منتخبــون يقفون على حـالة من التخريب بالمساجـد العتيقــة
تفقّد منتخبون بالمجلس الشعبي الوطني و الولائي بقسنطينة، وضعية عدة مساجد و زوايا مغلقة بالمدينة القديمة، بعدما كانت مبرمجة للترميم قبل أربع سنوات بمناسبة تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، مؤكدين تعرضها للتخريب و الإهمال، و أن حالتها باتت كارثية، كما زاروا الهيئات المكلفة بهذا الملف، للاستفسار عن وضعيتها، و طمأنوا بخصوص قرب انطلاق الأشغال بمساجد سيدي لخضر و الأربعين شريف و الكتانية.
و قام عضو المجلس الشعبي الوطني يوسف عجيسة، مرفقا بعضوي المجلس الشعبي الولائي عبد الغني مسعي رئيس لجنة الثقافة، و حسين ذيابي عضو لجنة الشؤون الاجتماعية، بزيارة إلى مساجد و زوايا المدينة العتيقة الواقعة بوسط قسنطينة، و التي تعرضت للغلق، قبل حوالي أربع سنوات، حيث اطلعوا عن كثب و عاينوا وضعية العديد من هذه المرافق القديمة و الأثرية، على غرار مسجد سيدي لخضر و مسجدي أربعين شريف و الكتانية، بالإضافة إلى التيجانية العليا و السفلى، مؤكدين بأنهم تفاجئوا لحالتها، حيث تعرضت حسبهم لتخريب كبير، تظهر أثاره في الوقت الحالي بشكل جلي على داخلها و خارجها.
و حسب ما أوضح المنتخبون، فإن هذه المعالم التي تعبر على حد تأكيدهم، عن هوية مدينة قسنطينة و تاريخها و انتمائها، باتت وضعيتها كارثية، و ذلك نتيجة تأخر تسوية المشاكل التي حالت دون سير عملية ترميمها و إعادة الاعتبار لها، بالشكل الذي كان يجب أن يكون، و أوضحوا بأنهم زاروا إدارة الديوان الوطني لتسيير و استغلال المرافق الأثرية و الثقافية، أين تلقوا شروحا مستفيضة حول هذه المشاريع و صعوبة التعامل معها، و مشاكل مكاتب الدراسات الأجنبية و الوطنية، و كذا وضعية الملفات.
كما تم الالتقاء بمدير الشؤون الدينية و الأوقاف، الذي أوضح حسبهم، دور مصالحه، من خلال المشاركة في اللجنة الولائية لمتابعة مشاريع ترميم المساجد، بالإضافة إلى ذلك، فقد جمع المنتخبين لقاء مع مدير الثقافة، الذي شرح، حسب ما أوضحوه، الوضع و قام بعرض حال عن حالة كل معلم على حدة، كما طمأن حسبهم بشأن الأموال المرصودة لهذه المشاريع، حيث أن الغلاف المرصود لم يمس، حسب ما أكده لهم المسؤول ذاته، إذ أن التأخر الحاصل يعود حسب ما أوضحه المنتخبون، نقلا عن مدير الثقافة لولاية قسنطينة، إلى مشاكل تداخل الصلاحيات.
و طمأن المنتخبون بشأن قرب انفراج الوضعية، حيث أن الأشغال ستنطلق قريبا، على حد تأكيدهم، بمسجد سيدي لخضر، ليأتي الدور بعد ذلك على مسجدي الكتانية و الأربعين شريف، اللذان يوجد ملفاهما على مستوى الأمانة العامة للولاية، كما وعدوا بتحريك الملف على المستويات العليا، من خلال طرح الإشكال على وزير الثقافة، بالإضافة إلى مواصلة متابعة الموضوع، إلى غاية تسوية وضعية جميع المعالم المغلقة.و كانت العديد من مساجد و زوايا المدينة القديمة، قد أغلقت سنة 2014، من أجل ترميمها، بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، غير أن العملية واجهت العديد من العراقيل الإدارية و التقنية، و توقفت جميع الورشات، حيث لا تزال معظم هذه المعالم مغلقة، باستثناء الجامع الكبير الواقع بشارع العربي بن مهيدي، و كذا مسجد حسان باي الواقع بشارع 19 جوان، و اللذين أعيد افتتاحهما، قبل أشهر قليلة فقط، بعد تدخل الوالي السابق كمال عباس، الذي توصل إلى حلول مع مكاتب الدراسات و مؤسسات الانجاز، حيث تم ترميم المعلمين، و افتتحا من جديد أمام المصلين.
عبد الرزاق.م