أحصت تعاونية الحبوب والبقول الجافة بقسنطينة، تراجعا كبيرا في تجميع محصول الحبوب الشتوية بنسبة تزيد عن 70 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، إذ لم يتم تخزين سوى ما يقارب 350 ألف قنطار، كما سجل تناقص كبير في إنتاج البقوليات، فيما تعمل لجنة ولائية على تحديد مصير الحبوب المتضررة من مشكلة الإنتاش، والتي قد تصل إلى حدود 3 آلاف قنطار.
وتم مؤخرا تشكيل لجنة ولائية، بحسب مديرية المصالح الفلاحية، تعنى بمتابعة وتحديد مصير الحبوب المنتشة التي تم حصدها من طرف فلاحي ولاية قسنطينة، حيث تتكون من الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين الجزائريين ومديري تعاونية الحبوب والبقول الجافة وكذا وحدة الديوان الوطني لتغذية الأنعام لدائرة الحروش، فضلا عن ممثلين عن قطاع التجارة وترقية الصادرات، وكذا المحطة الجهوية لوقاية النباتات والمعهد التقني للمحاصيل الكبرى والمركز الوطني لمراقبة البذور والشتائل وتصديقها، وكذا الغرفة الفلاحية، وممثل عن المركز الجزائري لمراقبة النوعية والرزم.
وقد تم تسليم عينات إلى المخبر الجهوي من أجل معاينتها، حيث أكد عضو اللجنة والأمين الولائي لاتحاد الفلاحين، سليمان عوان، أن هذه المشكلة التي تتمثل في الإنتاش أو إنبات حبة من نفس حبة القمح، لم تتضح معالم إيجاد حلول لها، حيث أن نتائج الفحص المخبري هي من تحدد مآلها وإن كانت صالحة إما للاستهلاك الإنساني أو الحيواني فقط، أم لا تصلح لهما معا.
وتابع المتحدث، أن اللجنة الولائية ستحدد ضمن تحقيقها الأنواع الرديئة من الجيدة، مشيرا إلى أن ظاهرة الإنتاش سببها الأمطار الأخيرة التي عرفتها الولاية في المنتصف الأخير من شهر ماي والأول من جوان، وقد تضررت قسنطينة من هذه المشكلة لكن ليس بنفس القدر الذي عرفته ولايات مجاورة، إذ لم يتم إحصاء سوى ما بين ألفين إلى قرابة 3 آلاف قنطار.
ودعا عضو اللجنة التقنية، الفلاحين إلى عدم تخزين أي منتوج من القمح إلا بعد التحقق تقنيا من سلامته من مشكلة الإنتاش، حيث أن تناولها قد يؤدي إلى تسممات قد تكون خطيرة، كما أكد، على المواطنين، الذين يفضلون استهلاك القمح الكامل، لذلك يحب تفادي شرائه حفاظا على الصحة العمومية.
وتوشك عملية الحصاد على الانتهاء، حيث لم يتبق سوى تجميع 5 بالمئة من المنتوج وفق ما أكده لنا مدير تعاونية الحبوب والبقول الجافة، حسان بوزاهر، واصفا هذا الموسم بالاستثنائي جدا، فقد تراجعت نسبة التجميع بأزيد من 70 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.
وبلغة الأرقام، أوضح المتحدث، أنه قد تم تجميع قرابة 350 ألف قنطار من الحبوب الشتوية فقط، في حين كان يتم في السنوات السابقة تجميع ما يقارب 1.5 مليون طن أو أكثر في المواسم الناجحة، كما أشار إلى أن حتى محاصيل العدس ومختلف البقوليات قد تراجعت بشكل كبير جدا.
وكانت لجنة الفلاحة بالمجلس الشعبي الولائي، قد أعدت تحقيقا شهر جوان الفارط، حيث أكدت فيه أن الجفاف أصبح جليا من خلال الحالة التي آلت إليها المحاصيل الزراعية بالولاية، إذ وقفت على وضع صعب جدا، وقدرت نسبة الجفاف بمحاصيل الحبوب ببلدية عين عبيد بـ 97 بالمئة أما بأولاد رحمون وعين سمارة والخروب فقد قدرت بأزيد من 90 بالمئة، وبابن باديس بأكثر من 80 بالمئة، بينما سجلت نسبة 70 بالمئة بابن زياد و 50 بالمئة بكل من قسنطينة وحامة بوزيان ومسعود بوجريو، لتكون بلديات زيغود يوسف وديدوش مراد وبني حميدان الأقل تضررا بـ 20 بالمئة فقط.
وتسجل ولاية قسنطينة، في العام الثاني للتوالي حالة جفاف لكنها أكثر حدة من السنة الماضية التي عرفت جفافا جزئيا مس 6 بلديات، إذ تم إحصاء 9800 فلاح متضرر كليا وأزيد من ألفي هكتار لم تنتج أي شيء، في انتظار صدور التقرير النهائي بعدد الأشخاص والمساحات المتضرررة لهذا العام.
وتشير الأرقام السنوية، إلى أن إنتاج الحبوب الشتوية في تراجع مستمر بسبب التغيرات المناخية، حيث سجل في عام 2019 إنتاج أزيد من مليون و 900 ألف قنطار قبل أن يتراجع إلى قرابة مليون و 700 ألف في سنة 2020 لينخفض في 2021 إلى مليون و 600 ألف، قبل أن يُسجل تراجع بأزيد من 578 ألف قنطار في الموسم الفارط، فقد تم على مستوى تعاونيات الحبوب تجميع مليون و 22 ألف قنطار فقط قبل أن تتقلص في هذا العام إلى 350 ألف قنطار فقط.
لقمان/ق