الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

سينجزها مركــز البحث في تهيئة الإقــليم بقسنطينة: نحو أرشفـة بناية جامع الأمير عبد القادر بصــــور ثلاثيــــة الأبعــــــاد


أفاد أمس، مدير مركز البحث في تهيئة الإقليم بولاية قسنطينة، البروفيسور شوقي بن عباس، بأن فريق بحث تابع للهيئة سيشرع قريبا في أرشفة بناية جامع الأمير عبد القادر من خلال التصوير ثلاثي الأبعاد، فيما أكدت البروفيسور بديعة بلعابد صحراوي على ضرورة استغلال التكنولوجيات الرقمية في الدراسات العلمية وتثمين منتجاتها من أجل حماية التراث العقاري التاريخي.
وألقت البروفيسور بديعة بلعابد صحراوي من كلية الهندسة المعمارية بجامعة صالح بوبنيدر محاضرة بعنوان «البحث حول التراث في عصر الرقمنة»، حيث نظمها مركز البحث في تهيئة الإقليم بقسنطينة في إطار إحياء شهر التراث. واستعرضت البروفيسور صحراوي مسار إدماج التكنولوجيات الحديثة في الدراسات حول التراث المبني في تخصصات مختلفة، على غرار مشروع «المخطط التوجيهي» الذي استهدف تثمين التراث العقاري في الجزائر من خلال دراسة حالة مدينة قسنطينة، منبهة بأنه جاء منذ عشرين سنة في إطار التعاون الثنائي بين الجزائر وإيطاليا، كما أضافت بأنه اشتمل على تحديد جهاز منهجي كامل يمكن تطبيقه على جميع المدن الأخرى، فضلا عن العمل على تحديد آليات تسيير هذا التراث والحفاظ عليه بناء على معطيات مختلفة، إلى جانب تسخير الابتكار التكنولوجي.
وأبرزت المتدخلة بأن العمل في إطار «المخطط التوجيهي» المذكور انتظم ضمن مجموعات، على غرار المجموعات التي قامت بجمع كل الدراسات المتوفرة حول قسنطينة في مكاتب الدراسات والجامعات، بالإضافة إلى جمع الدراسات والمعطيات الموجودة في الأرشيف الفرنسي بـ»إكس أون بروفانس»، إلى جانب إنشاء خلية مختصة في أنظمة المعلومات الجغرافية وغيرهم، حيث أوضحت أن المشروع قاد إلى توفير كمّ كبير من الوثائق والمعلومات، بالإضافة إلى قاعدة نظام هام للمعلومات الجغرافية للمدينة بأكملها، خصوصا القطاع المحفوظ. ونبهت المتحدثة بأن النظام المذكور ذو أهمية بالغة، فضلا عن إمكانية تطويره وإدراج تعديلات فيه.
وبيّنت الباحثة بأن عدد مشاريع البحث الموجودة عبر البوابة الوطنية للإشعار عن الأطروحات لم يتعد 12 أطروحة جارية حول التراث العقاري ضمن مجال الهندسة، على غرار الواقع الافتراضي والتثمين الإعلامي وتسهيل الوصول للسياح والزوار، حيث لفتت إلى أن الدراسات التي اطلعت عليها لا تنطوي على إشكاليات حول الأدوات الرقمية، وعزت الأمر إلى كون أصحاب الدراسات يسعون للتحكم فيها أولا. وذكرت البروفيسور صحراوي أطروحتي دكتوراه منجزتين في قسنطينة من قبل باحثين مهنيين وتبنتا إشكاليات نابعة من الميدان بالاعتماد على نظام معلومات جغرافية، كما أشارت إلى وجود أطروحتين جاريتين حول الوساطة الثقافية انطلاقا من التساؤل عن علاقة المؤسسات الثقافية بالجمهور في ظل ما يمكن أن تقدمه تكنولوجيات المعلومات والاتصال.
وشغل موضوع دراسة دكتوراه أنجزت بقسنطينة حول التاريخ الهندسي والحضري لمدينة قسنطينة بالاعتماد على نظام معلومات جغرافية استغل كوسيلة لتأريخ المكان، الحضورَ خلال الفقرة المخصصة للنقاش، حيث ذكرت البروفيسور صحراوي بأن صاحبتها قامت بإعداد جرد هندسي للمدينة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، مع تحليل مسار استحداث الأحياء والتحصيصات والأزقة والبنايات، بالإضافة إلى إنجاز قاعدة بيانات رقمية وجغرافية بالاعتماد على نظام المعلومات الجغرافية، مؤكدة بأن الأمر لم يقتصر على القطاع المحفوظ فقط، لكن المُحاضِرة نبهت بأن الباحثة في الدكتوراه كانت تستهدف تثمين النظام الذي وضعته اقتصاديا في مجال المقاولاتية، منبهة بأن النظام لم يخضع للتقييم خلال مناقشة الأطروحة، فضلا عن أن الباحثة لم تودعه مع أطروحتها.
وتأسفت البروفيسور صحراوي لعدم استغلال النظام المذكور من قبل الجامعة ومختلف المتدخلين، حيث أوضحت بأنه لا وجود لقانون يجبر الباحث على تقديم مجمل أدوات عمله للجامعة، وذلك ردا على تساؤلات متدخلين حول المنظومة المذكورة. وذكر البروفيسور شوقي بن عباس، مدير مركز البحث في تهيئة الإقليم، في تصريح لنا على هامش المحاضرة، بأن المركز سيعمل على إعداد صور للأرشفة الثلاثية الأبعاد لجامع الأمير عبد القادر، مؤكدا بأن الأمر سيتيح إعادة الترميم وفق ما  كانت عليه البناية من قبل، مستقبلا في حال الحاجة إلى ذلك، كما استعرض الدكتور ياسر بن زقوطة والدكتورة مريم صغيري، الأعمال المنجزة من قبل فريق الباحثين بالمركز من أجل إعداد زيارة ثلاثية الأبعاد لعدة مباني تراثية، على غرار قصر الحاج أحمد باي، حيث أكدت الدكتورة صغيري في تصريح لنا بأن العمل المنجز من قبل المركز يقوم على أسس علمية بالدرجة الأولى، كما يعتمد على البحث التاريخي.                 سامي.ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com