نظّمت أمس، فدرالية جمعيات المجتمع المدني بقسنطينة يوما دراسيا حول الأمراض المتنقّلة المعدية وغير المعدية في فصل الصيف، حيث كشف مختصون عن تراجع الأمراض المتنقّلة عن طريق المياه في الآونة الأخيرة، على عكس التسمّمات الغذائية التي تشهد ارتفاعا في هذه الفترة من السنة، داعين إلى تجنّب اقتناء البطيخ في شكل أجزاء، كما لفتوا إلى أنّ الملابس ذات الألوان الفاتحة لا تحمي من الأشعة فوق البنفسجية على عكس الداكنة. وذلك في يوم دراسي حول الامراض المتنقلة المعدية وغير المعدية في فصل الصيف نظمته فدرالية المجتمع المدني بقسنطينة في المستشفى الجامعي.
وأكّد رئيس الفدرالية، عبد الحكيم لفوالة، في كلمته الافتتاحية أنّ اللقاء يندرج ضمن نشاطات المجتمع المدني ويُستهدف من خلاله الخروج بجملة من التوصيات، يتم تجسيدها ميدانيا في إطار حملة تحسيسية عبر الأحياء والمحلات، بمعيّة رؤساء لجان الأحيان وممثلو المكاتب البلدية، إذ انطلقت العملية من حي «بيكاسو» كأوّل محطّة.
وذكر خلال اللقاء الدكتور عيسى فيلالي، مختص في الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، أنّ فصل الصيف يعتبر فترة حرجة، لكثرة التجمّعات خلالها، خاصة الأعراس، السهرات الليلية، الاحتفالات بالنجاحات الدراسية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى عديد الأمراض، منها المتنقّلة عن طريق الأطعمة التي تتلوّث نتيجة لاختلاطها بالمياه، أو لم تخضع لشروط الحفظ والنّظافة والطهي، ما يؤدي إلى التسمّمات الغذائية، أمّا الأمراض المتنقّلة عبر المياه فقد تناقصت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وأضاف المتحدّث أنّ هناك أمراضا أخرى تنتقل عن طريق الحشرات، خاصة البعوض، ولو أنّه لفت إلى أنّ الجزائر لا تشهد أمراضا خطيرة في هذا الجانب، وكذلك من الاحتكاك مع الحيوانات التي لم تخضع لفحوص طبية و لسعات العقارب والثعابين التي تنتشر في أماكن مخلّفات الرّدوم، وحذّر المتحدّث من انتشار سلوك شراء أو بيع البطيخ في شكل أجزاء، حيث يجعلها ذلك عرضة للبكتيريا خاصة مع جهل الكيفية التي قسّمت بها ومدى نظافة السكين المستخدم في ذلك، حيث يرى المتحدّث أنّه من الأفضل بيعها في شكلها الأصلي ككتلة واحدة.
من جهته قال الدكتور المختص في الأمراض الجلدية بالمستشفى الجامعي، طارق منسول، إنّ مجموعة من الأمراض تنتشر في فصل الصيف منها المعدية على غرار البكتيريا، أمراض لها علاقة بالفطريات، خاصة ما بين الأرجل وأخرى تنتشر في شكل بقع بالجلد، فضلا عن أخرى تنتج من خلال الطفيليات وهي المعروفة بـ«الليشمانيوز»، وبالنسبة للأمراض غير المتنقّلة فهي ترتبط أساسا بالشمس والأشعة فوق البنفسجية التي تؤدي إلى تطور أمراض مثل الدآبة الوردية، وتلك المتعلّقة بالحساسية والتهاب الجلد.
وأردف المتحدّث أنّ ثلاثة عوامل تتسبّب في هذه الأمراض، أوّلها فصل الصيف في حدّ ذاته الذي يشهد تغيرات في المناخ والأشعة فوق البنفسجية تصل إلى ذروتها، كذلك ارتفاع مؤشرات التلوث، والمسبّب الثاني هو ما يرتبط بالحالة الفيسيولوجية لجسم الإنسان الذي يفرز العرق والدهون التي تؤدي إلى أمراض، فضلا عن العامل المتمثّل في سلوكيات الفرد، الذي يقوم بلباس ألبسة مصنوعة من الألياف الاصطناعية التي تؤدي إلى أعراض الفطريات أو التهاب الجلد، إذ يفضل استبدالها بألبسة مصنوعة من القطن، كذلك انتعال نعال من مادة البلاستيك الضار، فينبغي ارتداء المصنوعة من الجلد الطبيعي.
وأوضح الدكتور، منسول، أنّ الألبسة ذات الألوان الفاتحة لا تحمي من الأشعة فوق البنفسجية مثلما يعتقد كثيرون، وإنّما الألبسة الداكنة هي التي تقي من خطر هذه الأشعة وضربات الشمس، وتحمي على المدى البعيد من ظهور السرطنات الجلدية.
ونوّه المختص في الأمراض الصدرية والتنفسية، عمار محساس، بجهود الدولة، على غرار تهيئة البنية التحتية، التي ساهمت بشكل كبير في تقليل انتشار الأمراض وأدّت إلى القضاء على بعضها، غير أنّه دعا إلى تحلي المواطن بثقافة شراء حسنة، من خلال تجنّب اقتناء وتناول ما يباع في الهواء الطلق وعلى الأرصفة، كما على الباعة التحلي بضمير حي وواع، بحيث يضع صحة المواطن في المقام الأول.
إسلام. ق
