حرفيو النحاس بقسنطينة مهدّدون بالصّمم و التيتانوس
من المنتظر أن تطلق جامعة صالح بوبنيدر بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ماستر مهني بهدف دراسة التصاميم الحرفية للصناعات التقليدية النحاسية بقسنطينة، فيما أكد خبراء بأن الحرفيين يعملون في ظروف غير صحية وأمنية وبأن العديد منهم معرضون للصمم.
واحتضنت أمس الإثنين، جامعة قسنطينة 3، يوما تحسيسيا حول الوقاية المهنية بحضور ممثلة هيئة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بالجزائر، حيث أكد الدكتور بن عباس شوقي نائب مدير الجامعة المكلف بالشؤون الخارجية، بأن الجامعة تشارك في هذا البرنامج الجديد لهيئة الأمم المتحدة، الذي يشمل دول أورو متوسطية، ويساهم فيه مختلف الفاعلين من طب العمل، ووزارات الثقافة والسياحة وكذا الصناعات التقليدية، حيث يُهدف من خلال هذا البرنامج إلى مساعدة حرفيي النحاس على حماية مهنتهم من الاندثار، مع إشراك المتعاملين واعتبارهم كطرف أساسي وفاعل في هذا التخصص التقلدي.
وذكر المتحدث، بأن الجامعة أعدت دراسة علمية ستقدمها إلى وزارة التعليم العالي، حول النقوش المستعملة في حرفة النحاس، وتطور هذا المجال عبر الحقب الزمنية، بمعني أنه سيتم إنجاز دراسة تاريخية متكاملة ستستفيد منها مختلف التخصصات على غرار التعمير والهندسة المعمارية، كما لفت إلى أنه تم عقد اتفاق مع جامعة إيطالية متخصصة في التصميم، إذ عرضت على جامعة قسنطينة 3 تجربة دولة مدغشقر لكنها رفضت، لأنها لم تأخذ بعين الاعتبار بخصوصية المنطقة قسنطينة.
وأضاف السيد بن عباس، بأن الجامعة ستسعى إلى إطلاق ماستر مهني في مجال التصميم في عام 2019، حيث ستقوم هيئة الأمم المتحدة بإرسال مختصين وخبراء لتكوين أساتذة ومن ثم بعث المشروع، الذي قال بأن الإدارة ستسعى إلى إنجاحه وتوفير جميع الشروط الملائمة له، فيما أكدت الممثلة الأممية بأنه سيتم منح وسائل حماية للعمال والحرفيين من قفازات وكاتمات أصوات مجانا، مع ضمان التكوين في هذا المجال.
من جهته ذكر البروفيسور بومنجل، وهو مختص في طب العمل، بأن مخبر البحث العلمي ضد الأخطار الصحية والمهنية، أعد دراسة ميدانية على تأثير حرفة النحاس على الحرفيين بمنطقة باردو، حيث ذكر بأن مستوى الضجيج لا بد أن لا يتجاوز 85 ديسيبال وفي حال تخطى هذا المستوى، فإن المهنيين معرضون لأمراض متعددة، منها فقدان السمع أو تراجعه، كما تم تسجيل أخطار كيميائية، فضلا عن أخرى تتعلق بأضرار المادة الخام والرصاص المعروف باسم الكاوية، ناهيك عن أضرار بيولوجية كمرض التيتانوس، خاصة إذ جرح الحرفي.
وأضاف المتحدث، بأن الأماكن التي يعمل بها هؤلاء الحرفيين ممتلئة بالميكروبات، وتم تسجيل حالات مرضية للعديد من الناشطين بهذه الورشات، و يعملون أيضا واقفين وفي وضعيات غير صحية ما يعرضهم لأمراض المفاصل، لاسيما أولئك الذين تجاوزت أعمارهم الأربعين عاما، مؤكدا بأن الدراسة أثبتت بأن نسبة الضجيج تجاوزت نسبة 110 ديسيبال ما يشكل خطرا على السمع.
و ذكر البروفيسور بأن من التوصيات التي تم اقتراحها، هي إجراء فحوصات دورية طبية فضلا عن تحاليل تنفسية وفحص الرئتين، فيما دعا متدخلون إلى ضرورة تطبيق قوانين الحماية الصحية وحماية الحرفيين من التعسف والاستغلال، كما تجدر الإشارة إلى أنه سيتم إنجاز دراسة للسوائل الملوثة المترتبة عن مادة النحاس ومدى تأثيرها على الطبيعة ومحيط حي باردو.
لقمان/ق