ترتقب مصالح مديرية التعمير لولاية قسنطينة استلام ساحة "لابريش" بوسط المدينة في الفاتح من نوفمبر القادم، حيث عرفت عملية تهيئتها تقدما كبيرا في الأشغال، في وقت ينتظر فيه أن تشرع مصالح البلدية في تدعيم سوق "بومزو" بعد أن استكملت عملية إعادة الاعتبار لشبكة الصرف الصحي من قبل بالتنسيق مع شركة المياه والتطهير.
وأفاد مدير التعمير والهندسة المعمارية والبناء لولاية قسنطينة، كريم بلقاسم قمري، في تصريح للنصر، بأن السلطات المحلية تسعى إلى إحياء المدينة القديمة من خلال عدة مشاريع، على غرار مشروع إعادة تهيئة ساحة أول نوفمبر المعروفة باسم "لابريش"، مؤكدا أن تسليمها سيكون بتاريخ الأول من نوفمبر، كما أوضح أنها ستستعيد وهجها وتصبح محل استقطاب للأسر والأفراد، بفضل المساحات المخصصة للمقاهي والراحة التي ستزود بها، في حين أشار إلى أن الأشغال وصلت إلى مرحلة تغطية الأرضية وإنجاز أشكال هندسة معمارية. ونبه المسؤول أن ساحة أول نوفمبر قديمة، فضلا عن أنها قائمة فوق سوق كان يشهد بعض الاختلالات التقنية، موضحا أن مشكلة تسرب المياه قد حُلت، فيما ينتظر استكمال عملية التهيئة على المستوى الجزء السفلي مع مصالح بلدية قسنطينة.
وأضاف المصدر نفسه أن المديرية أشرفت على عدة مشاريع تهيئة للساحات والحدائق العامة بوسط مدينة قسنطينة، مثل مشروع ساحة كركري والحديقة الحضرية "باردو"، معتبرا أنها منحت روحا جديدة لوسط المدينة، خصوصا أن عملية التهيئة تشمل إنجاز مرافق مختلفة فيها، على غرار الأكشاك وفضاءات التسلية. وذكر المسؤول أن المديرية تتكفل أيضا بمشروع تهيئة الجزء العلوي من حي القصبة أعلى المدينة القديمة، حيث أكد أن العملية ستشمل إعادة تهيئة الأرصفة خصوصا في المسالك الضيقة، فضلا عن إصلاح الإنارة العمومية، خصوصا مع تحول المكان إلى مقصد للسياح، فيما ستتكفل مصالح البلدية بتهيئة الجزء الثاني من القصبة.
ولاحظنا خلال جولة بمحيط الساحة أن الأشغال تعرف تقدما كبيرا، حيث تم وضع الهياكل المعدنية الخاصة بأماكن جلوس المواطنين، كما أنجزت أشغال الكتامة لمنع تسرب المياه، التي عانى منها التجار الذين ينشطون في السوق لسنوات طويلة، خصوصا خلال الفترات التي تعرف هطولا للأمطار، في حين سبق لوالي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، زيارة الساحة بتاريخ 21 نوفمبر من العام الماضي، ووجه بإزالة الأكشاك المهملة للشروع بعد ذلك في تهيئة المكان. وأعطيت إشارة انطلاق عملية تهيئة ساحة "لابريش" نهاية شهر ماي من العام الجاري، حيث أكد الوالي حينها على ضرورة مراعاة خصوصية المكان وإيلاء الأهمية لتدعيمه، فضلا عن احترام دفتر الشروط، خصوصا ما تعلق منه باستخدام مواد ذات جودة عالية، فضلا عن اختيار إنارة مناسبة تليق بموقع الساحة.
وتعرض جزء من السور المحيط بساحة "لابريش" للانهيار أواخر شهر أفريل من العام الجاري، وتسبب بتضرر عدد من المركبات المركونة في الجهة الخلفية من سوق "بومزو"، في حين زار والي قسنطينة مشروع تهيئة الساحة بداية شهر سبتمبر الماضي وتلقى تأكيدات من المشرفين عليه أن استكمال الأشغال سيكون بعد حوالي شهر ونصف. وذكر لنا مصدر مطلع من البلدية أن مشروع هيكل سوق "بومزو" يرتقب أن يقترح على المجلس للمصادقة عليه، مع بعض الأسواق الجوارية الأخرى، في حين تجدر الإشارة إلى أن "بومزو" وساحة أول نوفمبر التي تمثل سطحه، بني خلال ثلاثينيات القرن الماضي خلال الحقبة الاستعمارية.
سامي.ح