الحرائــق تطـــالُ مساحــــات خضــراء بالوســط الحضــري
طالت الحرائق الناجمة عن الحرارة المرتفعة عدة مساحات خضراء بالفضاءات الحضرية من مدينة قسنطينة، فقد مسّت خلال الفترة الماضية أشجارا في وسط المدينة، فيما يشتكي مواطنون من انعدام عمليات نزع الأعشاب بأحيائهم، في حين أتلفت النيران أكثر من 17 هكتارا من الأراضي المزروعة بالقمح.
ونشرت مديرية الحماية المدنية لولاية قسنطينة ليلة أمس الأول، حصيلة تفيد بأن عناصرها تدخلوا لإخماد حريق أراضي محصودة وأعشاب يابسة مس 500 متر مربع، و أدى إلى إتلاف عشر ربطات من كلأ المواشي، كما قضى على 500 مترٍ مربع أخرى من الأعشاب اليابسة في كل من بلديتي زيغود يوسف والخروب. ونشرت نفس المديرية قبل ذلك بأن وحداتها قامت بإخماد نيران شبّت في محاصيل زراعيّة ومساحات محصودة وأعشاب يابسة وأشجار بخمس بلديات، تتمثل في كل من قسنطينة وحامة بوزيان والخروب وديدوش مراد وزيغود يوسف.
وأتلفت النيران عشرة هكتارات من القمح الصّلب وسبعة هكتارات من المساحات المَحصودة وما يقاربُ الثّلاثة آلاف متر مربع من الأعشاب اليابسة، فيما تمكّن عناصر الحماية من حماية مساحة واسعة من الأراضي الزراعية، متمثلة في خمسين هكتارا من القمح الصلب و42 هكتارا من الأراضي المحصودة وألفي ربطة من كلأ المواشي ومحطة للغاز الطبيعي وآلة للحصاد ومجمّع سكني.
وتدلّ هذه التدخلات على تواصل مسلسل الحرائق، بعد أن انطلق مع بداية فترة الحصاد، التي تزامنت مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة خلال الأيام الأخيرة، حيث تُرجِع مديريّة الحماية المدنية في جميع بياناتها الصحفية المشكلة، إلى عدم تقيّد الفلاحين بالإجراءات الوقائية، على غرار ضرورة ترْكِ الشّريط الوقائي بالقُربِ من الأعمدة الكهربائية وتجنّب الحصاد في أوقات ذِروة درجات الحرارة مثل منتصف النهار، لكنّ الحرائق طالت أيضا مساحات خضراء بمناطق حضريّة من وسط مدينة قسنطينة وبعض الأحياء الأخرى، على غرار أشجار الكاليتوس المغروسة مقابل شارع عواطي مصطفى. وقد أُتلِف عددٌ كبيرٌ منها وسقطت أخرى جرّاء حريق نشب فيها خلال الأيام القليلة الماضية.
ولاحظنا أيضا احتراقا للأعشاب اليابسة مقابل طريق الصّومام بسبب الحرّ، في حين تدخلت مصالح الحماية المدنية من أجل بعض هذه الحرائق، التي تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين، رغم محدودية مساحتها مقارنة بنظيرتها التي تندلع في الأراضي الفلاحيّة.
من جهة أخرى، يشتكي سكان العديد من الأحياء من انعدام عمليات نزع الأعشاب على مستوى تجمّعاتهم، حيث قالوا إنّ مصالح البلديّة تركّز على الأماكن الظاهرة فقط، على غرار حواف الطرقات، في حين تُهمِل المساحات الواقعة خلف العمارات، على غرار وضعيّة المساحة الواقعة خلف البنايات المسماة “سي أن أس” بحيّ سيدي مبروك أين يعاني القاطنون بالمكان من ظهور الثعابين والجرذان ونشوب الحرائق. ويمكن ملاحظة نفس الأمر على مستوى عمارات حي قدور بومدوس أين انتشرت الأعشاب وصار المكان مرتعًا للفئران والحيوانات الضّالة. وانتقد السكان أيضا تصرفات بعض المواطنين الذين يعمدون إلى حرق الأعشاب اليابسة بمفردهم بشكل عشوائي، ما قد يؤدي إلى الإِضرار بالمباني.
سامي.ح