أبركــان يدافــع عن حصيلـــة عهدتــه على رأس بلديـة الخــروب
دافع، أمس، البروفيسور عبد الحميد أبركان رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الخروب بولاية قسنطينة، عن حصيلة عهدته، و ذلك خلال جلسة تغيّب عنها معظم المنتخبين، كما لم يحضرها رؤساء لجان الأحياء و الجمعيات المنخرطة في برنامج الديمقراطية التشاركية الذي اختيرت الخروب كنموذج لتطبيقه.
و خلال الجلسة التي احتضنتها إحدى قاعات السينما، و ميّزتها أجواء جد باردة أثارت انزعاج الموجودين، كان الوضع أكثر برودة مع حضور عدد قليل من الأشخاص، فمن أصل 33 منتخبا لم يأت سوى 9، وسط تغيّب كلي لـ 60 رئيس جمعية كانوا قد أقحموا في سياسة الديمقراطية التشاركية، و قد بدأ أبركان خلال العرض الذي خصصه لتقديم حصيلة نشاطات عهدته الانتخابية التي بدأت سنة 2012، بالتأكيد على أنه سيتناول نقاط النجاح والإخفاق ليتداركها المجلس القادم.
و ذكر أبركان أن الاجتماع يدخل في إطار البرنامج الخاص بالديمقراطية التشاركية الذي اختارت وزارة الداخلية بلدية الخروب لتجسيده، حيث يقطنها اليوم 500 ألف نسمة و تضم مدنا جديدة هي علي منجلي و ماسينيسا و عين النحاس، ما جعل المسؤولين يفكرون في استغلال الطاقات البشرية الموجودة فيها من أجل تسييرها، من خلال خلق مندوبيات تقرب الإدارة من المواطن في انتظار قانون جديد تتكون في إطاره مندوبية كبرى لتسيير علي منجلي، التي تعمل وزارة الداخلية على إيجاد حل لها، رغم أنها مسيرة حاليا من طرف الولاية والهيئات التنفيذية، مضيفا أن البلدية كان بإمكانها التدخل في حال وجود «صلاحيات واضحة».
و قال المتحدث إن السلطات المحلية عملت على تحسين الخدمة العمومية، بفتح ثلاثة فروع للوثائق المؤمنة في الخروب وعلى منجلي وماسينيسا، وذلك بعد استغلال المقرات المسترجعة من الحرس البلدي وهياكل كانت تابعة لهيئات أخرى عقب خوض معارك إدارية وقضائية، كما تم، بحسب أبركان، دعم مؤسسات النظافة للتخلص من النفايات المنزلية والصلبة و تسييرها، معترفا بتسجيل بعض النقائص في هذا الجانب، قبل أن يستدرك بالقول إن الخدمة المقدمة مقبولة عموما، سيما بالنسبة لرفع القمامة و كنس الشوارع بالمدن الثلاث المذكورة.
وزير الصحة الأسبق أضاف أن المجلس أنشأ 4 مؤسسات جديدة مختصة في المساحات الخضراء والثقافة والرياضة، و كذلك صيانة ممتلكات البلدية والمدارس و الإنارة العمومية، و هي إجراءات انفردت بها الخروب و وفرت، يؤكد أبركان، مناصب شغل دائمة وخدمة أحسن بدل التعاقد مع الخواص، إلى جانب إنشاء مشتلة هي بصدد التكوين وسيكون لها مردود كبير مع فترة دخولها مرحلة الإنتاج، ما من شأنه، مثلما قال، أن يخلق نوعا من الديناميكية في إقليم البلدية.
بالموازاة مع ذلك، استحدثت بلدية الخروب، حسب رئيسها السابق، مديرية مستقلة للبيئة الهدف منها الحفاظ على المحيط والصحة العمومية، كما دعّمت تجربة الاستشفاء المنزلي عبر جمعية «واحة» إضافة إلى مركز لمرضى السكري، أما في قطاع التربية فقد تم الإشراف على تسيير 95 مدرسة، من حيث النظافة والحراسة و الإطعام و النقل، مع تدعيم دار الحضانة القديمة ومركز للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومرضى التوحد، وذلك بترميم المقرات المسترجعة والتي لم تكن مستغلة، بالتنسيق مع المجلس الاستشاري.
و تابع أبركان استعراض حصيلة نشاطات المجلس، حيث أكد إنشاء 33 ساحة لعب وتغطية 17 منها بالعشب الاصطناعي و7 ملاعب كبرى، إلى جانب تجديد أرضية الملعب البلدي وفتح ورشة توسيع مدرجاته وفتح قاعة الرياضة بحي 900 مسكن، مع إنجاز عدد كبير من المساحات الخضراء و الشروع في تزيين مدخل المدينة الجنوبي، في انتظار أن تنطلق العملية ذاتها «قريبا» بالمدخل الشمالي، كما تطرّق إلى فتح المسالك وفك العزلة عن المناطق الريفية التي استفادت من 750 سكنا ريفيا، قال إنها مبرمجة للربط بشبكتي المياه والتطهير.
أبركان أكد أن التحدي الكبير لمصالحه، كان مواجهة البناء الفوضوي والتوسع العشوائي واستغلال الأرصفة، جراء ما أسماه بتداخل الصلاحيات في فرض القانون وكذا تداخل المحيط، إضافة إلى عدم القدرة على التحكم في العقار في ظل غياب المخططات العمرانية ومخططات شغل الأراضي، بما حال دون حصول المواطنين على عقود الملكية.
و عاد رئيس البلدية إلى الحديث عن مشروع القطب الحيواني الضخم بالفنتارية، حيث قال إن 4 سنوات من العمل لم تمكن المجلس من تحويل سوق المواشي والمذبح البلديين بعد تخصيص 18 مليار سنتيم لتجسيد العملية، و ذلك عقب قرار السلطات بتأجيلها، كما تطرق أبركان إلى مشروع آخر تقرر تأجيله أيضا، و هو تأجير مقر سوق الفلاح القديم المغلق منذ 15 سنة، لأحد الخواص من أجل إنشاء مركز تجاري مقابل 60 مليار سنتيم يدفع 3 مليار منها سنويا، لينهي عرضه بالتأكيد على أن أهم حصيلة للمجلس تتمثل في عدم تسجيل «أي إشكال» وإنهاء العهدة بـ «أياد نظيفة» بحرص من المنتخبين طيلة خمس سنوات.
ص. رضوان