شرع منذ أيام، شباب ومواطنون من عدّة أحياء بقسنطينة، على غرار الكيلومتر الرابع والشهداء، في تجسيد حملة تشجير لقيت صدى كبيرا، خاصة مع استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج للنشاط.
العملية التي حملت شعار «قسنطينة خضراء»، انطلق في تجسيدها شباب من بعض الأحياء، وبمبادرات فردية ووسائل بسيطة، وتهدف بحسب القائمين عليها إلى تحسين المنظر العام للمدينة وتعزيز وجود المساحات الخضراء، خاصة في المناطق التي تعرف نقصا في الغطاء النباتي، حيث أخذت في الانتشار وبدأت الدعوات من أجل تعميمها عبر مختلف المناطق عبر إقليم الولاية، خاصة عبر صفحات الأحياء والمجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تمّ استحداث مجموعة تحمل اسم الحملة للحثّ على مواصلة العملية ونشر نشاطها، وهو ما جعل حتى جمعيات المجتمع المدني تبدأ في التحضير للانخراط في الحملة.
ويعدّ سكان حي الكيلومتر الرابع من بين الفاعلين الذين انطلقوا في تجسيد المشروع، حيث ذكر للنصر المشرف على الحملة، حمزة مخلوفي، أنّ بداية الفكرة كانت بنشر اقتراح عبر صفحة الحي، بغية غرس أشجار على طول رصيف الشارع الرئيسي، حيث لقيت استحسان السكان الذين استجابوا للمبادرة وساهموا بأموالهم الخاصة.
وانطلق العمل الميداني كمرحلة أولى، بغرس 4 أشجار مناسبة للمدن والأرصفة حسب محدّثنا، أما المرحلة الثانية فتمت بغرس حوالي 20 شجيرة، واستمرّت على مدار يومين، حيث شارك فيها عدد من السكان وعرفت حضور إمام مسجد الحي الذي عمل على تشجيع المصلين وحثّهم على إنجاح المبادرة خلال خطبة الجمعة.
هذه العملية تعتبر بحسب القائمين عليها، انخراطا بطريقة غير مباشرة ضمن مبادرة «الجزائر الخضراء» التي انطلقت مؤخرا، وفكرتها مستلهمة منها، مؤكدين أنها متواصلة عبر مرحلتين، إذ ستتم خلال هذا الأسبوع عملية الغرس بمحطة الحافلات، من أجل إضفاء الطابع الجمالي على الطريق، وكذا استفادة العابرين والمواطنين من ظل الأشجار، فيما يُخطط أن تكون المرحلة الأخيرة خلال شهر أكتوبر المقبل لأن الشجيرة تحتاج لأمطار فصل الخريف، حيث ستتم على مستوى الجهة السفلية للحي.
وفي ذات السياق ذكر أحد المتطوعين في عملية التشجير التي قام بها شباب حي الشهداء بقسنطينة، خالد غرزولي، إنّ العملية انطلقت الجمعة الماضي، إذ تم غرس حوالي 38 شجيرة وبإشراف بعض الشباب، حيث بدأت المبادرة من ساحة «دنيا الطرائف» بوسط المدينة، أين تم غرس مجموعة من أشجار «فيكيس»، ثم انتقلت إلى محطة المسافرين باب القنطرة التي غُرست على مستواها أشجار «بلاطان»، وأيضا بالمستشفى الجامعي ابن باديس، وقال المتحدّث إنه يتم اختيار نوعية الأشجار التي تضفي طابعا جماليا، وتتميّز بسرعة النمو وظلها الذي يغطي رقعة كبيرة.
المبادرة التي انطلقت منذ أيام قليلة، لقيت ترحيبا وتشجيعا كبيرين من سكان قسنطينة خاصة مع انتشار الفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويُنتظر أن تصبح عملية الغرس بداية من الأسبوع المقبل، بشكل دوري خلال يومي الجمعة والسبت في أماكن مختلفة، حيث يأمل القائمون عليها في تعميمها أكثر خاصة بالمدينة الجديدة علي منجلي، التي تعرف نقصا في المساحات الخضراء وبالأخص في الفضاءات
العامة. إسلام.ق