبت خدمات طلبة كانوا قد تربصوا بها سابقا، في حين تم توظيف العديد منهم في البنوك وغيرها من المؤسسات، مضيفا أن طلبة الطور التحضيري المتكونين على مستوى مدرسة قسنطينة، قد حازوا على نصف مناصب الطور الثاني في المدارس العليا الأخرى، مشيرا إلى تحديد مدة التكوين بـ 16 أسبوعا في العام، كما أن الحضور إجباري في كل المقاييس ولا يمكن إجراء الامتحانات قبل إنهاء البرنامج والمراجعة، مبرزا أن الهدف من إنشاء المدارس العليا هو ضمان تكوين نوعي وإعداد نخبة تقدم خدمات متميزة للمجتمع.
لقمان/ق