حرفيّـــون مهــدّدون بفقـــدان محـــلات استفـــادوا منهــــا بالدّقسـي
دفع تأخُّرُ حرفيين عن الالتحاق بمحلات منحت لهم على مستوى حي الدقسي بقسنطينة، غرفةَ الحرف والصناعات التقليدية إلى التهديد بنزع الاستفادة منهم، في حين يشتكي زملاء لهم باشروا العمل بالموقع الجديد من قلّة الحركيّة.
وأفاد مديرُ غرفة الحرف والصناعات التقليدية لولاية قسنطينة في اتصال بالنصر، بن عراب نصر الدين، بأن مصالحه منحت خمسين حرفيا محلات مُدرجة ضمن ممتلكات الولاية، حيث استفادوا منها قبل شهر رمضان الماضي، لكن الكثير منهم لم يلتحقوا بها إلى غاية اليوم.
وأضاف محدثنا بأن الغرفة طالبتهم بفتحها من قبلُ لكنهم تحججوا بشهر الصيام، مشيرا إلى أن مصالحه ستقوم بتوجيه إعذارات لهم، ليتم الانتقال بعد ذلك إلى سحب الاستفادة حتى وإن كانوا قد دفعوا ثمن الكراء، خصوصا وأن الكثير منهم قاموا بتسديد مبالغ تغطي مستحقات عدة أشهر. وقال نفس المصدر إن مصالحه تعتزم تحويل محلّات أخرى في نفس المكان إلى أروقة لعرض المنتجات التقليدية الموجودة بالولاية.
ونبه المسؤول بأن الغرفة تحصلت على المحلات لفائدة الحرفيين من مصالح الولاية، من أجل خلق فضاء أطلقت عليه تسمية «سُويقة للصناعات التقليدية»، حيث تضم حرفيين من اختصاصات مختلفة، كما تم اختيار أشخاص من خيرة أصحاب الصناعات التقليدية، بحسبه، من بينهم عشرون صانع نحاس، بالإضافة إلى صانعي حلي تقليدية وحلويات وملابس وغيرهم. وأضاف نفس المصدر بأن الهدف يتمثل في تحويل المكان إلى قطب للصناعة التقليدية بالولاية، ويتمكن فيه الزبائن من إيجاد جميع السلع التي يبحثون عنها.
وقال المدير أيضا إن الغرفة لن تحقق أهدافها من المشروع في حال بقاء المحلات مغلقة، خصوصا وأنها تعتزم منح خمسين محلا أخرى مجاورة لها لفائدة حرفيين آخرين، للوصول إلى وضع ما يقارب 150 مهنيا في المكان الواحد، لكنه نبه بأن مصالح الولاية ما زالت في نزاع مع مستفيدين سابقين.
وتقع المحلات المذكورة بمحاذاة المركز التجاري لحي الدقسي القريب من مقر الصندوق الوطني للتأمين على البطالة، وهو مكانٌ اعتبره المدير «إستراتيجيا» من الناحية التجارية، واستغرب عزوف المستفيدين عن الذهاب إليه.
وقد التحق بالمكان حوالي عشرة حرفيين، حيث أوضحوا لنا بأن الزبائن شرعوا في التوافد عليهم، لكن الحركية ما تزال ضعيفة في الوقت الحالي، في انتظار أن يفتح زملاؤهم أبواب محلاتهم من أجل تحريك النشاط بشكل أكبر، خصوصا وأن الكثير من العائلات تختار الفترة الحالية من أجل تنظيم الأعراس، التي يتم التزود لها من محلات الحرفيين وصانعي المنتجات التقليدية بالدرجة الأولى، على حد تعبير المعنيّين.
سامي.ح