بلغ عدد الأشجار التي غُرست بولاية قسنطينة، أزيد من 21 ألف شجرة في عام واحد، وزعت على 119 موقعا بمختلف البلديات، ويتواصل البرنامج الولائي الخاص بالتشجير من أجل جعل قسنطينة ولاية خضراء، خاصة مع المحافظة على الثروة الغابية من الحرائق، بعد الإجراءات الوقائية المعمول بها والتي ساهمت في عدم حدوث حرائق كبيرة خلال سنتي 2023 و2024.
واحتفلت ولاية قسنطينة أول أمس، باليوم الوطني للشجرة الموافق لـ25 أكتوبر من كل عام تحت شعار «معا نحمي و نحافظ على الأراضي الغابية»، بحضور الوالي ومختلف الفاعلين في عدة قطاعات، وتم غرس 1300 شجيرة من أصناف مختلفة على مستوى هضبة زواغي سليمان بمشاركة مختلف القطاعات، الغابات، الجيش الوطني الشعبي، الأمن الوطني، الحماية المدنية والجمعيات المختصة في المجال وأفراد من المجتمع المدني .
وخلال شروحات مقدمة من طرف محافظ الغابات لولاية قسنطينة، أكد هذا الأخير أنه في إطار البرنامج الولائي 15/2024، قدمت ولاية قسنطينة منحة لأجل تهيئة المساحات الخضراء وغرس الأشجار والشجيرات، استغلت في غرس 6246 شجرة على مستوى 33 موقعا عبر كل بلديات الولاية، على غرار حواف الطرق بكل من بلديات بن باديس وزيغود يوسف، ديدوش مراد، بن زياد وقسنطينة، إضافة إلى الخروب.
ومست الحملة أيضا المنشآت الرياضية على غرار الملعب نصف الأولمبي 5 جويلية 1962 بعلي منجلي، وكذا المديريات العمومية على غرار السياحة والمجاهدين ومقر محافظة الغابات والمؤسسات التربوية منها بسيكري بحامة بوزيان والصادق حماني، والمعاهد على غرار المعهد الوطني للتكوين شبه الطبي، وبعض المرافق السياحية على غرار الجسر العملاق نحو حي المنصورة، إضافة إلى مجمعات سكنية مثل الرتبة ببلدية ديدوش مراد، وحدائق عمومية ومداخل ومخارج لمدن كبيرة.
وشملت العملية الخاصة بموسم 2023/2024، غرس 21592 شجرة على مستوى 119 موقعا بمختلف بلديات الولاية شملت المناطق شبه الحضرية، المقابر، المساجد، الأحياء، مؤسسات الدولة المختلفة، الجامعات ومراكز التكوين والغابات، ساهمت في تحسين صورة قسنطينة الخضراء مقارنة بما كانت عليه قبل سنوات.
كما ضم البرنامج القطاعي للتمنية، تسيير 11 عملية في موسم 2023/2024، منها 3 عمليات منتهية و3 في طور الغلق، وتتمثل في إعادة تهيئة برج المراقبة وهو مشروع في طور الغلق، تهيئة خنادق مضادة للنار على مساحة 34 هكتار، أنجز منها على مسافة 30 هكتار وهو مشروعه في طور الغلق، وكذلك فتح مسالك غابية على مسافة 15 كلم أنجزت بشكل كامل، وأشغال حراجية على مساحة 410 هكتار وهو مشروع في طور الإغلاق، وتهيئة مسالك غابية على مسافة 58 كلم لا زالت في طور الانجاز، فتح خنادق مضادة للنار على مساحة 40 هكتار، إعادة التشجير على مساحة 20 هكتار، فتح خنادق مضادة للنار على مساحة 7.5 هكتار، فتح مسالك غابية على مسافة 13 كلم، أشغال حراجية على مساحة 140 هكتار، تهيئة مسالك غابية على مسافة 21.5 كلم، واستفادت محافظة الغابات لولاية قسنطينة مع مطلع سنة 2024، لتسيير كلا البرنامجين 2023 و2024، اعتمادات مالية قدرت بما يقارب 210 مليون دينار.
وصرح الوالي الذي أشرف على عملية التشجير بحي خزندار في زواغي سليمان، أن السلطات تعمل على تجسيد برنامج على مدار السنة يشمل كل البلديات في الولاية، موضحا أن قسنطينة أصبحت اليوم عبارة عن حديقة كبيرة، خاصة وأن تستفيد من برنامج كبير، مضيفا أن ما قامت به مصالحه في البداية هو إنشاء 3 مؤسسات مختصة في تسيير المساحات الخضراء، وأردف قائلا أن قسنطينة أصبحت معروفة بحدائقها وأزهارها وأشجارها، منوها بعدم تعرض غابات الولاية لأي حرائق كبيرة، مرجعا الفضل للإستراتيجية المتبعة في هذا المجال، مبرزا منها تنصيب أرتال على مستوى الغابات المعروفة بالحرائق وهذا من أجل التدخل السريع، ما حافظ على الغابات لحد اليوم.
