بادرت مصالح ديوان تسيير الممتلكات الثقافية المحمية مساء الأربعاء الماضي إلى إزالة الطلاء عن الأحجار الأثرية الموجودة بمحيط موقع الجسر المائي المعروف باسم “الأقواس الرومانية” في جنان الزيتون، بعدما دهنت بمادة جيرية بيضاء خلال عمليات التحسين الحضري عبر الطريق الوطني رقم 5.
وتنقل موظفو ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية لولاية قسنطينة مساء الأربعاء الماضي إلى الموقع الأثري رفقة مدير الثقافة والفنون للولاية، حيث قاموا بإزالة الطلاء الأبيض الذي دهنت به مجموعة من الأحجار المصقولة التابعة لموقع الجسر المائي الذي يعود للحقبة الرومانية، فيما يأتي تدخل مصالح الثقافة بعد طلائها بداية الأسبوع الماضي خلال عمليات التحسين الحضري الجارية عبر محور الطريق الوطني رقم 5 بالقرب من فندق الماريوت وعبر الطريق الاجتنابي الجديد الرابط مع الطريق الوطني رقم 79، إذ ذكر لنا مدير الثقافة حينها بأن مصالحه ستتصرف حيال القضية، مؤكدا أن الأمر وقع بـ”حسن نية”.
ولاحظنا صباح أمس أن قطع الحجارة الزرقاء الضخمة، المكومة بجانب الجسر المائي قد استعادت لونها الطبيعي، في حين تجدر الإشارة إلى أن جسر المياه الروماني يمثل جزءا من نظام نقل مياه الشرب إلى مدينة سيرتا قديما من منبع “رأس العين” في بومرزوق، حيث يعود بناؤه إلى حوالي 1800 سنة، فضلا عن أنه كان جزءا من شبكة شاملة من القنوات التي تغذي خزانات المدينة، على غرار الصهاريج الرئيسية التي كانت في القصبة، إلى جانب جسور مياه أخرى، مثل جسر باب القنطرة الذي كان يستغل في نقل المياه وتنقل الأفراد أيضا، بينما يعتبر الجسر المائي بجنان الزيتون من المواقع القليلة لجسور المياه التي ما زالت قائمة عبر الوطن. سامي .ح