انخفاض إنتاج الزيتون بعنابة يدفع الأسعار للارتفاع
سجلت المصالح الفلاحية بعنابة، تراجع إنتاج الزيتون في حملة الجني لهذا الموسم بلغ حدود النصف مقارنة بالسنة الماضية، و أدى الانخفاض الملحوظ في الإنتاج، إلى ارتفاع الأسعار حيث بلغ سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون من النوعية الجيدة 900 دينار.
وأرجعت مصادر من مديرية الفلاحة سبب تراجع إنتاج الزيتون هذه السنة إلى تأخر تساقط الأمطار مع بداية فصل الخريف، حيث لم يُساعد الجفاف على نمو الثمار بشكل طبيعي، إلى جانب ارتفاع عدد الحرائق المسجلة خلال فصل الصيف، حيث التهمت النيران آلاف الهكتارات من أشجار الزيتون المثمرة، في العديد من المناطق على غرار الحقول المتواجدة بأعالي جبال الإيدوغ و منطقة برحال، و وادي العنب.
وتشير التقديرات الأولية حسب مصادرنا، إلى إنتاج 10 آلاف قنطار من الزيتون فقط خلال حملة الجني للموسم الحالي، مقابل نحو 20 ألف قنطار الموسم الماضي، من أصل 340 هكتارا من المساحة المغروسة التي تمثل 3 بالمائة فقط من حجم المساحة الإجمالية الصالحة لزراعة الزيتون .و ينتظر أن توجه نسبة 80 بالمائة من المنتوج إلى المعاصر لإنتاج الزيت، الذي تعد نسبة إنتاجه قليلة جدا، بالنظر للطلب الكبير على هذه المادة الواسعة الاستهلاك لدى سكان الولاية، الذين يضطرون لشراء الزيت من المناطق المجاورة كالطارف و قالمة، فيما يفضل البعض الآخر جلبه من منطقة القبائل و من ولاية جيجل لجودته العالية رغم ارتفاع ثمنه. ومع قلة محصول الزيتون سُجل ارتفاع في سعر الزيت هذا الموسم حيث تعدى ثمن اللتر الواحد من النوعية الجيدة 900 دج، فيما كان يتراوح العام الماضي ما بين 700 و800 دج للتر، و أوضحت مصادرنا، بأن كمية زيت الزيتون المتوقع تحقيقها مع تواصل حملة الجني، ستعرف انخفاضا مقارنة بالعام الماضي، و ذلك بنحو 50 بالمائة، رغم دخول عديد البساتين حيز الإنتاج برسم الموسم الفلاحي الجاري، لكن تلك البساتين الجديدة لم تعوض خسارة الموسم، حيث أدى الجفاف إلى انكماش حبات الزيتون و تساقطها حسب الفلاحين قبل بلوغها مرحلة النضج، مما قلص من الكمية المجمعة. ويشتكي المزارعون كل موسم من نقص اليد العاملة في جني الزيتون، ما يجبرهم على الاعتماد على العائلات التي لها خبرة في الجني عن طريق ما يعرف «بالتويزة « من أجل ضمان قطف المحصول قبل تعرضه للتلف، مقابل أخذ نسبة معينة من المحصول الذي يتم جمعه.
تجدر الإشارة إلى أن أغلب الفلاحين والمزارعين أصبحوا يفضلون طحن الزيتون بالمعاصر الحديثة من أجل ضمان جودة عالية وكمية أفضل من زيت الزيتون عكس المعاصر التقليدية التي بدأت تندثر، كتلك المتواجدة بمناطق التريعات، وسرايدي وبرحال و وادي العنب، كما أن بعض النسوة مازلن يعتمدن على عصر الزيتون بالطريقة التقليدية واستخلاصه دون أن يمزج بالماء، لأن هذا النوع من الزيوت، حسب بعض الفلاحين له منافع صحية كبيرة.
و تشير ذات المصادر أن مديرية المصالح الفلاحية بولاية عنابة، لم تصل إلى تحقيق ما كان مرجوا في إنتاج الزيتون، رغم آليات الدعم الفلاحي المختلفة من أجل غرس أشجار الزيتون، بسبب العديد من المشاكل المرتبطة أساسا بتحول اهتمامات الشباب في المناطق التي تشتهر بزراعة الزيتون إلى مجالات أخرى خارج قطاع الفلاحة .
حسين دريدح