أكد أمس، مؤطر مكاتب النظافة بمديرية الموارد المائية لولاية قسنطينة أن مياه العديد من الوديان مناسبة للاستعمال في السقي، حيث أوضح أن التحاليل أثبتت جودتها عبر عدة بلديات ما جعل السلطات الولائية ترخص للفلاحين الاعتماد عليها، في حين ناقش مختصون عدة مسائل متعلقة بمعالجة المياه.
واحتضنت قاعة المحاضرات للمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني عبد الحق بن حمودة بسيدي مبروك يوما دراسيا حول إعادة استعمال المياه المعالجة لغرض السقي، حيث نظم بالتنسيق مع مديرية البيئة وحماية المحيط لولاية قسنطينة، مع مشاركة جمعية حماية الطبيعة والبيئة، وذلك بمناسبة إحياء اليوم العالمي للبيئة. وحضر اليوم الدراسي متربصو المعهد، الذين استعرضت مجموعة منهم مداخلة حول المياه المعالجة وإعادة الاستفادة منها، كما أشاروا فيها إلى إمكانية إعادة استغلال المياه المستعملة منزليا. وقدمت رئيسة مصلحة التحسيس والإعلام بمديرية البيئة لولاية قسنطينة، لمياء بوعروج، مداخلة شددت فيها على ضرورة تجنب تخزين المياه في القارورات البلاستيكية، مشيرة إلى أن تعرضها للشمس يتسبب في إفراز مواد مضرة فيها.
وتطرقت رئيسة المصلحة إلى القوانين والشروط المنظمة لعملية إعادة استغلال مياه الصرف الصحي في مجال السقي بعد معالجتها في محطة ابن زياد. أما ممثلة محطة معالجة مياه الشرب ببلدية عين التين في ولاية ميلة، فقد ألقت مداخلة شرحت فيها تفاصيل عملية المعالجة التي تخضع لها المياه الشروب قبل توجيهها إلى منازل المواطنين، حيث أكدت أنها تكلف 250 مليون سنتيم شهريا، فيما ذكرت 8 مراحل تمر بها المعالجة، إذ تشتمل على استعمال الكلور وغاز الأوزون، كما تحدثت عن المعايير المعتمدة في المحطة من أجل ضمان صلاحية المياه للاستهلاك.
وذكرت المتحدثة أيضا أن جرعات المواد المعقمة والمدة الزمنية لتعريض المياه لها تتوقف على نوعية المياه وطول شبكة التوزيع، بالإضافة إلى نوعية المواد ومدة الإبقاء على المياه في الخزان، حيث نبهت بأن مهام المحطة تشتمل على تنظيف وتعقيم الهياكل المستخدمة للمعالجة، بالإضافة إلى ضمانها استمرارية نشاطها. وشرحت المتدخلة أيضا تحاليل البكتيريا التي يتم تطبيقها على المياه في المحطة، فيما تطرقت أيضا إلى أهم مصادر تلويث المنشآت المائية، على غرار النفايات الصناعية والفلاحية والمنزلية في حالة السدود، إلى جانب مصادر تلويث الخزانات التي قد تترتب عن تشققات فيها أو تلف الكتامة، فضلا عن الشبكات التي قد تتلوث المياه فيها خلال عمليات التصليح أو اختلاطها مع شبكات التطهير. وتساءل متدخل عن مصدر غاز الأوزون المستعمل في معالجة مياه الشرب وكيفية التعامل مع ما يتبقى منه، حيث شرحت المتدخلة بأن عملية إنتاجه تتم داخل المحطة بشكل آني للاستعمال على المياه، قبل أن يتم تدمير ما يتبقى منه داخل المحطة أيضا من أجل حماية طبقة الأوزون. من جهة أخرى، أكدت مديرة محطة قايدي لتصفية المياه المستعملة بقسنطينة أنها تعالج مياه الصرف المترتبة 450 ألف نسمة، حيث أوضحت أن متوسط حجم التدفق اليومي الذي يدخل المحطة يتجاوز 69 ألف متر مكعب، وذكرت أن المحطة تضمن تجفيف الوحل المترتب عن عملية التصفية وتوجيهه لفائدة الفلاحين من أجل استعماله كأسمدة للتربة، بعد القيام بالتحاليل المناسبة عليها.
وذكرت مديرة المحطة في تصريح لنا بأن المياه المصفاة تعاد إلى الوادي في الوقت الحالي بعد تطهيرها، حيث أشارت إلى أنه من المنتظر القيام بعملية تهيئة لهياكل المحطة. وتحدث مؤطر مكاتب النظافة عبر البلديات والدوائر بمديرية الموارد المائية لولاية قسنطينة، رفيق رُشدي حمداني، عن القرار الولائي الصادر عام 2022، حيث يرخص للفلاحين استغلال بعض الوديان البعيدة عن مصبات المياه القذرة الصناعية والمنزلية في سقي محاصيل عدة منتجات.
وذكر المصدر نفسه بأن القرار لا يشمل جميع الوديان الموجودة في الولاية، وإنما بعض النقاط التي تتواجد بمحاذاتها نشاطات فلاحية. وشرح المتحدث بأن التحاليل تُجرى بشكل دوري على هذه النقاط، حيث أثبتت صلاحيتها للاستعمال في السقي، مشيرا إلى أن النقاط التي أخذت منها العينات في عين سمارة وحامة بوزيان وابن زياد وبني حميدان مناسبة للسقي.
سامي.ح