انطلقت، أمس، المرحلة الثالثة من الطبعة الثالثة لفعاليات الأيام المفتوحة للترقية الصحية، حيث ستشمل 65 منطقة ظل عبر مختلف البلديات، كما ستتواصل على مدار 15 يوما، فيما استفاد سكان قرية الحمايد بعين سمارة من فحوصات في مختلف التخصصات لاسيما الكشف عن مرض السكري، الذي يسجل تزايدا كبيرا في أوساط المواطنين، وقد تم اكتشاف العديد من الحالات ضمن الطبعات السابقة .
واختارت مديرية الصحة، في طبعتها الأخيرة للفعاليات المفتوحة للترقية الصحية بمناطق الظل، شعار خدمتكم واجبنا وصحتكم مسؤوليتنا، حيث أكد المكلف بالاتصال بمديرية الصحة، بأنها ستمتد ما بين الفترة 19 نوفمبر إلى 5 من الشهر المقبل، كما ستشمل 65 منطقة ظل وقرية نائية، بمختلف بلديات الولاية.
وأبرز المكلف بالاتصال، أن مختلف المؤسسات العمومية الجوارية، والمستشفيات ستشارك ضمن هذه الطبعة والتي ستكون الأخيرة في العام الجاري، حيث سيتم التركيز على فحوصات الكشف عن مرض السكري، فضلا عن تلقيح أكبر عدد ممكن باللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية، كما سيتم أيضا تقديم فحوصات من طرف متخصصين في طب النساء والأطفال والأمراض العقلية والقلب، وكذا عن الأمراض الصدرية وجراحة الأسنان والطب الداخلي .
وقد سخرت مديرية الصحة، في خرجتها إلى قرية الحمايد ، التابعة إقليميا لبلدية عين سمارة، طواقم طبية المؤسسة العمومية الجوارية العربي بن مهيدي، كما وفرت إمكانيات مادية لإجراء الفحوصات، فضلا عن سيارة إسعاف لنقل الوضعيات الاستعجالية، كما عرفت الخرجة الميدانية حضور متخصصين في الأمراض المعدية والباطنية وطب الأطفال، وأطباء أسنان و عامين وشبه طبيين ومساعدين اجتماعيين ونفسانيين.
وقد تم الوقوف على العديد من الحالات المرضية ، حيث تم فحص مواطنين من مختلف الفئات العمرية، وتمت استجوابهم عن وجود أعراض لمرض السكري على غرار جفاف الفم والعطش والبول المتكرر والتعب والإرهاق دون سبب، فيما تم فحص أطفال ومراقبة دفاترهم الصحية فضلا عن صحة أسنانهم وتم الوقوف على عدم قيام عدد منهم بالاعتناء بها ، في حين تقديم نصائح وتوجيهات طبية وأدوية وفيتامينات للعديد من الأشخاص، الذين استفادوا من فحوصات عادية.
وتفتقد المنطقة، التي يقطنها قرابة 400 ساكن إلى أي مرفق صحي أو قاعة علاج، حيث يتنقلون إلى العيادة متعددة الخدمات بمقر البلدية أو إلى المستشفى الجامعي مباشرة، إذ أكدوا بأن مقر البلدية قريب جدا ولا يبعد عنهم إلا بثلاثة كيلومترات ، لكنهم طالبوا بفتح قاعة للعلاج على الأقل للاستفادة من الفحوصات العادية.
وذكر المكلف بالاتصال بالمديرية، أن الطبعة السابقة المنظمة شهر أوت المنصرم، قد تم من خلالها إجراء أزيد من 1670 فحصا على مستوى 53 منطقة ظل ، كما سيتم في هذه الخرجات تقديم أكبر عدد من الفحوصات، مع التكفل بهم في نفس اليوم سواء من خلال إجراء التحاليل و الفحص بالأشعة، في حين سيتم العمل على متابعتهم بشكل دوري، مع تفعيل دور الاستشفاء المنزلي للحالات الخاصة، حيث سيتم تدعيم مختلف المؤسسات بسيارات الإسعاف، مؤكدا أن مختلف المؤسسات ستمنح لسكان هذه المناطق الأولوية، حين التحاقهم بمختلف المؤسسات الصحية.
وأكد محدثنا، أن هذه الخرجات تميزت عن غيرها، بتنوع الخدمات الصحية مقارنة بالمواسم السابقة وذلك بفضل تدعيم الفرق الطبية التابعة للمؤسسات العمومية للصحة الجوارية بممارسين أخصائيين، كما عرفت طبعات هذه السنة مشاركة متخصصين من المستشفى الجامعي، و أشار إلى تحويل العديد من الحالات لتلقي علاجات متخصصة وبرمجة حالات للعلاج في المنزل، كما سجلت وضعيات مرضية سيكولوجية وعقلية على غرار التوحد والتأخر في النطق بالإضافة إلى إعاقات ذهنية وحركية.
وتأتي هذه المبادرة، التي انطلقت منذ أزيد من عامين ، في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تحسين التغطية الصحية في المناطق النائية، حيث تؤكد مديرية الصحة، أن هذه القوافل ليست مجرد إجراءات ظرفية، بل جزء من خطة متكاملة تشمل تعزيز التوعية الصحية وتوفير متابعة دقيقة للحالات المكتشفة.
وأشار المكلف بالاتصال بمديرية الصحة، إلى أن هذه الخرجات الميدانية ليست فقط لتقديم الفحوصات، بل أيضا لتعزيز الوقاية الصحية، من خلال حملات توعوية تستهدف مختلف الفئات العمرية، وخاصة في ظل ارتفاع معدل الإصابة بأمراض السكري وضغط الدم، كما أبرز بأن أهمية هذه المبادرات تكمن في تقليص الفوارق الصحية بين المناطق الحضرية والقرى النائية، لاسيما وأنها تفتقر إلى البنى التحتية الصحية الأساسية.
وأشاد مواطنون، بمجهودات الفرق الطبية المتنقلة التي أظهرت التزاما كبيرا بتقديم الرعاية الصحية رغم التحديات المادية و اللوجستية التي تواجهها، مؤكدين على أهمية استمرار مثل هذه الحملات، وتوسيع نطاقها لتشمل زيارات دورية ومتابعات ميدانية للحالات المستعصية، التي لا تستطيع التنقل إلى المؤسسات الصحية.
لقمان/ق