يعرف منسوب مياه الآبار و المنابع المائية في أرياف بلدية عين عبيد بولاية قسنطينة تراجعا كبيرا، ما حال دون تغطية احتياجات السكان و الفلاحين و اضطر العائلات إلى اللجوء للأقارب القاطنين في التجمعات السكانية الثانوية.
و قد رصدت النصر أعدادا من سكان المناطق المذكورة، و هم يحملون الدلاء و القوارير في الشاحنات و السيارات و الجرارات على مستوى بعض المنابع، كما هو الشأن بمنبع كدية عبد الله، أين تقربنا من المعنيين فأوضحوا بأنهم يعانون من شح آبارهم منذ حوالي سنتين جراء تراجع التساقط الكثيف للأمطار والثلوج، مما أثر على مصادر مياههم ومنابعها الجوفية و اضطرهم إلى البحث عن بدائل أخرى لتغطية الاستهلاك العائلي، فيما يمولون حاجة حيواناتهم من أصحاب الصهاريج التي قفز سعرها إلى 1500 دينار، بما أصبح يشكل عبء كبيرا على المربين.
و قد علمنا أن الظاهرة مست معظم أرجاء البلدية، فيما تُعدّ منطقتا أولاد جبنون وأولاد مبارك الأكثر تضررا، كما أكد أحد سكان دوار عامر الصراوية أن عائلات المنطقة تتموّن من قرية برج مهيريس ثاني أكبر تجمع سكاني بعد مركز البلدية عين عبيد، و هو ما جعل المواطنين يطالبون بتزويدهم من مياه سد بني هارون في أقرب الآجال.
و ذكرت مصادر من مديرية الري بقسنطينة، أن عين عبيد تفتقد لمصادر مياه جوفية وهي تتزود حاليا من منطقة عين أركو ببلدية تاملوكة التابعة لولاية قالمة، وقد علمنا أن هناك حديث عن مشروع لربط المنطقة بهذه المادة الأساسية، خصوصا أن الأزمة مرشحة للتفاقم في ظل شحّ السماء، مما يحتم على الجهات المعنية توسيع شبكة النقل والتوزيع من مصادر المياه السابقة الذكر.
ص. رضوان