يعرف الغطاء النباتي لعدد من الحدائق العمومية في بلدية قسنطينة حالة تدهور بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث تحول العشب فيها إلى اللون الأصفر، في وقت ما تزال تشهد فيه إقبالا كبيرا من قبل المواطنين.
وتوجهنا إلى الحديقة المسماة "بيروت" بسيدي مبروك العلوي، حيث تحول العشب فيها إلى غطاء أصفر يشبه كلأ المواشي، بعدما كانت مساحة خضراء يقصدها الأفراد والأسر خلال النهار والساعات المسائية بفضل غطائها الأخضر، في حين ذكر لنا سكان أنهم أخذوا يلاحظون تدهور وضعية الحديقة منذ بداية فصل الصيف، ليتفاقم الوضع مع انتصافه، مع الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، في حين استحال العشب إلى اللون الأصفر مؤخرا. ورغم ملاحظتنا أن المقاعد والمسالك في الحديقة نظيفة، إلا أن مواطنين أوضحوا لنا أن بعض مرتاديها يقومون برمي القارورات على الأرض، دون اكتراث منهم لوجود السلال المخصصة للتخلص منها، لكنهم أكدوا عناية أعوان النظافة التابعين للبلدية بالمكان.
وقال سكان من الحي إنهم اجتهدوا خلال السنوات الماضية من أجل المساهمة في المحافظة على المكان، الذي يعرف بين المواطنين بتسمية "السكوار"، خصوصا أن بعض المنحرفين كانوا يترددون عليه في وقت سابق، في حين عرفت الحديقة نشاطا خلال الفترة الصيفية لكونها المتنفس الوحيد تقريبا لسكان سيدي مبروك وبعض الأحياء المجاورة، على غرار ساقية سيدي يوسف والمنصورة، فضلا عن توفرها على فضاء للعب مخصص للأطفال، كما ساهمت في انتعاش نشاطات تجارية بمحيطها، مثل محلات بيع الشاي والإطعام السريع. وأخبرنا أصحاب محلات أن المواطنين الذين يقصدون عيادة التوليد ومستشفى الأطفال لزيارة أقربائهم يترددون على الحديقة من أجل الراحة، فضلا عن بعض المرضى، كما يتردد عليها الطلبة وتلاميذ المدارس خلال فترة الموسم الدراسي أيضا للمراجعة وقضاء فترة استراحة.
ولاحظنا على مستوى سيدي مبروك السفلي المشكلة نفسها على مستوى الحديقة الواقعة في شارع إسماعيل محجوب، حيث تيبس العشب الموجود على مستواها وتحول إلى اللون الأصفر خلال الفترة الصيفية، مثلما أكده لنا سكان من الحي. وقد زرنا المكان خلال الفترة الصباحية، فوجدنا بعض الأطفال يلهون فيه، في حين كانت الألعاب الموجودة في وضعية سيئة، وبعضها مكسورة. وذكر لنا سكان من الحي أن الحديقة تظل شبه مهجورة طيلة اليوم، فالأطفال وأولياؤهم صاروا لا يقصدونها منذ سنوات، رغم تهيئتها مؤخرا وحرص مصالح البلدية على نظافتها وسقي الأعشاب والأشجار، خصوصا أن أعوان النظافة يترددون عليها يوميا من أجل استعمال أغراضهم التي يحفظونها في مستودع أرضي في الحديقة.
من جهة أخرى، تشهد الحديقة الموجودة بالقرب من عمارات حي الإخوة منتوري بسيدي مبروك المشكلة نفسها، بعد تراجع الغطاء الأخضر فيها، فيما ذكر لنا أعوان نظافة التقينا بهم في المكان أن السبب الرئيسي يعود لارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الصيفية، مؤكدين أن العشب سيستعيد لونه مع عودة هطول الأمطار، كما أوضحوا أن مصالح البلدية تتكفل بعملية سقيها بشكل دوري. ولاحظنا المشكلة نفسها على مستوى حديقة حي الدقسي والمساحات الخضراء المحيطة بها، رغم استمرار عمليات السقي. سامي.ح