يشتكي سكان حي المنية بمدينة قسنطينة، من عديد النقائص التنموية والخدماتية، على غرار ضعف البنية التحتية والتهيئة، وكذلك نقص المؤسسات التربوية وهياكل الترفيه، فيما تؤكد مصالح البلدية أنها ستعمل على التكفل بالانشغالات المطروحة.
تتوزّع منازل حي المنية على جهتين يقسمهما الطريق الوطني رقم 27، فالجهة العلوية تابعة إلى قطاع سيدي راشد، وسفلية يوجد مدخلها على يسار الطريق نزولا من وسط مدينة قسنطينة، وهي تابعة لمندوبية بودراع صالح، في هذه المنطقة تحديدا والمعروفة إداريا بحي جسر بوبربارة عبد الحفيظ، لاحظنا عند وصولنا إليها غياب التهيئة الحضرية خاصة في الشق المتعلّق بالطرق والأرصفة، ويظهر ذلك بوضوح عند المدخل الرئيسي للسيارات من الجهة الشرقية للحي الذي يشهد أيضا نقصا في مواقف الحافلات.
أما في الشوارع والأزقة الداخلية، فقد كانت المسالك ترابية وغير مبعدة، فضلا عن نقص الإنارة العمومية، ما يجعل بعض المنافذ تغرق في ظلام دامس خلال الليل، مثلما أكده لنا أعضاء جمعية «الأمل» بالحي. ويقول السكان إنّ هذه المنطقة التي تضم أزيد من 300 مسكن، تفتقر إلى متوسطة وثانوية، فيما توجد ابتدائية واحدة، كما يُسجل عجز في المرافق الخدماتية في صورة مركز للبريد وقاعة علاج، حيث يضطرون إلى التوجّه نحو عيادة حي 20 أوت 1955، بينما يتنقلون إلى وسط المدينة أو الأحياء المجاورة للقيام بتعاملاتهم البريدية، كما أنّ الأطفال يلعبون وسط الأزقة المتدهورة في غياب مرافق اللعب.
وتطالب جمعية الحي بإنجاز مؤسسات تربوية، فيما تم اقتراح مخطّط خاص بالإنارة العمومية يتضمّن وضع 82 عمودا كهربائيا، كما تطرق السكان إلى وجود نقطة وحيدة مخصصة لرمي القمامة عند المدخل الشرقي ما تسبب في تراكم النفايات، بينما يقوم البعض بالتخلص منها عشوائيا على حدود الطريق الوطني رقم 27، مضيفين أنه ورغم تدعيم الحي بحاويات القمامة إلا أنّ غياب أماكن لوضعها حال دون استغلالها.
خلال مرورنا بالمنازل الموجودة في المكان المسمى «أرض بوعتورة» داخل الحي، لاحظنا نقصا كبيرا في التهيئة الخارجية، من خلال تدهور المسالك وشبه غياب للإنارة إذ يتوفر المكان على عمود واحد، كما أكّد السكان أنّ بيوت هذه الجهة لا تحوز على خدمة الغاز الطبيعي، حيث يستعمل السكان القارورات ومنهم حتى من يستخدم الحطب للطّبخ.
وتساءل أعضاء جمعية الحي عن وضعية المشروعين المتعلقين بمتابعة ودراسة إنجاز شبكة الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب، وهما المسجّلان، حسبهم، منذ سنة 2022 إلا أنّهما متوقّفان. ويقول السكان إنهم وفي ظل هذه النقائص، بادروا إلى إنجاز سلالم إسمنتية على مسافة 100 متر، تعتبر المدخل الرئيسي للراجلين إلى الحي، حيث يغنيهم ذلك عن الالتفاف للنزول أو الصعود إلى المدخل، كما تمّ في ذات المكان تغيير وضعية شبكة الصرف الصحي لتتماشى مع مشروع السلالم، وكلّفت العملية مبلغ 70 مليون سنتيم، إلى جانب إصلاح مسالك متدهورة، مثلما أكده لنا السكان.
وذكر رئيس بلدية قسنطينة، شراف بن ساري، في حديث للنصر، أن حي بوبربارة لا يزال ينقصه حوالي 14 عمودا للإنارة العمومية، وسيتم إدراجه ضمن البرنامج الجديد الخاص بالعملية والذي سينطلق قريبا، كما أضاف أنّ تسجيل مشاريع متوسطة وثانوية خارج عن صلاحيات البلدية.
وأردف بن ساري أنّ على السكان التقرّب من مصالح البلدية لتحديد نقاط وضع مواقف الحافلات وذات الأمر بالنسبة لرمي النفايات، على أن تتكفّل البلدية بوضعها، مؤكدا أنّه سيتم تهيئة طرقات الحي بعد الانتهاء من أشغال البنية التّحتية.
إسلام.ق