إنقــــاذ غريــــق في منــــاورة بالمجمـــع المــائــــي بعين سمــــارة
أجرت مصالح الحماية المدنية بقسنطينة يوم أمس، مناورة تمثيلية لمحاكاة عملية إنقاذ شاب غرق في تجمع مائي بمدخل بلدية عين سمارة، في إطار حملة تحسيس بخطر السباحة في الأماكن الممنوعة، حيث دُق ناقوس الخطر بعد أن وصل عدد قتلى البرك إلى 14 خلال خمس سنوات بالولاية، في وقت يشتكي فيه الشباب من شبه انعدام للمسابح.
ونُظمت عملية التحسيس من طرف مديرية الحماية المدنية بالتنسيق مع جمعية شباب مثقفي سيرتا القرن 21، كما شارك فيها عناصر من الدرك الوطني وأمن ولاية قسنطينة، حيث كان التجمع المائي على مستوى الكلم 13 بعين سمارة الوجهة الأولى، وقد التقينا فيه بمجموعة من الشباب والأطفال وُزعت عليهم مطويات تحمل تحذيرات من خطر السباحة في النوافير والتجمعات المائية، لكن معظم المعنيين نفوا اللجوء إلى المكان للعوم، باستثناء عدد قليل منهم قالوا لنا إنهم يفرون من حرارة الصيف المرتفعة إلى المياه، من أجل العوم رغم معرفتهم بالمخاطر المحدقة بهم.
وقام عناصر الحماية المدنية بمناورة لمحاكاة الإجراءات الحقيقية المتخذة في عملية إنقاذ أحد الغرقى في المجمعات المائية، شارك فيها شاب، حيث دخل أحد الغطاسين وقام بإخراجه قبل أن يتلقى الإسعافات الأولية وينقل إلى سيارة الإسعاف، كما أجريت محاكاة لتلقي إبلاغ عن وفاة بالغرق في بركة على مستوى مقر وحدة التدخل بجنان الزيتون، حيث يلاحظ على الموقع وجود كميات كبيرة من الطمي والأوحال التي قد تبتلع من يسبح في أية لحظة، خصوصا وأنه لا يمكن تقدير عمق المياه الراكدة بها، فضلا عن خطر الارتطام بالصخور، بحسب ما ورد في المطويات التحذيرية التي وزعت على المعنيين.
وأفاد بعض قاطني السكنات القريبة من التجمع المائي المذكور، بأنهم يحذرون أطفالهم دائما من التوجه إلى المكان للسباحة لحمايتهم من خطر الغرق، لكنهم غالبا ما يتوجهون إليه لأنهم لا يملكون مكانا آخر للسباحة، في ظل انعدام ما يكفي من المسابح وأماكن الترفيه وقضاء الوقت على حد تعبيرهم. وأضاف محدثونا بأنه تم تسجيل حالات غرق من قبل في المكان المذكور، وهو ما أكده لنا الملازم الأول طافر نور الدين، المكلف بالإعلام على مستوى المديرية الولائية للحماية المدنية، حيث سجلت، بحسبه، حالة في نفس المكان خلال السنة الماضية. كما أضاف المكلف بالإعلام بأن عدد حالات الوفاة الناجمة عن السباحة في المجمعات المائية والسدود والبرك بقسنطينة، قد وصل إلى 14 خلال السنوات الخمسة الماضية، ومنها حالتان سجلتا خلال الصيف الجاري، وقعت في قرى بلاد النمشة ببني حميدان و ميهوبي بزيغود يوسف وبني يعقوب بابن باديس وبالمكان المسمى سنوسي بعين عبيد و كذلك بالكيلومتر 13 بعين السمارة وبمنطقة تسمى أولاد الخنقي بالخروب. ووصف نفس المصدر الأرقام المذكورة بالخطيرة والموجعة، قائلا إنها ما يدفع الحماية المدنية وجميع الجهات إلى التحرك لوضع حد للظاهرة المذكورة بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، خصوصا وأن السباحة في أماكن مماثلة ممنوعة، كما دعا الأولياء إلى لعب دورهم في منع أبنائهم من العوم في الأماكن الخطيرة، وهو نفس ما ذهب إليه فاتح بن عبد القادر رئيس جمعية مثقفي سيرتا المشارك في حملة التحسيس. وشملت العملية أيضا نافورة زواغي سليمان، التي تشكل مركز استقطاب لمئات الأطفال الذين حولوها إلى ما يشبه الشاطئ، خصوصا وأنها تقع في مساحة خضراء مهيأة لاستقبال المواطنين، رغم الأمراض التي تهددهم فيها على غرار التيفوييد والكوليرا.
سامي.ح