سجلت لجنة النقل بالمجلس الشعبي الولائي انزلاقات بأرضية سكة ترامواي قسنطينة بالقرب من جامعة منتوري، ما تسبب في بطء حركة العربات وتأخر وصولها بين محطتي علي منجلي وباقي المحطات، حيث يأتي هذا الخلل التقني في ظل الاعتماد المتزايد على الترامواي كوسيلة نقل رئيسية بين المدينتين القديمة والجديدة.
و أوضح رئيس لجنة النقل بالمجلس الشعبي الولائي، مشاطي محمد في اتصال بالنصر، بأنه قد تم تنظيم خرجة ميدانية رفقة عضوي المجلس بوبكر بن حمودة وحميد بوشوشة، وكذا مدير مؤسسة سيترام المسيرة للترامواي، وذلك من أجل معاينة الأضرار، فضلا عن تقديم توصيات لحل المشكلة بشكل عاجل، بما يضمن استمرارية الخدمة والحفاظ على سلامة الركاب، مشيرا إلى ضرورة التكفل بهذه المشكلة بشكل عاجل قبل توسعها، إذ وفي حال استمرار الوضع على حاله فإن هذه الوسيلة ستتوقف عن الخدمة.
وسبق وأن تم تسجيل اختلالات تقنية في وقت سابق على المقطع الرابط بين محطتي فضيلة سعدان والأمير عبد القادر، حيث تم إعادة تهيئة جزء منه ، حيث تؤكد مؤسسة سيترام بشكل دائم في إعلاناتها الموجهة للركاب، بأنها تعمل وبشكل دوري إلى تعزيز مراقبة وصيانة البنية التحتية بشكل دوري، والتي كان آخرها يوم الجمعة الماضية.
ويساهم ترامواي قسنطينة، الذي يربط بين المدينتين القديمة والجديدة بعلي منجلي، في التقليل من أزمة النقل الحضري ، خاصة في ظل الاكتظاظ الكبير في مدينة علي منجلي، التي تجاوز عدد سكانها 500 ألف نسمة، حيث يمثل حلا استراتيجيا وفعالا لمشكلة نقص وسائل النقل التقليدية، على غرار سيارات الأجرة والحافلات، التي غالبا ما تكون غير كافية لتلبية الطلب المتزايد، كما أن سعر التذكرة المحدد بـ 40 دينارا، جعل منه وسيلة اقتصادية تناسب مختلف الفئات الاجتماعية، بما في ذلك الطلبة، والموظفين، كما أن المسار الذي يمتد على طول 18.4 كيلومتر، يربط بين مناطق استراتيجية ويسهل الوصول إلى مختلف المرافق الحيوية، لاسيما الجامعات والمراكز التجارية الكبرى بعلي منجلي.
وقد قامت مؤسسة «سيترام» بإجراءات لتحسين خدمات الترامواي، تضمنت إضافة عربات جديدة ضمن المسار مما قلص مدة الانتظار بين العربات إلى 5 دقائق بدلاً من 7 دقائق خلال ساعات الذروة، حيث أن هذا التحديث ساهم في زيادة قدرة الترامواي على استيعاب الأعداد المتزايدة من الركاب، إذ بلغ عدد المسافرين الذين استخدموا الترامواي خلال السنة الماضية أزيد من 17 مليون مسافر، وهو رقم قياسي يعكس مدى الإقبال الكبير على هذه الوسيلة منذ انطلاق تشغيلها في 2013.
ويسجل الترامواي اكتظاظا كبيرا على مدار اليوم، لاسيما في العام الجاري، حيث تم إعادة تفعيل الاتفاقية بين مديرية الخدمات الجامعية بعين الباي ومؤسسة سيترام ومن خلالها تم تقليص عدد حافلات النقل الجامعي، بما دفع بإدارة الخدمات إلى المطالبة، بإضافة عدد العربات لاسيما في أوقات الذروة لتسهيل تنقل الطلبة.
ورغم التحديات التقنية والاكتظاظ المسجل ، إلا أن ترامواي قسنطينة يبقى وسيلة نقل توفر خدمات بكافة شرائح المجتمع، حيث تحول إلى العمود الفقري للنقل الحضري في قسنطينة، كما ساهم في تخفيف الضغط على الطرقات وتقليل التلوث البيئي الناتج عن استخدام وسائل النقل التقليدية، كما أنه يعزز من حركة النشاط الاقتصادي بين قسنطينة وعلي منجلي، حيث يمكن للركاب التنقل بسهولة بين المدينتين للوصول إلى أماكن عملهم أو قضاء احتياجاتهم اليومية، فيما تسعى السلطات إلى توسيع الخط إلى التوسعة الغربية بعلي منجلي، التي تعد قطبا حضريا جديدا يضم الآلاف من السكنات.
لقمان/ق