انطـــلاق الترميمات بنفق جبل الوحش بقسنطينة
انطلقت أمس، أشغال ترميم واستكمال نفق جبل الوحش بقسنطينة، بعد أزيد من أربع سنوات من التوقف، إثر انهيار طبقات ضخمة من خرسانة الأنبوب الأيمن بسبب الجيولوجيا الصعبة للمنطقة، حيث رصد للمرحلة الأولى مبلغ مالي يقدر بـ 700 مليار سنتيم، كما استعانت مؤسسة كوسيدار العمومية بمؤسستين إيطاليتين إحداهما مكلفة بالدراسة وأخرى مختصة في أشغال الحفر.
وتنقلت النصر إلى موقع المشروع الواقع بمنطقة كاف لكحل بأعالي جبل الوحش، أين استقبلنا رئيس مشاريع ولاية قسنطينة لدى الوكالة الجزائرية للطرق السريعة السيد حماني عصام ومسؤول الإنجاز لشركة كوسيدار، حيث وقفنا على انطلاق الأشغال بالموقع ووجود عدد معتبر من المهندسين و العمال والعتاد، حيث قررت السلطات بعث المشروع بعد فسخ عقد كوجال بالتراضي البسيط و حصولها على مستحقاتها المالية.
وذكر السيد حماني للنصر، بأن مشروع تكملة وترميم نفق جبل الوحش قد انطلق ميدانيا ابتداء من صباح أمس، كما أشار إلى أن السبب الرئيسي للانهيار بعد إجراء الدراسة، هو طبيعة التربة والجيولوجيا الوعرة التي تميز المنطقة ابتداء من سيساوي إلى غاية ولاية سكيكدة، إذ تسجل تحركات للتربة وانزلاقات يتم متابعتها يوميا كما أكد من طرف مختصين .
وأكد المتحدث، بأنه ورغم الإحتياطات التي قامت بها المؤسسة السابقة بمنطقة كاف لكحل في حفر الأنبوبين على طول 2000 متر، لكن لم يتم السيطرة على المشكل الجيتوتقني بتلك النقطة بالذات المعروفة بصعوبة التضاريس ومكوناتها الجيولوجية، حيث أنه و بعد دراسة طبيعة التربة الطينية، التي توجد فوق النفق، تبين بأن الإنهيارات الموقعية والمحلية أمر مألوف في المنطقة وطالما تم السيطرة عليها، لكن الإنهيار الكبير في نهاية ديسمبر من عام 2013 ترتب عنه نتائج وخيمة أدت إلى تحطيم كل ما أنجز على طول 200 متر من الأنبوب الأيمن.
وأكد السيد حماني، بأن مؤسسة كوسيدار ستقوم بترميم وإعادة حفر الأمتار المتبقية من النفق الأيسر، والتي تقدر بحوالي 500 متر، حيث وقفنا على انطلاق الأشغال بعين المكان، كما أشار إلى أنه ومن خلال إعداد الدراسة الجيوتقنية، تم البحث عن كيفيات تقوية وتدعيم التربة المحيطة بالنفقين ومن ثم إنهاء أشغال الحفر، إذ تتوفر مؤسسة كوسيدار على مختصين في هذه الأشغال الكبرى ولها خبرة طويلة في هذا المجال.
وأضاف المسؤول بأن كوسيدار بادرت إلى جمع المعلومات وبحثت عن الشريك المختص في هذا النوع، ليقع الإختيار على مكتب دراسات إيطالي مختص في الأنفاق، حيث أن الهدف من إجراء هذه الخبرة هو تقديم الحلول المناسبة لطرق الحفر والتدعيم، كما استعانت أيضا بمؤسسة «تريفي” الإيطالية المختصة في الحفر.
وما يلاحظ بالنفق الأيمن الذي يقع أسفل كتلة طينية وبحيرة تتجاوز مساحتها 0.5 هكتار، بأنه غلف بطبقة سميكة من الخرسانة المسلحة موصولة بطبقة من الحديد السميك جدا، لتثبيت حركة التربة وحماية المنشأة، كما علمنا بأنه تم وضع نظام لصرف المياه لحماية هذه الطبقة، لكن الطبيعة كانت أقوى وأدت إلى تخريب مساحة تتجاوز 200 متر، و قد وقفنا أيضا على انطلاق عمال كوسيدار في الحفر على مستوى النفق الأيسر ووضع خليط خاص من الخرسانة المسلحة، حيث تم توفير جميع ظروف العمل من وسائل وعتاد حماية وتهوية في الواجهة المعنية بالحفر.
وأكد رئيس المشروع على ضرورة تدعيم المؤسسات المكلفة بالوسائل البشرية والمادية اللازمتين و الإستعانة بمهندسين أكفاء، مشيرا إلى أن إجراءات التشغيل جارية لاسيما وأن السلطات تراهن على تسليم المشروع بعد 24 شهرا، لكنه أوضح بأن طبيعة الأشغال تحتمل حدوث مفاجآت وعراقيل تقنية وجيولوجية سيتم معالجتها بتأن وصبر حالة بحالة.
أما رئيس مشروع كوسيدار فقد ذكر، بأن طبيعة الأشغال وعرة والرهان صعب، لكنه أكد بأن المؤسسة قادرة على رفع التحدي في الآجال التعاقدية، وهو ما أكده المهندسون الشباب الذين تحدثت إليهم النصر، حيث صرحوا بأن الكفاءات الجزائرية قادرة على إنجاز هذه المنشآت، كما أشار إلى أن الورشة وكبداية انطلقت بتسعين عاملا نظرا لضيقها كما تعتمد على 10 مهندسين لمتابعة العملية، مضيفا بأن العدد سيرتفع في المراحل المقبلة. و تجدر الإشارة إلى أن النفق الأيمن انهار في 31 من ديسمبر من عام 2013 وتم غلقة أمام حركة المرور، بعد أن فتح في سبتمبر من ذات العام.
لقمان/ق
