من المنتظر أن تصدر بلدية قسنطينة قرارا بغلق مقبرة زواغي بعد تشبعها بشكل نهائي، فيما لجأت إدارة مؤسسة تسيير المقابر إلى دفن الموتى وسط مسالك المقبرة المركزية التي تسجل حالة كبرى من التدهور بلغت حد التدنيس والتخريب، و صرح رئيس البلدية أنه ينتظر قرار مديرية أملاك الدولة من أجل تسوية وضعية المقبرة المقترحة بحي سوطراكو من أجل إنهاء مشكلة الدفن بالمدينة.
وتعرف المقبرة المركزية بوسط المدينة، حالة كبرى من التشبع في الأشهر الأخيرة، حيث لم تجد الكثير من العائلات مكانا لدفن موتاها، مما دفع بمؤسسة تسيير المقابر إلى منح تراخيص بالدفن في مسالك وطرقات المقبرة، في حين أصبحت عملية دفن أي ميت تتطلب ربط علاقات خاصة مع عمال المقبرة بالنظر لانعدام الأماكن.
ويجد المشيعون صعوبات في الدفن، إذ يضطرون إلى الدوس على القبور للوصول إلى نقاط الدفن، وهو ما أثار احتجاج أهاليهم، فيما تعرضت العديد من القبور إلى التخريب غير العمدي أو حتى العمدي بسبب الحفر في نقاط ضيقة جدا، و وقفنا أمس على تحويل أحد المسارات إلى مكان للدفن بالجهة العلوية للمقبرة.
وما يلاحظ أن المقبرة قد تدهورت وضعيتها بشكل كبير، حيث غزتها الحشائش الضارة من كل مكان رغم حملات التنظيف المنظمة من حين لآخر، كما أكد لنا عمال أن المهام الموكلة لهم في كل مرة والتي كان آخرها تهيئة الأنفاق، قد حالت دون القيام بالمهام المنوطة بهم، أضف إلى ذلك، مثلما أكدوا، ضعف الإمكانيات والعتاد، فيما اشتكى العديد من المواطنين، من تدهور وضعية القبور التي صارت تدنسها كلاب تتجول بكل حرية في المقبرة إذ كثيرا ما تطرح فضلاتها وتسببت في تخريبها، كما تحدثوا أيضا عن تصرفات تتعلق بالشعوذة.
وقد سجلت مقبرة زواغي هي الأخرى حالة كبرى من التشبع إذ أصبحت غير قادرة على استيعاب أي عمليات دفن وهو وضع تسجله منذ أكثر من عامين، ويؤكد رئيس البلدية أنه سيتم إصدار قرار بغلقها هذا الأسبوع بسبب تشبعها بأكثر من طاقتها الاستيعابية، مشيرا إلى أن مشكلة قسنطينة تتعلق بتحويل موتى علي منجلي إلى مقابرها وهو ما تسبب في هذا الوضع.
وبالنسبة لمشروع إنشاء مقبرة سوطراكو، فقد أكد شراف بن ساري، أن الإجراءات جارية بالتنسيق مع مديرية أملاك الدولة، إذ أنه وفور تسوية وضعيتها الإدارية فإن الأشغال ستباشر بالمكان على الفور، كما أشار إلى وجود متبرعين بقطعة أرضية على مستوى جبل الوحش، إذ ستتم تسوية الوضعية قريبا.
وقد قام والي قسنطينة، قبل أسابيع بمعاينة قطع أرضية من أجل تخصيصها لإنجاز مقابر جديدة في إطار الاستجابة للاحتياج المسجل على مستوى المقاطعة الإدارية علي منجلي، التي تفتقر لمقابر متلائمة مع الكثافة العالية والمتزايدة للسكان، حيث شملت الزيارة الموقع الأول بوادي سجار في عين زبيرة التابعة لبلدية عين سمارة، بينما يقع الثاني في منطقة الخروب بمحاذاة الطريق الوطني رقم 1، إذ من شأن هذا الإجراء أن يخفف الضغط عن مدينة قسنطينة.
وتعرف علي منجلي منذ إنشائها، قبل أزيد من عقدين من الزمن، انعداما تاما لفضاءات دفن الموتى، حيث تفاقم الأمر مع تشبع المقابر الموجودة على مستوى بلدية قسنطينة، على غرار المقبرة المركزية ومقبرة زواغي، بينما تشهد القماص وبومرزوق تشبعا نسبيا مقارنة بالسابقتين، حيث ظل سكان علي منجلي يقصدون مقابر بلدية قسنطينة لدفن موتاهم خلال السنوات الماضية، خصوصا بزواغي، بينما صار الكثيرون يتجهون في الوقت الحالي صوب البعراوية على مستوى بلدية الخروب.
لقمان/ق