عائــلات تـعيـش بيـن الــردوم بــ «مـزرعـــة جيـــرار»
خلّفت عمليات إعادة الإسكان التي مست 1336 عائلة من عدة أحياء هشة بمدينة قسنطينة، خلال الأشهر الأخيرة، العديد من الأسر بدون مأوى، و من بينها بعض الحالات على مستوى مزرعة جيرار المجاورة لملبنة نوميديا، حيث يقطن أفرادها و بينهم أطفال، داخل أكواخ لا تتوفر على أدنى ظروف السلامة، و باتوا يناشدون السلطات بانتشالهم من معاناتهم، بعد أن «أقصيوا» خلال الترحيلات السابقة.
بالمكان المسمى «ضيعة جيرار»، على الطريق المؤدي نحو حي شعاب الرصاص و وسط أكوام الردوم و مخلفات الهدم و الحجارة المتناثرة، و التي كانت تشكل قبل أشهر قليلة عشرات البيوت، تقع في الوقت الحالي بعض الأكواخ المبنية من القصدير و الألواح الخشبية، و قطع البلاستيك و القماش التي تغطي الأسقف لحماية سكانها من الأمطار و عوامل المناخ، والتي اضطر أصحابها لإعادة بنائها، حتى لا يبقوا في العراء على حد تأكيدهم، فيما لا تزال عدة أسر تقطن بيوتا هشة لم يتم هدمها، لأنها ملاصقة لبناية قديمة تقع في المكان و تعد على ما يبدو ملكية خاصة.
قاطنو هذه الأكواخ و معظمهم من الشباب المتزوجين حديثا، لديهم أطفال عمر بعضهم لم يتجاوز الشهرين، حسب ما أوضحوه لنا، حيث اضطروا إلى إقامة أكواخ جديدة بعد أن هدمت بيوتهم الهشة، و هم يعانون منذ 16 جويلية الماضي، تاريخ ترحيل 80 عائلة من المكان، بين الركام و الحشرات و الفئران، إضافة إلى القمامة المنتشرة في الأرجاء، ما جعلهم معرضين للبرد و الحرارة و الأمطار، إضافة إلى انعدام الأمن بسبب خلو المكان من السكان و بُعده عن الطريق.
السكان أكدوا أن 32 عائلة لا تزال موجودة في المكان، البعض منها اضطر أفرادها إلى الانتقال للعيش لدى أقاربهم، فيما تعاني عدة أسر أخرى من ظروف صعبة، و قد بقيت في الأكواخ لانعدام حلول أخرى، على حد تأكيد محدثينا من السكان، الذين قالوا إن محاولاتهم العديدة في طرق أبواب دائرة قسنطينة، لم تفلح في الاستجابة لطلبات إعادة إسكانهم، حيث باتوا يناشدون السلطات الولائية من أجل التدخل، مؤكدين في الوقت ذاته أنهم «أقصيوا» من الترحيل من «دون أسباب مقنعة»، خاصة أنهم ولدوا و عاشوا في المكان لأكثر من 30 سنة، و هي عوامل يرون بأنه كان يتوجب مراعاتها في إعداد قائمة المستفيدين.
عبد الرزاق.م
