أفادت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، فايزة دحلب، بوجود برنامج لتوسيع وتطوير شبكات محطات مراقبة الهواء بالمدن الجزائرية الكبرى، خاصة الصناعية منها، لمراقبة الانبعاثات الغازية للسيارات والمصانع التي تتسبب في تلوث الهواء والاحتباس الحراري.
في ردها على السؤال الكتابي للنائب البرلماني عن ولاية عنابة، تبسي محمد الهادي، تحصلت النصر على نسخة منه، والمتعلق بوضعية شبكة «سما صافية» التي تعمل على مراقبة نوعية الهواء في الجزائر في ظل وجود انبعاثات غازية من المؤسسات الصناعية على غرار مركبي الحجار وفرتيال بعنابة، أوضحت دحلب بأن الجزائر قامت بإنشاء أول شبكة تحمل اسم «سما صافية» تهدف إلى مراقبة نوعية الهواء، والتي شملت أربع محطات في العاصمة وعنابة بين عامي 2002 و 2011، وكان من المقرر أن تمتد الشبكة إلى وهران وسكيكدة.
وحسب الوزيرة، فقد توقفت هذه الشبكة عن العمل لأسباب مختلفة، خاصة التقنية منها، رغم الجهود التي بذلتها الوزارة ممثلة بالمرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة لإعادة تشغيل هذه المحطات، حيث أن كل تقارير المختصين توضح استحالة تشغيلها خاصة في ظل عدم وجود قطع الغيار وقدم المعدات.
وذكرت دحلب، بأنه بالنظر لحاجة الجزائر إلى إنشاء شبكة لمعرفة نوعية الهواء الذي تتنفسه الساكنة، ومن أجل التحرك وفقا للمعطيات والحقائق لوضع سياسة لمراقبة نوعية الهواء تقوم على أساس بيانات صحيحة، تم التوقيع بتاريخ 28 فيفري الماضي على اتفاقية شراكة في مجال مراقبة نوعية الهواء، بين كوريا الجنوبية، الممثلة في الوكالة الكورية للتعاون الدولي ووزارة البيئة و الطاقات المتجددة في الجزائر الممثلة في المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، من أجل إنجاز شبكة محطات مراقبة الهواء، حتى تكون هناك بيانات موثوقة عن نوعية الهواء والتي تشكل أساس أي إستراتيجية، وكذا التنظيم الخاص بمراقبة وإدارة مصادر الإنبعاثات بالإضافة إلى وضع الخطط اللازمة للتقليل من ملوثات الغلاف الجوي.
وأضاف المصدر، أن هذا المشروع سيسمح ببناء قدرات المؤسسات والهيئات التقنية، خاصة في مجال المراقبة والقياس، إلى جانب تطوير البحث والتكوين في مجال التلوث الجوي والتغيرات المناخية، وتقييم الحالة الراهنة لنوعية الهواء، وذلك بتحديد مصادر الانبعاثات وقياس مستويات التلوث وتعزيز المعرفة بخصوص آثار ذلك على الصحة.
وسيتم من خلال هذا المشروع، إنشاء أربع محطات جديدة في الجزائر العاصمة لمراقبة نوعية الهواء، وذلك في أماكن إستراتيجية بكل من المخبر الجهوي للمرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة الواقع في بلدية براقي، البريد المركزي، مستشفى محمد لمين دباغين بباب الواد، والقطب الجامعي للمدينة الجديدة سيدي عبد الله، زيادة على المحطات الأربع الثابتة لقياس نوعية الهواء.
وسيتم استنادا للوزيرة، اقتناء 8 آخذات لعينات الغبار، وتركيب أربع منها في المحطات الثابتة وثلاث في ساحة كيندي بالأبيار، وبالمنطقة الصناعية بالرغاية وفي حديقة الرياح الكبرى، أما الأخيرة فستوضع في المحطة المتحركة المتمثلة في شاحنة المخبر متنقل مزود كذلك بآخذ عينات هوائية.
ويعتبر هذا المشروع وفقا للوزيرة، خطوة حاسمة نحو تحسين نوعية الهواء في الجزائر، كما يسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي مع دول صديقة ومتقدمة في مجال مكافحة التلوث الهوائي في الوسط الحضري وكذلك الصناعي، من أجل مستقبل أكثر صحة واستدامة، كاشفة بأن إجراءات تجري حاليا لتوسعة عمل المحطات إلى المدن الكبرى على غرار عنابة، قسنطينة و وهران، بعد إنشاء عدد منها بالجزائر العاصمة.
حسين دريدح