أعادت السلطات الولائية بعث مشروع درب السياح بمدينة قسنطينة، حيث تم إسناده لمديرية الأشغال العمومية بدل السياحة، فيما تم تعيين مكتب دراسات جديد بصفقة تجاوزت ملياري سنتيم.
وبعد سنوات من التعثر، أعلنت مديرية الأشغال العمومية عن منح صفقة دراسة إنجاز درب السياح لتجمع مكاتب دراسات ، وذلك بمبلغ يزيد عن ملياري سنتيم كما حددت أجال الدراسة بأربعة أشهر، علما أن العملية كانت تسير من طرف مديرية السياحة لكن يبدو أن السلطات قد حولت المشروع إلى قطاع الأشغال العمومية، الذي يتوفر على كفاءات أكثر تقنية فضلا عن خبرة في تسيير المشاريع صعبة الإنجاز. وقد حاولت السلطات الولائية إنجاز درب السياح في العديد من المناسبات لكن كل المحاولات السابقة لبعث الروح فيه باءت بالفشل، إذ أن المشروع أسند في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، إلى مجمع جزائري فرنسي، انسحب بعد ذلك، ليتم في 2015 الاتفاق مع مجمع تراجع بدوره، ليتوقف المشروع إلى غاية 2018، ثم تم تعيين مكتب دراسات متعدد التقنيات من سطيف لإعادة بعث مخطط الاسترجاع، بينما كلفت الشركة الوطنية للجسور و المنشآت الفنية الكبرى «سابتا» بالإنجاز، لكن كل العمليات لم تر النور بالنظر إلى صعوبة الموقع و حساسية بعض النقاط، التي تشهد انهيارات صخرية، ناهيك عن صعوبة التحكم في التسربات المائية وفسخت ولاية قسنطينة، العقد مع مؤسسة سابتا العمومية ، حيث أكد وزير السياحة الأسبق الذي عاين المشروع قبل قرابة سنتين بأن المكتب السابق تماطل في إنجاز الدراسة رغم تسجيل المشروع في سنة 2014 ، مشيرا إلى أن عملية الإنجاز صعبة جدا، لكن توجد إرادة لدى السلطات الولائية من أجل تجسيد المشروع الذي أكد أن تمويله المالي متوفر.
وقد تم تقسيم المشروع إلى 13 وحدة مستقلة، كما سينجز على مراحل وسيتم الانطلاق في المراحل السهلة، حيث وضعت السلطات هدف إعادة بناء كيلومترين من هذا المسار التاريخي والسياحي، قبل التنقل تدريجيا إلى النقاط الصعبة .
ويعد درب السياح في قسنطينة واحدا من المعالم السياحية الجميلة والمميزة في المدينة، حيث يقع على ضفاف مضيق وادي الرمال، ويبلغ طوله حوالي 2800 متر، علما أن جزءا من هذا المسار كان موجودا في زمن الرومان، مما سمح لهم بالوصول إلى حمامات قيصر.
وقد قام المهندس الفرنسي ريميس عام 1895 بإنجاز ممر للسياح ، يمتد بمحاذاة وادي الرمال ابتداء من جسر الشيطان مرورا بحمامات القيصر، إلى أن يصل إلى النفق تحت جسر سيدي مسيد، و تتخلل هذا الدرب العجيب مناظر جميلة كثيرا ما أغرت السيــاح و لفتت انتباههم، و لكن حاليا لم يتبقَ منه إلا أثاره المترامية بمحاذاة الصخر العتيق و تحت الجسور المعلقة ، إذ يعمد الكثير من الهواة اليوم إلى المخاطرة من خلال السير في ما تبقى من آثاره.
لقمان/ق