مقترحـــات بخلـــق أقطــاب سكنيــــة جـديــدة بحامـــة بـوزيــــان
دعا الباحث في التنمية الريفية والمحلية، صالح ويلي، أمس، منتخبي المجلس الشعبي لحامة بوزيان بقسنطينة، إلى تبني مقترحات ومشاريع حضرية لثالث أكبر بلديات الولاية، نظرا للكثافة السكانية بها والمضطردة بشكل كبير، خاصة بالقطبين الحضريَّين بكيرة والغيران، رغم انتشار البناءات الفوضوية بهما وخاصة على أراض بيعت عرفيا.
وقدم الأستاذ عرضا بندوة تحت عنوان «مسارات التنمية.. تاريخ، تنمية ومواطنة»، معتبرا أن «آزيماسيا»، وهو الإسم الروماني القديم للحامة الذي يعني المنبع الدافيء، مكان سياحي وقطب اقتصادي ممتاز، حيث قصده سكان قسنطينة والمدن المجاورة للاستجمام، والاستمتاع ببساتينه الخلاَّبة، متسائلا عن عدم وجود منطقة نشاطات صناعية بهذه البلدية، رغم الكثافة السكانية الحالية التي تقارب 95 ألف نسمة، خاصَّة وأنها مشهورة بالغلال الوفيرة وانتشار الورشات سيما في النجارة وبعض الحرف التقليدية.
وذكر ويلي صالح أنَّ سبب مشاكل التّهيئة والطلبات المتزايدة على السكن، راجع إلى تغيُّر طبيعة البلدية، وتحولها من فلاحية إلى شبه حضرية، وهو ما يجب مراعاته عبر مخطَّطات العمران التوجيهية لرؤساء البلدية والمنتخبين، موجها في ذات الوقت نصيحة إلى التوجه للجهة الغربية من حامة بوزيان لخلق أقطاب حضرية جديدة، والتوسع العمراني، بعد اكتظاظ وسطها وانتشار الملكيات الفردية الخاصَّة على مساحات شاسعة.
كما قدَّم الدكتور في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، مراد بلعيدي، عن جامعة قسنطينة 2، تحليلات وحلول عن إعادة ترتيب المجتمع و دفع الفرد الجزائري للمشاركة في الفعل المواطني والتنمية، وهي تحمُّل المسؤولية واحترام القانون والشعور بالانتساب للوطن، وتقبل المعايشة وتبادل المصلحة، وتغليب العامة منها على الخاصة، وذلك عبر الجمعيات وخليات الإصغاء بالتجمعات السكنية الكبرى، والتكيف مع العمل الجواري، إضافة إلى محاربة القيم الخاطئة، على أن يشرِك المنتخب، المواطن، في كل الفعاليات، ليصبح فعالا ويكسب ثقته.
وأضاف ذات المتحدث أن على المواطن بحامَّة بوزيان وقسنطينة، عموما، احترام واجباته لبلوغ التنمية المرجوَّة، عبر دفعه للضرائب والتقيد بالقانون والنظام، والدفاع عن الدولة، واحترام خصوصية الآخرين والعمل بجدية، انتهاء بالمحافظة على المكتسبات المشتركة ومنها البيئة والنظافة، وليس الحفاظ على منزله وعدم الاكتراث بها هو خارجه.
وحضر اللقاء مجموعة من المنتخبين عن المجلس البلدي لحامة بوزيان، و قد أبدوا اهتماما بمداخلة الدكتور ويلي صالح وبلعيدي مراد، فيما حاضر الدكتور موسى لوصيف حول تاريخ الجزائر، ودور الولاية الثانية في نجاح الثورة وتحقيق الاستقلال.
فاتح/خ