خصصت مديرية التعمير بقسنطينة، أزيد من 37 مليار سنتيم لمشروع إعادة تهيئة أزقة المدينة القديمة، حيث تم أول أمس، عرض تفاصيل العملية التي ستنطلق بإعادة الاعتبار للأرصفة وتنتهي بتهيئة واجهات المحلات، فيما أبدت الولاية استعدادها لتخصيص ميزانيات إضافية مستقبلا .
وأعلنت أمس الأول الخميس ولاية قسنطينة، عن إطلاق مشروع لإعادة تهيئة أزقة المدينة القديمة لقسنطينة لاسيما المحاور الكبرى منها، حيث ذكرت خلية الاتصال، بأنه وفي إطار الاهتمام بإعادة الاعتبار للمدينة القديمة ، ترأس الوالي عبد الخالق صيودة، جلسة عمل خصصت لعرض مكاتب الدراسات المتخصصة في حماية التراث والمكلفة بإعداد الدراسة الخاصة بهذا المشروع.
وتطرقت الدراسة الخاصة بالمشروع إلى أربعة أجزاء من المشروع، حيث سيتم وفق العرض المقدم إعادة الاعتبار وتهيئة الحجارة المصقولة والأرصفة، باستعمال الحجارة القديمة، وكذا اقتناء أخرى مماثلة لها بالنسبة للمساحات المنقوصة، مع ضرورة اعتماد نظام خاص لتمرير مختلف الشبكات، ليتم على إثرها ،وفق المصدر، وضع الحجارة المصقولة بتقنية استعمال الرمل لترشيح الماء أوتوماتيكيا، لتكون المرحلة النهائية التكفل بالإنارة و إعادة الاعتبار لواجهات المحلات، حتى تتحول المدينة القديمة إلى مركز سياحي بامتياز.
وأوكل تسيير المشروع إلى مديرية التعمير و البناء و الهندسة المعمارية، برخصة برنامج تقدر بـ 37 مليار سنتيم، فيما أكد الوالي على ضرورة إحياء المدينة القديمة لتكون مقصدا سياحيا ، كما طالب بمراعاة الجودة في الإنجاز و دقة اختيار المواد المستعملة ، لاسيما وأن المشروع يكتسي طابعا تراثيا بالنظر لخصوصية المكان و عراقته ، كما أكد على ضرورة تعيين مقاولة متخصصة في المجال .
وسيتم تنصيب، لجنة لمعاينة نوعية المواد المستعملة في عملية التأهيل وإعادة الاعتبار خاصة الحجارة المصقولة، كما أكد الوالي بأن الولاية على استعداد لتخصيص ميزانيات إضافية مستقبلا للمشروع ، في حال تقدمه ونجاحه.
وقد عرفت مشاريع ترميم القطاع المحفوظ لاسيما المساجد العتيقة بالمدينة القديمة بقسنطينة، نجاحا رغم تأخرها لسنوات حيث تم تعيين مؤسسات متخصصة أعادت المساجد إلى سيرتها الأولى وبمواد ذات جودة عالية على غرار ما تم في الجامع الأخضر و حسن باي، وكذا المسجد لكبير و مسجد باشتارزي ومسجد الأربعين شريفا، في انتظار الانتهاء من ترميم سيدي الكتاني و الزاوية التيجانية السفلى ومسجد السيدة حفصة.
وينتظر أيضا الدفع بمشروع ترميم القطاع المحفوظ بالمدينة القديمة، والذي رفع التجميد عن 8 عمليات منه شهر مارس من سنة 2022 ، بعد أن تم تخصيص أزيد من 312 مليار سنتيم لها، ، علما أن وزيرة الثقافة صورية مولوجي قد عاينت السويقة السفلى، العام الماضي، وانتقدت تأخر الانطلاق في العمليات المسجلة، مؤكدة على ضرورة تحضير دفتر الشروط وتحديد خطة طريق لآجال الإنجاز .
وسيتم من خلال عمليات ترميم المدينة القديمة، تهيئة السويقة السفلى من خلال إعادة الاعتبار لواجهة السويقة العمرانية، التي تطل على المدينة وجسر سيد راشد، كما سيتم تهيئة الأزقة و الانطلاق بالأماكن التي انطلقت بها الأشغال خلال التحضير لفعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ونصبت بها أعمدة الصقالة، وكذا الواجهات التي تم تعريتها ثم تركها مهملة لفترة طويلة، في حين تم برمجة إنجاز طريق إلى مدخل الشيخ ابن باديس بدل الطريق الحالي. وقد أكد الوالي على ضرورة استغلال الغلاف المالي بشكل جدي، فيما سيتم أيضا ترميم المباني المتفردة ويتعلق الأمربدار ابن باديس ومطبعته، فضلا عن دار الدايخة والمدبغة والطاحونة ، كما سيتم ترميم 3 فنادق ويتعلق الأمر بالزيت وباشتارزي والخياطين ، كما سترمم أيضا حمامات البطحة بن طوبال بوقفة باي نعمان وسوق الغزل.
لقمان/ق
