شرعت مديرية الموارد المائية بالتنسيق مع مؤسسات عمومية في عملية تطهير وتنظيف واسعة لوادي الرمال بقسنطينة، فيما يسجل الوادي تدهورا عبر مختلف أجزائه، حيث تلاشت المساحات الخضراء كما تحول مساره إلى مكب لمختلف أنواع النفايات وصرف مياه الصرف الصحي كما تشكلت به كتل ضخمة من الأوحال.
وأفاد مدير تجزئة الموارد المائية بدائرة قسنطينة، بأن مديرية الموارد المائية شرعت في حملة واسعة لتطهير وتنظيف وادي الرمال، حيث تأتي العملية في إطار الصيانة الدورية لمجرى الوادي وتنقيته من مختلف الأمطار وكذا الأشجار والأوحال التي تسحبها المياه على طول المجرى ، مشيرا إلى أن الحملة تتم بمشاركة شركة سياكو ومؤسسات بلدية، فضلا عن مساهمة مؤسسة خاصة. وقد وقفت النصر على تدهور في مشروع وادي الرمال حيث لاحظنا تحول مجراه إلى ما يشبه المفرغة العمومية، لاسيما على مستوى المنطقة الصناعية بالما وجنان الزيتون إلى غاية جسر الشيطان، إذ صار مكبا لمختلف أنواع النفايات الصلبة والهامدة، فيما يتم رمي النفايات يوميا به على مستوى كاف شداد وجنان الزيتون، فيما يعمد سكان الحي القصديري ببالما إلى رمي كل شيء به.
وتشهد المساحات الخضراء التي أنفق على غرسها مبالغ مالية معتبرة تدهوا ، حيث تآكل العشب الأخضر على طول المسار نتيجة انعدام التكفل به منذ سنوات، فيما تحولت هذه الفضاءات إلى أماكن جرداء تغطيها الأكياس البلاستيكية والفضلات، في حين آتت قطعان الأغنام على ما تبقى منها فيما تم حرق العشب في العديد من النقاط.
وعلمنا أن كل محاولات إسناد مشروع تهيئة وادي الرمال لمؤسسة عمومية لتسيير مساحته قد باءت بالفشل وذلك لارتفاع التكاليف وعدم وجود الجهة الممولة ، علما أن السلطات قد وضعت خلال إطلاقها للمشروع هدفا بتحويل المجرى إلى مكان لتجول العائلات والرياضيين لكن أصبح التجول بمساراته أمرا صعبا .
وقد تم تحطيم الكراسي وانتزاعها من مكانها، كما تم اقتلاع أجزاء من السياج الحديدي وسرقت حاويات النفايات، فيما يعد مسار الوادي بالقرب من محطة المسافرين ومنعرج حي كاف شداد باتجاه حديقة باردو النقطة السوداء الكبرى، حيث تشكلت كتلة ضخمة من الأوحال والنفايات، تسببت في تضيق مجرى الوادي بشكل كبير زاد الأمر حدة ظهور شبه مفرغة للنفايات على مستوى المساحات الخضراء.
وتعد الأشغال غير المنجزة على مستوى المحطة الشرقية للمسافرين، نقطة سوداء قدمت صورة سلبية عن مدخل المدينة إذ تعد تلك النقطة واجهة لها، علما أنه لم يتبق سوى مقطع صغير يقدر طوله بحوالي كيلومتر، فقد تدهورت وضعية الوادي في تلك المنطقة التي تمتد أسفل حي بن تليس إلى غاية التقاء واديي الرمال و بومرزوق بحي كاف شداد، إذ من المنتظر أن يتم إسناد ذلك الجزء إلى مؤسسة لاستكمال ما تبقى من المشروع.
وطالب منتخبو المجلس الشعبي الولائي، في مختلف دورات المجلس الشعبي الولائي بضرورة الحفاظ على هذا المشروع الضخم الذي كان من المفترض أن يتحول إلى متنزه للقسنطينين، لكنه بحسبهم، أصبح مصبا للنفايات وبؤرة تلوث رغم إنفاق المئات من الملايير على إنجازه، حيث طالبوا بضرورة تدخل السلطات لإنقاذ المشروع، محذرين من تدهور أكبر له في حال استمرار الوضعية الحالية لاسيما وأنه يعبر حظيرة باردو التي صارت مقصدا للعائلات .
ل/ق
