بلغت حوادث المرور خلال الأيام الأخيرة بقسنطينة حدا مخيفا، بعد سقوط 5 قتلى في أقل من أسبوعين، ما أثار استياء المواطنين الذين طرحوا تساؤلات حول أسباب وقوع هذا الكم من الحوادث في ظرف قصير، فيما أشار آخرون إلى تزامن بعضها مع إزالة الحواجز الأمنية التي ساهمت، حسبهم، في الحد من هذه الظاهرة خلال العام الماضي. وقد كان آخر هذه الحوادث، الذي وقع عشية أول أمس في منطقة سيساوي، حين دهست حافلة لنقل المسافرين طفلا عمره 7 سنوات فارق الحياة بعين المكان، و قبلها بيوم واحد وقع تصادم بين سيارتين بالطريق الرابط بين مدينتي عين اسمارة و علي مجلي، أدى إلى وفاة أحد السائقيْن، فيما شهدت نهاية الأسبوع الماضي حادثين مؤسفين في اليوم ذاته، إثر تعرض سائقي دراجتين ناريتين إلى الدهس من قبل سيارة وشاحنة بكل من حي 5 جويلية و بلدية ابن زياد على التوالي، ما أدى إلى وفاتهما في عين المكان، و قبل ذلك بأيام قليلة، شهد “منحدر الموت” بحي بوذراع صالح حادثا خطيرا أودى بحياة شاب في العشرينات من العمر و أصيب إثره 16 شخصا، بعد انحراف حافلة تعمل بين العاصمة و عنابة. و خلف هذا العدد الكبير من الحوادث استياء كبيرا وسط المواطنين، الذين أبدوا تخوفا من تفاقم الوضع، فيما أشار كثيرون إلى أن بعض الأماكن لم تشهد وقوع حوادث مرور منذ مدة طويلة بسبب تواجد حواجز أمنية على مستواها، غير أن إزالتها سمح، حسبهم، لمستعملي الطريق بالإفراط في السرعة و بالتالي التسبب في حوادث خطيرة، مثلما وقع بحي 5 جويلية و منطقة سيساوي، اللذين كانا يضمان حاجزين للشرطة و الدرك، طيلة العام الماضي.المكلف بالإعلام بالمجموعة الإقليمية للدرك، أكد بأن الحواجز التي تم إزالتها مؤخرا، أقيمت خصيصا بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، فيما صدرت أوامر بإزالتها بعد نهاية التظاهرة من نقاط سيساوي و حامة بوزيان و الكيلومتر الرابع، مؤكدا بأنها ستكون على شكل حواجز مؤقتة مستقبلا و في أماكن مختلفة، كما نفى أن تكون إزالتها سببا مباشرا في وقوع حوادث المرور، التي أكد بأن المواطنين و السائقين الذين لا يلتزمون بقواعد السير، هم من يتحمّلون مسؤوليتها، مشيرا إلى أن مجهودات مصالح الدرك التي ساهمت في انخفاض الحوادث بنسبة 30 بالمائة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية.من جانبه نفى المكلف بالاتصال على مستوى أمن ولاية قسنطينة، أن يكون إزالة حواجز الشرطة في بعض الأماكن سببا في وقوع الحوادث، مؤكدا بأن مصالح الأمن تعمل على تأمين المواطنين في جميع الأماكن و الظروف، حيث قال بأن الكثير من المواطنين يفتقرون إلى الثقافة المرورية اللازمة، إضافة لعدم احترام فئة كبيرة للقوانين، ما يؤدي، حسبه، إلى وقوع حوادث خطيرة.
عبد الرزاق.م