أثرت حملة مقاطعة السيارات التي انطلقت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل غير مسبوق على أسواق السيارات بالجزائر، التي عرفت ركودا منقطع النظير خلال اليومين السابقين، وما زاد من حدة الركود، هو إعلان مؤسسة «كيا» الجزائر، عن إجراء تخفيضات هامة تفوق 50 مليون سنتيم، على جميع أنواع علامتها، بداية من الأحد المقبل، و هو ما انعكس على البيع و الشراء، فالراغبون في اقتناء سيارات، يفضلون التريث، و السماسرة و البائعون، وقعوا في حرج كبير، بين الخسارة و ضرورة تعويض أموالهم، و هو ما لاحظته النصر، أمس، بسوق حامة بوزيان بقسنطينة.
بدا السوق الأسبوعي للسيارات المستعملة بحامة بوزيان، أمس الجمعة، غير مكتظ كثيرا، و على غير العادة، فأعداد المركبات المعروضة للبيع و حتى المتسوقين، ظهر أقل من المعتاد، فيما شرع الزبائن و الباعة في المغادرة تباعا في ساعة مبكرة، و ذلك حوالي الساعة العاشرة صباحا، مع أن السوق سابقا كان يمتد إلى ما قبل صلاة الجمعة.
و قد استطلعنا آراء الناس داخل السوق، سواء من أصحاب السيارات أو من الباحثين عن شراء سيارة، و حتى من بعض الفضوليين و من جاء فقط للاستطلاع و لمعرفة آخر التطورات، كما سألنا عن أسعار السيارات، و خاصة الجديدة منها و المرقمة بين سنوات 2016 و 2018.
عند مدخل السوق، تعرض عادة السيارات الجديدة و ذات النوعية العالية، بالإضافة إلى تلك التي يبيعها السماسرة، حيث أن هؤلاء يعرضون غالبا مركبات اقتنوها من الوكالات حديثا، ليبيعوها بهامش ربح قد يزيد بـ 15 مليونا عن سعر الوكالة، و أول ما لاحظناه، أنه لا وجود لهؤلاء السماسرة، الذين اعتادوا على التواجد بكثرة لعرض من سيارتين إلى 3 من نفس النوع أو من علامات مختلفة.
لا مساومة على السيارات المركبة محليا
أكثر ما يلاحظ أيضا هو قلة عدد السيارات ذات ترقيم سنة 2018، و المركبة في الجزائر، و إن توفرت داخل السوق فإنها قليلة جدا، و بسؤال أصحابها عن الأثمان التي عرضت عليهم من قبل الزبائن، أكد معظمهم بأنه لم يتم عرض أي أسعار منذ دخولهم إلى السوق، فبعضهم قال بأنه بالمكان منذ 6 إلى 7 ساعات، غير أن لا أحد من الزوار عرض عليه ثمنا مقابل سيارته، و خاصة فيما يخص «رونو سامبول» و «داسيا ستيبواي» و كذلك «سيات إيبيزا»، و بالأخص الجديدة كليا، و التي لم يتجاوز معدل سيرها المسجل على العداد 300 كيلومتر، أما فيما يخص سيارة «كيا بيكانتو»، و التي تم الإعلان مؤخرا عن تخفيض على سعرها داخل الوكالات المعتمدة بالجزائر يصل إلى 50 مليون سنتيم، فلم نعثر إلا على البعض منها، و بترقيم سنة 2016.
و الأمر الواضح هو أن السوق يشهد ركودا غير مسبوق، فلا بيع و لا شراء، إلا إذا استثنينا بعض الحالات النادرة، و التي تخص سيارات إما باهظة الثمن، و علامات لا تركّب في الجزائر، إضافة إلى سيارات قديمة لم يتغير سعرها، حتى سابقا، إلا بشكل قليل، مع العلم أن البيع و الشراء، تراجع بشكل كبير جدا، حتى على هذا النوع من المركبات، و ذلك بتأكيد رواد السوق، و حتى بعض من يعرضون سيارات للبيع.
و حسب ما عايناه أمس، و بالنظر إلى العدد القليل لأصحاب السيارات الذين اعترفوا بالأسعار الحقيقية التي عرضت عليهم، فإن المساومين أصبحوا يعرضون أثمانا منخفضة، بحوالي 15 إلى 30 مليون سنتيم، و أحيانا أكثر من ذلك، و بالخصوص على تلك المركبة محليا، غير أن هذا الأمر دفع بأصحاب المركبات إلى رفض البيع تماما، و منهم من غادر السوق في ساعة مبكرة، فيما أصيب آخرون بخيبة أمل، و كانت ردة فعل البعض منهم حادة نوعا ما، على غرار شخص كان يعرض سيارة «رونو سامبول» جديدة كليا، حين أجاب على أحد الأشخاص بصوت مرتفع، «لن أبيع.. السيارة ليست للبيع»، و غادر السوق بعدها مباشرة.
استطلاع: عبد الرزاق.م
