لوحظ مؤخرا شروع مواطنين في تشييد سكنات ريفية على بُعد أمتار من وادي «الشعبة»، الذي يمر على حي قايدي عبد الله ببلدية حامة بوزيان بقسنطينة، رغم أنه ألحق سابقا أضرارا بالبنايات القريبة منه، في وقت تؤكد مصالح البلدية أن خطر الفيضانات لا يهدد السكان، حسب دراسة أعدتها لجنة تقنية. و وقفنا بعين المكان على وجود ورشات و أساسات بنايات ريفية بمحاذاة المجرى، لا تبعد عنه إلا بأمتار قليلة، ما يدفع للتساؤل عن مصير هذه السكنات في حالة فيضان الوادي، الذي يعتبر، حسبما أكده لنا سكان منطقة قايدي، مصبا للكثير من الشعاب بأعالي جبل قرقرة بشطابة و يزداد منسوب مياهه عند تساقط الأمطار الطوفانية، حيث يجرف معه الأوحال و الحجارة و يداهم العديد من منازل السكان القريبين منه و حقول فلاحي المنطقة، مثلما حدث قبل حوالي 10 سنوات، عندما شردت العديد من العائلات و هلكت الحيوانات و تعرضت المحاصيل الزراعية للتلف، مما اضطر السلطات المحلية آنذاك، للتدخل و تقديم مساعدات للمتضررين من أجل إعادة ترميم مساكنهم، حسب قاطني المنطقة. و ذكر سكان القرية بأن المسؤولين في سنوات الثمانينيات، قرروا إزالة كل السكنات المجاورة للوادي و منها التجمع السكني القديم المعروف باسم «الصاباط» بعد أن اجتاحته فيضانات الوادي، حيث منحوا إعانات البناء الذاتي للعائلات قصد ترحيلها إلى مناطق أخرى بعيدة عن خطر الفيضان، لكن العملية لم تستكمل في بداية التسعينات، لتعود مشكلة البناء الفوضوي للظهور، كما يشتكي بعض الفلاحين من تقلص عرض الوادي ما تسبب في تحول المياه نحو حقولهم، و إتلاف العديد من المحاصيل و الأشجار المثمرة. و قد حاولنا الاتصال برئيس بلدية حامة بوزيان للحصول على توضيحات منه حول الموضوع، لكن تعذر علينا ذلك، فيما أكد لنا منتخبون بأن اللجنة التقنية للبلدية و بالتنسيق مع المصالح المعنية أعدت دراسات ميدانية، أظهرت أن تشييد سكنات ريفية بالمنطقة لا يشكل أية خطورة، لكونها «بعيدة» عن الوادي، للعلم فإن بلدية حامة بوزيان تعرف نقصا في الأوعية العقارية المخصصة للبناء نظرا لطابعها الفلاحي.
أسماء بوقرن