من المنتظر أن تصدر السلطات الولائية بقسنطينة قرارا بمنع الشاحنات الناقلة للوقود من عبور نفق جبل الوحش وذلك كإجراء وقائي، إذ ما زالت تعبر يوميا من المكان، رغم وضع الإشارات المانعة، فيما تم إحصاء 11 حادث مرور غالبيتها في أيام العطل الأسبوعية.
وأحصت المصالح المعنية ، 11 حادثا مروريا على مستوى نفق جبل الوحش منذ فتحه في الخامس من جويلية الماضي، حيث أن غالبيتها كان بسبب عدم احترام السرعة المحددة وكذا مسافة الأمان بين المركبات بما يتسبب في حوادث اصطدام متتابعة، كما ذكرت مصادرنا بأن جلها سجل في أيام العطلة الأسبوعية ومن المنتظر أيضا أن يتم وضع حواجز أمنية مع نهاية الأسبوع، إذ تعد هذه الفترة ذروة تنقل المواطنين في الطريق السيار، لاسيما نحو الولايات الساحلية.
وتسببت الحوادث المسجلة بالنفق لاسيما بالجهة المؤدية إلى سطيف والعاصمة، في اختناق مروري تمتد تبعاته على كيلومترات، فيما تتوقف حركة السير بشكل تام على طول المقاطع، علما أن الكثير من مرتادي الطريق السيار قد طالبوا بإيجاد حل للمشكلة واقترحوا إعادة فتح الطريق الاجتنابي وتخصيصه لاتجاه واحد وتخصيص النفق الأيسر للسير في اتجاه واحد، إلى غاية فتح الرواق الأيمن، فيما أصبح العديد منهم يتفادون عبور النفق من خلال الدخول إلى الطريق الوطني رقم 3 عبر محول بلدية زيغود يوسف، وذلك مخافة الحوادث المرورية أو الازدحام.
وقد علمنا من إطارات من الجزائرية للطرق السيارة، بأن غالبية السائقين لا يحترمون السرعة المحددة ويعبرون بسرعة من النفق سواء بالنسبة للمتجهين إلى سككيدة أو في الجهة المؤدية إلى العاصمة، كما سجلت سرعات قياسية لشاحنات الوزن الثقيل رغم أن السرعة محددة بستين كيلومترا في الساعة، فيما يعرف النفق ازدحاما مروريا على فترات متقطعة وتزداد حدته في أيام العطلة الأسبوعية، بما يتطلب حذرا أكبر من السائقين.
وما تزال الشاحنات الناقلة للوقود تعبر النفق بشكل يومي رغم وضع الإشارات المانعة، بما يشكل خطرا كبيرا على سلامة مرتاديه، علما أنه وفي الأسبوع الماضي، سجل التهاب صهريج شاحنة ناقلة لمواد متفجرة قبل دخولها النفق بدقائق، وذلك بمحاذاة قرية ميهوبي ببلدية زيغود يوسف، وهو ما نقله أيضا موقع طريقي التابع للدرك الوطني، والذي حذر من تجاوز السرعات المحددة بالنفق.
وقد صرح المدير الجهوي للطرقات السيارة، محمد الصالح كافي للنصر، بأنه قد تم وضع إشارات على مستوى محول سيساوي وكذا بمنطقة عين بوزيان في الحدود مع ولاية قسنطينة، من أجل منع سائقي الشاحنات الناقلة للوقود والمواد المشتعلة من عبور نفق جبل الوحش الذي تم فتحه مؤخرا، غير أن السائقين لم يلتزموا بالقرار، حيث يمرون عبره يوميا دون أدنى احترام لإشارات المرور. ويشكل مرور الشاحنات الحاملة للمواد المشتعلة، خطرا كبيرا على سلامة مستعملي النفق إذ وفي حال تسجيل أي حادث أو انفجار بسبب الوقود، فإن كارثة ستقع وفق تأكيد محدثتا، مؤكدا بأنه راسل الوالي ومختلف السلطات المعنية بهذا الأمر من أجل التدخل، مقدما مثالا بنفق الكنتور بولاية سكيكدة، الذي تمنع به الشاحنات من هذا النوع من العبور، علما أن الرواق باتجاه العاصمة يتسع لمركبة واحدة وفي حال تعطلت أي مركبة أو سجل حادث فإن حركة السير تتوقف تماما لعدم وجود أي منفذ، خلافا للمحور المؤدي إلى سكيكدة الذي يتسع لمركبتين.
وقد أكد السيد كافي، بأن معايير السلامة التقنية والتجهيزات قد تم توفيرها بالنفق ووجب على السائقين احترام القوانين والتعليمات المنصوص عليها، كما قامت مصالح الدرك الوطني بحملات توعية بشكل مباشر أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وموقع طريقي من أجل حث مستعمليه على احترام قوانين المرور، علما أن طول النفق يبلغ 1909 مترا بعلو يتجاوز 7.65 متر، كما تبلغ المسافة بين الأنبوبين الأيسر والأيمن 18 مترا، وتربط بينهما 4 أروقة مخصصة للراجلين وكذا للمركبات.
وينتظر أن تنتهي قريبا، أزمة حركة المرور بهذه النقطة حيث صرح والي قسنطينة، بأنه يتم العمل على استلام الرواق الأيمن مع نهاية العام الجاري، كما حددت مؤسسة كوسيدار، شهر مارس من السنة المقبلة لاستلامه كأقصى تقدير.
لقمان/ق