علمت النصر من مصادر مطلعة بأن لجنة من وزارة الصحة، قد أجرت زيارة تفتيشية إلى العيادة المتخصصة في أمراض الكلى و المسالك البولية بحي الدقسي بقسنطينة، حيث تم الوقوف على أسباب عدم قيام الطواقم الطبية بإجراء عمليات لزراعة الكلى، كما تم تسجيل نقص في التجهيزات والعتاد والإمكانيات البشرية.
و ذكرت مصادرنا بأن اللجنة مكونة من خبراء وإطارات بوزارة الصحة، حلّوا أمس الأول بهذه المصحة العمومية، حيث قاموا بتحريات عن عمل العيادة وما تقوم به الطواقم الطبية من عمليات، وتحدثوا إلى البروفيسور المسؤول، عن الأسباب التي منعتهم من إجراء عمليات زرع الكلى، خلافا للعديد من المؤسسات الإستشفائية في باقي أنحاء الوطن، حيث أكدت ذات المصادر بأن الوزارة غير راضية عما يجري داخل العيادة التي أصبحت لا تقدم الخدمات المطلوبة منها، حيث من المنتظر أن تتخذ إجراءات من أجل إعادة تنظيم طريقة نشاطها، لاسيما فيما يتعلق بالأطباء، كما تشير أرقام تحصلت عليها النصر، إلى أن عدد العمليات الجراحية التي أجريت بها لا تتجاوز 150 عملية منذ تاريخ افتتاحها.
و اشتكى الأطباء، بحسب مصادرنا، من الضغط الكبير على مصلحة تصفية الدم، حيث طالبوا بفتح أخرى للحد من العبء الذي تعاني منه العيادة العمومية الوحيدة، و التي أصبحت مقصدا أولا حتى لمرضى الولايات المجاورة، مشيرين إلى أنهم يعملون يوميا ودون توقف، حيث أن الإحصائيات قد سجلت أرقاما خيالية تفوق قدرات العيادة، كما أكدت مصادرنا بأن الضغط الكبير في استعمال أجهزة تصفية الدم طالما تسبب في أعطاب تنعكس سلبا على صحة المرضى، في حين أن ما يقارب 70 بالمئة من ميزانية العيادة تسخر إلى مصلحة تصفية الدم، إلى جانب تسجيل نقص في بعض الأدوية المخصصة للمرضى بسبب تراجع قيمة الميزانية.
و أضافت مصادرنا، بأن العيادة تعرف أيضا نقصا في الأخصائيين، فضلا عن شبه الطبيين، في حين أن العديد من التجهيزات تعرضت إلى التلف ولم يتم تعويضها بأخرى، فيما أكد مدير الصحة بن خديم العيد في اتصال بالنصر، بأن اللجنة عاينت العيادة في إطار زيارة تفتيشية عادية، موضحا بأن المديرية تعكف حاليا على استدراك النقائص وتدعيم هذا المرفق الصحي بالوسائل المادية والبشرية اللازمة لإعادة بعث نشاط زرع الكلى، كما أشار إلى أن الطواقم الطبية وكذا الإدارية تبذل كل ما في وسعها لتقديم أحسن الخدمات. تجدر الإشارة إلى أن وزير الصحة السابق عبد المالك بوضياف، كان قد صرح للنصر بأنه من غير المقبول أن تظل عيادة الكلى بالدقسي على هذا الحال، حيث انتقد طريقة عملها و هدد بإقالة جميع المشرفين عليها في حال عدم مباشرة عمليات زرع الكلى، قبل أن يوفد لجنة تحقيق، لكن شيئا لم يتغير.
لقمان/ق