كشفت مخططات شغل الأراضي الخاصة بتوسيع تجمعات سيساوي والقماص وجزء من سركينة، عن آفاق لخلق قطب عمراني جديد قادر على استيعاب أكثر من 16 ألف مسكن جماعي وفردي من صيغ مختلفة داخل محيط بلدية قسنطينة، حيث بلغت الدراسات الخاصة بها المرحلة النهائية بحسب البطاقات التقنية التي عرضتها مصالح مديرية التعمير للولاية أول أمس، في وقت يتواصل فيه ترقب المخطط التوجيهي للعمران ما بين البلديات.
وعرضت مديرية التعمير لولاية قسنطينة خلال الأبواب المفتوحة على قطاع السكن المنظمة بقصر الثقافة مالك حداد البطاقات التقنية لمخططي شغل الأراضي رقم 6 و7 المتعلقين بتوسع سيساوي والقماص على مساحتي 173 هكتارا و164 هكتارا على التوالي، واللذين بلغا المرحلة النهائية من الدراسة. ويتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية للمخطط الأول إلى 5769 مسكنا من بينها 4840 سكنا جماعيا مقترحا إلى جانب 55 بناء من التجهيزات العمومية، مع عدد سكان متوقع بحوالي 29 ألف نسمة، فيما تصل الطاقة الاستيعابية في الثاني إلى 8979 مسكنا كما يصل عدد السكنات الجماعية المقترحة فيه إلى 8482 إلى جانب 59 بناء من التجهيزات العمومية، مع تعداد سكني يقارب 45 ألف نسمة.
وقد سبق للنائب بمجلس الأمة عن ولاية قسنطينة، الدكتور محمد بوكرو، أن طرح مطلب إعادة بعث ملف مخططي شغل الأراضي 6 و7 بسيساوي والقماص في لقاء مع وزير السكن نهاية ديسمبر من العام الماضي، حيث أسندت الدراسة الخاصة به إلى مكتب "إيربا باتنة"، في حين تضم التدخلات المقترحة في المخططين سكنات جماعية ببنايات ذات 5 طوابق وأخرى ذات 9 طوابق، فضلا عن مستشفى ومركب رياضي ومركب ترفيهي، خصوصا أن المخططين يمتدان إلى غابة المريج من الناحية الشرقية.
وعرضت المديرية أيضا مشروع مراجعة مخطط شغل الأراضي بسركينة في شطره الأول على مساحة 74 هكتارا، حيث يستهدف ضمن آفاقه إنشاء 2040 مسكنا بعمارات ذات 4 و5 طوابق، فضلا عن مجموعة من التجهيزات العمومية، من بينها سوق جوارية ومركز للتكوين المهني وحظيرة ذات طوابق و3 مدارس ابتدائية ومتوسطتين ومركب رياضي.
أما مخطط شغل الأراضي رقم 8 ببلدية ابن باديس بمحاذاة الطريق الولائي رقم 27 فيستهدف احتضان 1836 سكنا من عدة صيغ على مساحة تفوق 35 هكتارا، كما يضم الموقع حاليا 78 سكنا ريفيا في طور الإنجاز فضلا عن 30 جماعية، فيما بلغت الدراسة الخاصة بمخطط شغل الأراضي رقم 1 في التجمع الثانوي كاف بني حمزة ببلدية مسعود بوجريو المرحلة النهائية ويتوقع أن يستقبل 5 آلاف نسمة موزعة على 1000 مسكن، من بينها 624 جماعية.
2637 هكتارا تنتظر الدخول في المخطط التوجيهي للعمران
وتخلل الأبواب المفتوحة أيضا تقديم عرض حول المخطط التوجيهي للعمران ما بين البلديات، حيث تقدر المساحة الإجمالية من الأراضي المقترحة بـ2637 هكتارا بعد غلق التحقيقات العمومية في 2021، من بينها 896 هكتارا في بلدية قسنطينة و572 هكتارا في الخروب و634 هكتارا في حامة بوزيان و535 هكتارا في عين سمارة.
ويشير المخطط إلى أن مديرية المصالح الفلاحية قد وافقت في 2022 على إدماج 187 هكتارا من الأراضي الفلاحية، موزعة على أربع قطع، تقع إحداها على تخوم علي منجلي الممتدة عبر عين سمارة بمساحة 60 هكتارا، فضلا عن قطعة محاذية لها بالمكان المسمى عين زبيرة بمساحة 50 هكتارا، فيما تمت الموافقة في السنة نفسها على قطعة بمساحة 70 هكتارا بمحاذاة الطريق الوطني رقم 5 في عين سمارة غير بعيد عن غابة الحاج بابا، وقطعة أخرى بمساحة 7 هكتارات بالقرب من الحاجز المائي "برغلة".
ورفضت هيئات عمومية مختلفة 56 قطعة أرضية مقترحة للإدماج من قبل مصالح البلدية والمواطنين في أربع بلديات معنية بالمخطط في 2020، من بينها 38 قطعة مقدمة من طرف المواطنين في بلدية قسنطينة، حيث تمت معاينتها ورفضها جميعا من قبل كل ممثلي المديريات، فيما لاحظنا أن أغلبها تتركز جهة منطقة زواغي سليمان وعين الباي باتجاه الأراضي الممتدة إلى محيط جامعة صالح بوبنيدر، كما يتركز جزء آخر حول الجهة الجنوبية المحيطة بمنطقة سيساوي، على غرار قطع قريبة من تحصيص "أول نوفمبر"، كما توجد مواقع مرفوضة في سركينة والجهة الشمالية بالقرب من الحدود الإدارية لبلدية حامة بوزيان.
أما المواقع التي اقترحتها بلدية قسنطينة وتم رفضها من قبل لجنة المعاينة، فيبلغ عددها 6، حيث يقع أولها في منطقة العيفور والثاني في سيساوي والثالث في التجمع الثانوي "الجذور" و"ابن عبد المالك"، فضلا عن موقع رابع في القماص وخامس في التجمع الثانوي أول نوفمبر وموقع سادس في منطقة سركينة.
ورفضت لجنة المعاينة أيضا جميع الطلبات التي قدمتها بلدية حامة بوزيان، حيث تخص أربعة مواقع موزعة على الرحالة والمحطة وبكيرة، واثنين في عين بن سبع وموقع منطقة برغلي. وقدم مواطنو بلدية الخروب طلبات لإدماج 10 مواقع، حيث تمت الموافقة على طلب واحد شمال المنطقة الصناعية بوادي حميميم ورفض 8 أخرى، بينما تورد الخرائط التوضيحية المعروضة أن مخطط الموقع الخاص بأحد الطلبات غير موجود.
وأوصى والي قسنطينة خلال زيارته للأبواب المفتوحة بضرورة العمل على مس جميع البلديات المعنية بالمخطط التوجيهي، في حين ذكر لنا مسؤولون مشاركون في التظاهرة أن عددا من البلديات أصبحت تعاني من قلة الجيوب العقارية المخصصة لإنجاز تجهيزات عمومية ومرافق، على غرار حامة بوزيان التي لم تتمكن مصالح البلدية فيها من إيجاد موقع لإنجاز مقبرة جديدة، فيما أكد محدثونا أن المساحات المقترحة من قبل بعض البلديات أصبحت ذات مردودية فلاحية منخفضة ما جعل من المستحسن استغلالها في مجال التنمية.
سامي.ح