كما ألقى محافظ الغابات شروحات متعلقة بعدد الحرائق المسجلة سنة 2023، موضحا أن مصالحه لم تسجل أي حريق معتبر من بين 129 تدخل داخل الغابة وخارجها، فيما أوضح أنه تم تسجيل سنة 2024، 3 حرائق من بين 190 تدخلا داخل وخارج الغابات، مؤكدا أن الأول نشب بعين برناز في بلدية عين عبيد وجاء على 0.75 هكتار، والثاني في جبل الوحش ببلدية قسنطينة، وجاء على 1.7 هكتار من الأحراش، والأخير يتمثل في حريق على مستوى غابة الهداج ببلدية بن بايدس وجاء على 4 هكتار في الغابة و13 هكتار أحراش.
كما أوضح المتحدث عن جهاز الوقاية الذي ساهم في تحقيق هذه النتائج الممتازة، موضحا أنه تم الاعتماد على نفس جهاز الوقاية المطبق الموسم الماضي، الذي أقره الوالي، وهذا لنجاعته، موضحا أنه تم اعتماد تنصيب 5 مراكز تخييم للتدخل ضد الحرائق، 3 منها مشتركة مع الحماية المدنية بمنطقة شقرف، شطابة وبني يعقوب ومخيمين خاصين بإدارة الغابات بالمحمية الطبيعية بجبل الوحش والكنتور مع تشكيل فرقة دعم على مستوى المحافظة.
وتمت المصادقة على قرار رقم 74 المؤرخ في 9 جانفي 2024، المتضمن المصادقة على مخطط التدابير الوقائية من الحرائق الغابات على مستوى ولاية قسنطينة لموسم 2024 تمت المصادقة على قرار رقم 73 المؤرخ في 9 جانفي 2024، المتضمن إنشاء مراكز لمراقبة الحدائق الغابية على مستوى الولاية، إضافة إلى المصادقة على مخطط مكافحة الحرائق الغابات لسنة 2024، مع تنصيب اللجنة العملياتية الدائمة للولاية يوم 15 جانفي من السنة الجارية، وتمت مراسلة كل الشركاء التقنيين من اجدل القيام بالأشغال الوقائية كل في مجال اختصاصه مع ضرورة الانتهاء قبل الفاتح من جوان 2024، موعد انطلاق الموسم.
وأضاف المتحدث أنه تم تنظيم دوريات استطلاعية يومية بمعدل 90 دورية أسبوعية بالمناطق الغابية التي تشهد أكثر توافدا للمواطنين مع إخماد مواقد الشواء، والقيام بعمليات التحسيس للمواطنين، خلال الأعياد والأيام التي تنظمها أو تشارك فيها محافظة الغابات ولسكان الأرياف والمجاورين للغابات من خلال القيام بعمليات التحسيس، إضافة إلى برمجة دوريات يومية لأعوان المحافظة دون إغفال دور المعارض، المحاضرات والعمليات التطوعية لتنظيف الفضاءات الغابية، إضافة إلى وضع لافتات تحسيسية بمختلف المناطق.
كما وفرت ذات المصالح إمكانيات مادية تتمثل في شاحنة صهريج و13 سيارة تدخل أولي و11 سيارة ربط، أما الموارد البشرية فتتمثل في 101 ضابط وعون غابات و63 عاملا مؤقتا، كما استغلت شبكة الاتصال اللاسلكي والتي تغطي كامل تراب الولاية موزعة على محطتين للربط، و5 محطات نصف ثابتة، اثنتين منها للمقاطعات و3 للأقاليم، ومحطة ثابتة لمحافظة الغابات و21 محطة متحركة للسيارات، و20 محطة محمولة،
أما بخصوص الجانب التنظيمي، فأكد محافظ الغابات أنه تم تنصيب مختلف اللجان متمثلة في 24 لجنة خاصة بسكان الأرياف، 12 لجنة عملياتية للبلديات و 7 لجان دوائر عملياتية، مضيفا أن إجراءات الكشف والمكافحة تمثلت في تأمين المناوبة 24 ساعة على 24، على مستوى مختلف هيئات المحافظة سواء كانت محافظات أو مقاطعات أو أقاليم.
حاتم / ب